تعاني الثورة السورية من مشاكل عدة بينها: “نوعية” و”عِقَد” الشخصيات المعارضة الموجودة في الخارج، وعدم قدرة معظمها على التعاون الجدي في ما بينها، هذا من جهة. وأيضاً من عدم قدرتها على التصرّف كمعارضة وطنية تمثل مشروع سلطة مستقبلية: مما يفرض عليها، تحديداً، أن تُخاطِب مباشرة، ويومياً، الجماعات السورية التي ما تزال تؤيد النظام، خصوصاً الطائفة العلوية، وأن تقترح عليها عقداً وطنياً جديداً يقنعها بالتخلّي عن الدعم الإنتحاري لديكتاتور يائس!
وتعاني الثورة السورية، من جهة ثانية، من التراجع الواضح لوعود الدعم الغربي (الأميركي خاصة) والعربي منذ إعلان الإئتلاف الوطني، الذي كان يُفتَرَض أن يشكل خطوة أولى نحو إعلان “حكومة سورية مؤقتة”.
ماذا حدث؟ لماذا تراجع الأميركيون والأوروبيون؟ ولماذا تراجع العرب؟
رياض سيف، في إجاباته أدناه، يشير إلى تبخّر وعود “قطر” بتسليم “الإئتلاف” ٩٠٠ مليون دولار يملكها بشّار في “قطر” (حتى الثورة، كانت “قطر” تمثّل “اللوبي الأسدي في العالم”..). ولكنّه لا يفسّر لماذا تراجعت قطر.
وهو لا يتطرّق، سلباً أو إيجاباً، إلى الموقف السعودي! هل وعدت السعودية، وهل تراجعت.. كما يُستَشَف من معلومات شخصيات سورية معارضة أخرى؟ أم أن “الإئتلاف الوطني” لم يبذل جهداً كافياً للتعامل مع السعودية، وهذا ممكن أيضاً. ويقال أن صراعات “شخصيات المعارضة” لعبت دوراً في عرقلة العلاقة مع السعودية!!
وما هو موقف نظام “الإخوان المسلمين” في مصر؟ هل يملك نظام مرسي القدرة ولكنه لا يرغب بالتدخل في سوريا؟ أم أن السياسة الخارجية المصرية ما زالت في أيدي “النظام العميق”، أي الجيش وأجهزة المخابرات؟ ولماذا لا تتعاطى المعارضة السورية مع “جبهة الإنقاذ ” المصرية، التي لا تبدو هي الأخرى معنية كثيراً بالشأن السوري؟
وما هو موقف تركيا الحقيقي؟ ففي المحصلة الأخيرة، ماذا قدّمت تركيا للثورة السورية؟ وما هي الجهات التي تسمح تركيا بمرور المساعدات العسكرية لها؟ تركيا، بعد سنتين من الثورة السورية، أصبحت “خيبة أمل كبرى” للعرب الذي علّقوا آمالاً عريضة عليها! لقد عزّزت تركيا “قيمتها الديبلوماسية” في نظر الأميركيين والأوروبيين. فقط لا غير حتى الآن!
ماذا عن موقف أميركا؟
التراجع الأميركي خصوصاً، ومن خلفه الأوروبي، يُعزى عادةً إلى نوعين من الإعتبارات: أولاً، الدور المزعوم للسلفيين الجهاديين، من نوع ما يسمّى “جبهة النصرة”. وهذا غير مقنع (رغم الهجوم الإجرامي ضد قنصلية أميركا في بنغازي) لأن “السلفيين السوريين والدوليين” لا يمثّلون سوى حفنة من قوى الشعب السوري المجاهدة ضد نظام الأسد.
السفير فورد: “عقدة العراق وأفغانستان”
وثانياً، ما يمكن تسميته “عقدة العراق وأفغانستان”. خصوصاً العراق، و”حماقة” تسريح الجيش العراقي وحلّ مؤسسات الدولة العراقية التي فتحت على الأميركيين جحيم الإرهاب في العراق. ومن المؤكّد أن السفير الأميركي في دمشق، السيد “فورد”، “متأثر إلى أبعد الحدود” بـ”عقدة العراق وأفغانستان”! والمشكلة هنا أن الإدارة الأميركية ربما تخوض “الحرب الماضية” في سوريا، بمعنى أن عدم الإسراع بدعم الثورة لإسقاط النظام هو ما يمكن أن يؤدّي إلى عكس ما يشتهيه الأميركيون: أي إنحلال الجيش السوري، وسقوط كل مؤسسات الدولة السورية (على هشاشتها الأصلية).
وابعد من هذه “العقدة” (ومن “التذرّع” بالموقف الروسي!!..)، فإن محلّلين أميركيين يعتقدون أن “العلة الأصلية” تكمن في سياسة الرئيس أوباما الخارجية التي لا ترغب في “التورّط” في نزاعات خارجية. وهذا ما “يشلّ” السياسة الأوروبية نظراً لأن الإتحاد الأوروبي لا يملك الإرادة السياسية الموحدة، او القدرات العسكرية الموحدة، للمبادرة الذاتية.
السؤال التالي هو طبعاً: هل جاء انسحاب الدعم العربي، أي القطري والسعودي، نتيجة للضغوط الأميركية؟ أم لأسباب أخرى؟ وإذا كانت قطر امتنعت عن دعم “الإئتلاف الوطني”، فهل استمرت في دعم “السلفيين الجهاديين” في سوريا؟
الأرجح أن موقف قطر تأثّر بضغوط أميركية (قالت مصادر سعودية ان السيدة كلينتون أعربت عن “سخطها” على القطريين “بطريقة فظة” أثناء زيارتها الأخيرة لقطر في فترة تشكيل الإئتلاف الوطني!). وقد تكون السعودية تأثرت بالضغوط الأميركية هي الأخرى. ولكن التفسيرات يمكن أن تشمل “عدم خبرة” بعض الأمراء الشبان المعنيين بالملف السوري، وكذلك تقدّم “القيادة السعودية” في السنّ وبطئها وتردّدها في اتخاذ القرارات.
في أي حال، الموقف السعودي بحاجة إلى إيضاح.
رياض سيف أحد رموز المعارضة النظيفة في سوريا، وهو يتمتع بصدقية وباحترامٍ كبير في أوساط المعارضة والشعب السوري، والخارج. وهذا ما ميّزه عن كثير من المعارضين..! ولكن إجاباته على تساؤلات السوريين، وغير السوريين، رغم صدقها، ليست كافية. ربما، لأن المناضل رياض سيف يقوم بعمل “سياسي” يحول دون طرح كل المعلومات علناً. ولأنه قد لا يكون مفيداً للمعارضة السورية ان تعلن رأيها الصريح في مواقف الدول “الشقيقة” و”الصديقة” التي لا شك في أنها خذلت السوريين.
مع ذلك، فالسوريون بحاجة إلى إجابات واضحة، بطريقة أو بأخرى!
وقد يكون رياض سيف تعمّد إعلان هذا القدر من الإجابات عشية انعقاد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في باريس في ٢٨ الجاري. وقبل انعقاد مؤتمر دعم الشعب السوري في الكويت بعد ذلك بيومين.
يبقى أن الشعب السوري يدفع ثمناً هائلاً من جراء عمليات “الإبادة الجماعية” التي يمارسها الديكتاتور مدعوماً من إيران وروسيا وحزب الله. وأن عدد القتلى ربما وصل، حسب مصادر سورية، إلى ٣ أو ٤ أضعاف عدد ٦٠ ألف قتيل الذي اعتمدته الأمم المتحدة.
هل باتت ثورة سوريا في وضع يذكّر بمأساة الجمهوريين الإسبان ضد الديكتاتور فرانكو؟ أم أن الشعب الذي أذهل العالم بانتفاضته سيبتكر سُبُلَ النصر رغم التخاذل العربي والدولي؟
بيار عقل
*
في ما يلي إجابات المناضل رياض سيف كما وردت على صفحته في “الفايس بوك”.
بتاريخ 14-01-2013 تم توجيه عدة أسئلة لي عن طريق موقع المندسة السورية… و هذه هي الأسئلة و إيجاباتي عليها…
سؤالي موجه للسيد رياض سيف:
– أستاذ رياض سيف ألم تكن أنت كلمة السر خلف الإئتلاف الوطني السوري؟
– ألم تكن الورقة الأخيرة التي تفتحت عليها أعين المجتمع الدولي الغربي لدعم الثورة السورية؟
– ألم تجتمع مع أعضاء المجلس الوطني لإقناعهم بالمبادرة الأمريكية لدعم الإئتلاف الوطني، وبأن السلاح النوعي و المساعدات الإنسانية ستكون بشكل كامل للإئتلاف؟
– ألم تخبرنا بأن الحكومة القطرية ستسلم الإئتلاف 900 مليون دولار، أموال مجمدة لبشار الأسد في قطر؟
هذه السيدة سهير الأتاسي تعلن بشكل علني أمام الجميع بأن صندوق الإئتلاف خاوٍ على عروشه ولا يمتلك أي دعم مادي حتى اليوم
لا أشكك أبداً في وطنيتك يا سيد رياض سيف، ولكن أدعوك للخروج للعلن لكي تعترف بهذه المهزلة الدولية التي تلعب بنا وتحركنا كيفما شاءت، كأننا دُمى على خشبة مسرح تحركها أيد خفية. وعود مزيفة، منذ اليوم الأول للمجلس الوطني “وأنت ابن المجلس” ولم يتحقق من تلك الوعود أي شيء حتى الآن!؟
إجابات رياض سيف
بالنسبة للسؤال الأول فجوابي هو نعم. منذ ربيع دمشق سنة 2000 وصولاً إلى إعلان دمشق والمجلس الوطني لإعلان دمشق نهاية 2007 إلى المجلس الوطني السوري عام 2011 كنت دائما أحد العاملين في سبيل وحدة المعارضة التي تنشد الحرية والكرامة وتطمح لبناء دولة العدل والمساواة. عندما قمت بالمبادرة كنت عضواً في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري – وهو أعلى هيئة قيادية في المجلس – وكنت مخلصاً له. يعلم الجميع أن المجلس بعد مرور ما يقارب العام على تشكيله أصبح غير قادر على تحقيق هدف وحدة المعارضة على الرغم من الحاجة الماسة لسلطة بديلة لنظام بشار الأسد. لقد بتنا نواجه السؤال في كل مناسبة، ماذا لو سقط نظام الأسد فجأة فما هو البديل؟ هل هو الفوضى وما ينتج عنها من ويلات و أخطار تحدق بأرواح السوريين وأمنهم ومن انهيار اقتصادي شامل وانهيار لمؤسسات الدولة؟ وهل الحل أن لا نعجل بإسقاط نظام بشار الأسد ريثما نحضر لسلطة بديلة تقود عملية الانتقال بسلام؟ سؤال آخر لطالما كان يطرح علينا: أين هي القيادة للثورة التي تقدر على مواجهة كل التحديات علماً أن المجلس الوطني لم يتمكن من قيادة الثورة وبقي كممثل لها.
كان الدافع الأهم للقيام بمبادرتي هو بناء سلطة بديلة وقيادة للثورة نحو النصر. هناك أمر آخر لا يجب لنا أن ننساه، فبعد أن تحرر قسم كبير من شمال سوريا أصبح الملايين من السوريين في المناطق المحررة بحاجة ماسة لتوفير الإغاثة والخدمات والأمن ومساعدة سكان تلك المناطق على العودة لحياة مقبولة تتوفر فيها الشروط الضرورية للإنسان. كان تحقيق تلك الأهداف مرهون بانجاز وحدة المعارضة وكان هناك اعتراف من الجميع بمن فيهم المجلس الوطني بأهمية ذلك وكان مؤتمر وحدة المعارضة في القاهرة في 3 تموز من العام الماضي خطوة متقدمة نتج عنها وثيقتين صدرتا بما يقارب الإجماع، وكان المؤمل أن تكون الوثيقتان خطوة تتبعها خطوات على طريق توحيد المعارضة ولكن كل الجهود التي بذلت لم تلاقي نصيبها من النجاح، فكانت محاولة إنشاء لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة تسعى إلى تشكيل مرجعية مشتركة لأطراف المعارضة وان ليس على مستوى تشكيل قيادة موحدة، وإنما بهدف التنسيق وتوحد الرؤى سعياً لانجاز وحدة المعارضة.
قبل مبادرة الائتلاف تقدمت بمبادرة لجنة الحكماء والتي تتلخص بالتقاء عدد من الرموز المشهود لها بالوطنية يتراوح عددهم بين 12 – 15 يقومون بتوجيه الدعوة إلى قوى المعارضة لعقد مؤتمر وطني ينتخب قيادة سياسية تشكل بدورها سلطة تنفيذية وأخرى قضائية لقيادة المرحلة ما قبل سقوط بشار الأسد وحتى انعقاد مؤتمر وطني عام في دمشق بعد سقوط النظام. لم تلق مبادرة الحكماء ما يكفي من التأييد لإنضاجها وتمكنها من انجاز المهمة وتوحيد قوى المعارضة، فكانت المبادرة التي تقدمت بها – وتمخض عنها تشكيل الائتلاف- تنطلق من الاستفادة من نتائج مؤتمر القاهرة والبناء على وثيقتي العهد الوطني والمرحلة الانتقالية ، وبدل أن تكون لجنة متابعة مشكلة على مستوى قيادات الصف الثاني والثالث فلتتم الدعوة لقيادات الصف الأول كي تلتقي وتشكل بمجموعها الائتلاف الوطني (ما كان يسمى حينها بهيئة المبادرة الوطنية) كسلطة بديلة وقيادة لقوى الثورة والمعارضة. وجدت تجاوباً كبيراً في مشاوراتي مع أطراف المعارضة وقوى الحراك الثوري كما وجدت ترحيباً من دول أصدقاء سوريا والتي تربطني بهم جميعا علاقات طيبة. بذلك توفرت كل أسباب النجاح الداخلي والعربي والدولي لانجاز وحدة المعارضة، وكانت الوعود سخية من جميع دول أصدقاء سوريا وأهمهم: المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات والأردن ومصر وتركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا و كندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
كنت مدركاً بشكل تام أن هناك شروطاً مطلوب توفرها لنجاح المبادرة في قيادة الثورة نحو تحقيق أهدافها. أهم تلك الشروط هو توفر أسلحة نوعية ضد طائرات بشار الأسد وأسلحته الثقيلة والتي من المؤمل أن تقلب موازين القوى لتمكين الثوار من الحسم السريع، كذلك توفير ما يكفي من أموال الإغاثة لسد حاجة الملايين من السوريين المنكوبين والمهجرين وتقديم العون والخدمات لملايين السوريين في المناطق المحررة، وكان مطلب الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد لقوى الثورة والمعارضة شرط لا بد منه لتحقيق تلك الأهداف. في اليوم الذي سبق التوقيع على الوثيقة التأسيسية للائتلاف الوطني، شعرت بالحاجة إلى الحصول على تأكيد مكتوب بالوعود المقدمة في لقاء جمعني مع عدد كبير من مندوبي دول أصدقاء سوريا الرئيسية السابق ذكرها وفي مقدمتهم مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة إليزابيث جونز. وبعد اجتماع ونقاش طويل توصل المجتمعون إلى إصدار تعهد إلى الشعب السوري مرفق نسخة عنه، وجاء فيه ما يلي:
1- إن أصدقاء الشعب السوري (FOSP) يرحبون بقرار المعارضة السورية بالتوحد لقيادة الشعب السوري ضد حكم بشار الأسد ونحو الحرية.
2- إن أصدقاء الشعب السوري مستعدون للاعتراف بالمبادرة الوطنية السورية (SNI) بأنها تمثل إرادة الشعب السوري وللعمل معها، حالما تنهي المبادرة الوطنية السورية تأسيس هياكلها التنظيمية.
3- إن أصدقاء الشعب السوري سيسرعون ويزيدون من حجم المساعدات المقدمة إلى الشعب السوري وذلك من خلال المبادرة الوطنية السورية، بما فيها تلك المساعدات المقدمة إلى المجالس المحلية.
4- إن أصدقاء الشعب السوري يعترفون بحاجة الشعب السوري للدفاع عن نفسه بما يتضمن الحيلولة دون وقوع أي شكل من أشكال العدوان ومنعه.
بعد أسبوع من ولادة الائتلاف تداعى أصدقاء سوريا للاجتماع في لندن لدعم الثورة السورية بعد أن توالت الاعترافات على انه المثل الشرعي والوحيد للشعب السوري وتم في نفس الاجتماع تأسيس وحدة تنسيق المساعدات الإنسانية ACU لتقوم بالتنسيق ما بين المانحين والمنظمات وشبكات التوزيع التي تقوم بإيصال الإغاثة إلى مستحقيها من الشعب السوري وتم الاتفاق على انجاز مشروع إغاثة اسعافية لفصل الشتاء – وهو الأمر الذي تأخر حتى اللحظة– وجاء مؤتمر مراكش في 12 – 12 – 2012 وتعهدت فيه الدول الصديقة والشقيقة بتقديم مئات ملايين الدولارات إلى الشعب السوري عن طريق الائتلاف.
في المجال العسكري تضافرت جهود قوى الثورة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لانجاز هيئة الأركان المشتركة كخطوة هامة ومتقدمة على طريق تشكيل السلطة البديلة تحضيراً لسقوط النظام ولكن مرت الأيام وجاء الشتاء بأمطاره وثلوجه ولم يصل من الإغاثة الموعودة إلا القليل ولم يحصل مقاتلونا على السلاح النوعي الموعود على الرغم من أن طائرات بشار الأسد تقوم بمئات الطلعات اليومية لقصف أهداف مدنية في مختلف المناطق بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات وراجمات الصواريخ التي يتم استعمالها ضد المدنيين بشكل عشوائي وحتى اليوم لم يستلم صندوق الائتلاف إلا مبالغ قليلة للمصاريف الإدارية ومبلغ 8 مليون دولار من دولة قطر الشقيقة ذهب مباشرة للمجالس المحلية وبعض الأموال اليسيرة قياسا بالاحتياجات من أصدقاء سوريا.
وكمثال عن الوعود التي قطعت أمام العديد من تيارات المعارضة، ففي كل لقاءات المعارضة مع الدكتور خالد العطية (يقصد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية) كان يؤكد وجود 900 مليون دولار مملوكة لعائلة الأسد يمكن أن تحول مباشرة فور انجاز وحدة المعارضة وتشكيل الائتلاف.
أما القول أن المبادرة أمريكية فهو خطأ لا يمت للحقيقة بصلة، فالمبادرة سورية ونابعة من احتياجات الشعب السوري لمساعدته على إسقاط النظام والتخفيف عن الأسر المنكوبة وإدارة المناطق المحررة. إن انجاز وحدة المعارضة بالائتلاف الوطني هو بالتأكيد حاجة وطنية قبل أن يكون رغبة من دول أصدقاء سوريا وأشقائها، أما موقف المجلس الوطني فقد كان مشاركا في إنضاج المبادرة في كل المراحل التأسيسية ولولا موافقته على الانضمام إلى المبادرة لما كان تشكل الائتلاف ودون المجلس الوطني لا يمكن أن تتحقق وحدة المعارضة.
لا بد لي من الإشارة أيضاً أن المشاورات والتحضيرات التي سبقت تشكيل الائتلاف شملت الغالبية العظمى من تيارات المعارضة المؤمنة بضرورة إسقاط نظام بشار الأسد وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر المنبر الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي. وما تزال مقاعد الاتحاد الاشتراكي المنبر الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي والمجلس الوطني الكردي وآخرون من الأحزاب والشخصيات الوطنية في صفوف الائتلاف شاغرة ونحن نرحب بالتحاقهم بنا متى شاؤوا بل ونطالبهم بشغل مقاعدهم والالتحاق بالائتلاف والعمل ضمن مؤسساته وهيئاته والمشاركة في تحمل المسؤولية لإسقاط النظام وبناء سوريا الجديدة.
ان الائتلاف الوطني هو ضرورة لنجاح الثورة السورية وواجبنا جميعا أن نفعل كل ممكن لتحسين أدائه وبناء مؤسساته و فسح المجال لكل الطاقات والإمكانيات المتوافرة بين أبناء الشعب السوري للمساهمة في هذا الجهد وبناء المؤسسات التي توجه قوى الثورة والمعارضة بشكل أفضل لإسقاط النظام والانتقال الديمقراطي نحو بلد آمن لجميع أبنائه وتقديم كل أشكال الإغاثة والخدمات الضرورية لملايين السوريين. إن إنجاح الائتلاف في تشكيل قيادة معترف بها للثورة السورية للداخل قبل الخارج هو ضرورة لتحقيق النصر وقيادة المرحلة الانتقالية وتوفير أقصى ما يمكن من الخسائر وتحصين البلاد من الأخطار المحدقة بها كانهيار البنية التحتية للدولة السورية وأخطار التقسيم وانتشار الفوضى والتطرف والجريمة.
الائتلاف الوطني سيتوجه إلى الدول الشقيقة والصديقة للوفاء بالتزاماتها وتقديم المزيد وإعلان ذلك للشعب السوري بكل شفافية أولاً بأول كما نسعى أن نقدم للشعب السوري كشفاً بما قدمته الدول الصديقة خلال العام المنصرم وما تنوي تقديمه خلال 2013 كما أرى أن على الائتلاف الوطني أن يسعى بكل الإصرار لإيجاد موارد ذاتية حيث أن من المعروف ان اكثر من 10 ملايين مواطن سوري متواجدين في بلاد الاغتراب، والإمكانيات المادية للكثير منهم جيدة، وان كل ما يلزم هو تنظيم حملات للتبرع، وأن يكون هناك عدالة وشفافية في صرفها، كما أن إخوتنا في البلدان العربية والإسلامية وشعوب الدول الديمقراطية المحبة للسلام لن تتوانى عن تقديم الدعم والمساعدة إذا أنجزت حملات للتبرع بالإضافة إلى المعونات المقدمة من قبل الحكومات.
واني أتقدم بمبادرة طالما فكرت فيها في الأشهر الأخيرة لتأسيس صندوق الشعب السوري بإصدار صكوك بإشراف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تكون وساماً لحاملها ويسددها الشعب السوري عندما ينجز نموه وازدهاره ويحقق فائضاً من الدخل القومي.
مأزق الثورة: رياض سيف يجيب، ولا يجيب، على الأسئلة الصعبة!مهم جدا جدا-غارة اسرائيلية جديدة على سوريا تفضح بشار مجدداً http://www.youtube.com/watch?v=JpZmW1Gyq5c هام جدا-تعليق لـ ميشيل كيلو على الغارة الاسرائيلية-وعلى معاذ الخطيب http://www.youtube.com/watch?v=gzpr3wtoNic فلاش من هيثم المالح للطلبة عبر اتحاد طلبة الأحرار فرع حماه http://www.youtube.com/watch?v=15DQuIOLZF4 أجمل وألذ حوار مع الطفل السوري أحمد ربنا يحفظه وجميع أطفال سوريا http://www.youtube.com/watch?v=iaTwVumL7s8 مسرب جزء من عمليات التعذيب الوحشي بحق المدنيين http://www.youtube.com/watch?v=iJhroDMHPOo المجزره رقم 113 في حلب مجزره نهر قويق وانتشال 80 جثة +1 http://www.youtube.com/watch?v=4AowK83cA2k داريا شارع الثورة الدمار الهائل جراء القصف المستمر http://www.youtube.com/watch?v=IXb-Cf3j_rk ارتفاع أسعار الوقود في سوريا-منطقة الشبيحة اصبحت مافيا علنيا تبيع باسعار متضاعفة http://www.youtube.com/watch?v=WEYSSPOHwyc… قراءة المزيد ..