يشكو اليمن دعم ايران المتمردين الحوثيين ، وتقديم المشورة العسكرية والسلاح لهم، بهدف إدخاله في فوضى، لجعله نقطة انطلاق لهيمنتها على المنطقة. كذلك حال البحرين، ومثلها السعودية.
ثلاثة نماذج للدور الإيراني المباشر في زعزعة استقرار المنطقة العربية، لا تبتعد عنها أخرى عدة، مثالها لبنان، الذي يفاخر قائد الحرس الثوري، وقبله المستشار العسكري للمرشد، بدور عسكري فيه، حده الأدنى تقديم المشورة، التي لا تواري ما يعرفه المتابعون عن تقديم الصواريخ والاسلحة الثقيلة لـ”حزب الله” المهيمن على السلطة فيه. اما الحد الأقصى فما تشهده سوريا من مشاركة “الحرس الثوري”، مع الخبراء العسكريين الروس، في مواجهة الإنتفاضة الشعبية، خططا وتنفيذا.
في المقابل، لم يُسمع يوما عن تدخل سياسي، من جانب أي طرف عربي في المشهد الإيراني، الذي يحفل بنقاط خلخلة كثيرة، ناجمة عن التفاوت الاجتماعي بين مكوناته، وسياسات التضييق والتجاهل المتعمد، والتمييز التفاضلي الذي تمارسه السلطة المركزية مع الأعراق المتعددة التي تتكون منها إيران، ولا سيما بعد سيطرة الملالي، وانفضاح كذبة الوحدة الاسلامية، والخلط بين نهم “الامبراطورية الفارسية” واطماع التمدد الديني.
يزيد في الخلخلة تداخل المذهبية والقومية، وامتدادات جغرافية إقليمية تضيف الى الأمر تعقيدا. فمعظم الأقليات العرقية يقطن في المناطق الحدودية: العرب في الجنوب والجنوب الغربي (جوار العراق ودول الخليج)، والبلوش في الجنوب والجنوب الشرقي (في محاذاة إقليم بلوشستان في باكستان وأفغانستان)، والتركمان في الشمال والشمال الشرقي(بمجاورة تركمانستان)، والأذريون في الشمال والشمال الغربي وأجزاء في الوسط(جنوب جمهورية أذربيجان)، والأكراد في الغرب (جوار تركيا وكردستان العراق).
برغم هذه” الخصوبة” التي تتيح للقادرين العبث بالأمن السياسي في إيران، لموازنة أدوارها التخريبية في الدول العربية، لم يبادر أي من هذه إلى تقديم أي دعم، تحت عنوان “الأمة العربية الواحدة” أو الوحدة الاسلامية”، إلى عرب الأحواز(عربستان) الذين يعانون الأمرين يوميا على يد الحكم المركزي، ليس أقله الاعتقالات والإعدامات وهدم المنازل ومصادرتها وحرمان السكان مياه نهر “كارون” وتحويلها إلى اصفهان. اضطهاد لا يقل عن اضطهاد المحتل الاسرائيلي لأهل فلسطين، والمحتلان اقاما سلطتيهما من نقض المستعمر البريطاني عهوده مع أهل البلاد : عربستان بعد الحرب العالمية الأولى، وفلسطين بعد الثانية.
مع ذلك، لا دعم لعربستان، ولا تحرك، لإشغال طهران بشؤونها. فالعرب ليسوا أمة واحدة، ولا دولا مقتدرة، إلا في مواجهة احدهم الآخر. هكذا كان حال سوريا والعراق البعثيين، أو العراق والكويت، أو مصر والسعودية في اليمن ، وقبل وبعد. وسوريا البعث مع لبنان، أو الأردن. والجزائر مع المغرب. وليبيا القذافي مع تونس بورقيبة.
دول لا تفتقد القدرة، في مواجهة الغريب، من اسرائيل إلى ايران. بل والارادة.
m2c2.rf@gmail.com
كاتب لبناني
النهار
لا قدرة ولا إرادة
تسلم استاذ راشد على هذا المقال القيم والمدعوم بألواقع السياسي والاجماعي لدى الدول العربية وتسليطك الضوء على جزء بسيط مما يحدث في الاحواز(عربستان)وننتظر المزيد من كتاباتك حول الشأن الأحوازي…تقديري وتحياتي لكم
ن حمزة