السجين السابق في سجون آل الأسد “ي ش”، أو “يعقوب شمعون”، يستحق التعاطف، ويثير مشاعر إنسانية عميقة، بغض النظر عن جنسيّته أو حتى انتمائه السياسي! ولهذا السبب، فقد نشر “الشفاف” قصّته ومعاناته في ١٤ آذار ٢٠١٢، وهو يوم إطلاق سراحه تحت عنوان “يعقوب حنا شمعون حرّ بعد ٢٧ سنة في سجون الأسد”.
وقد أثار استغرابنا أن صحافة بيروت، التي طرحت موضوعه يوم أمس نقلاً عن “إل بي سي”، لم تكلّف نفسها عناء التفتيش في “غوغيل” (حتى لا نقول على “الشفاف”) قبل الكتابة عنه!
وكما يتبيّن من مقال الشفاف قبل ٥ أشهر ونصف، فإن “يعقوب شمعون” يُعتبر، في نظر أصدقائه، “أقدم سجين مسيحي آشوري في سوريا”، وهو أصلاً من “القامشلي”! وهذا واضح من لهجته في الفيديو الذي بثّته “إل بي سي”.
وجاء في “الشفاف” في حينه:

اطلق اليوم سراح يعقوب حنا شمعون الذي أمضى 27 عاماً في معتقلات حكم الاسد، كأطول فترة إعتقال سياسي في العالم. كما أطلق سراح بيير تانو وهو معتقل سياسي منذ 19 عاماً. كلا المناضلين مسيحيين آشوريين.
بدأت مأساة يعقوب عام 1985، بعد عودته مع عائلته من لبنان الذي هاجرت اليه عام 1972 بقصد العمل، بعد إصدار حافظ الأسد عفواً عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية، فبموجب هذا العفو قام (يعقوب مواليد 1963) وأخوه (فواز مواليد 1966) بتسليم نفسيهما لشعبة تجنيد القامشلي بقصد الالتحاق بالخدمة العسكرية. لكن خاب أملهما بهذا العفو.
مرة أخرى، على وسائل الإعلام أن تقوم بعملها. فقبل أيام قليلة، قدّمت تلفزيون بيروت “الميكرو” للناطق بلسان “الجناح العسكري” لإمبراطورية آل المقداد بدون أن تكلّف نفسها البحث عن خلفيته، ومهنته، وارتباطاته..
نتمنّى لـ”يعقوب شمعون” من السعادة ما يعوّضه سنوات عمره التي لا تُعوَّض.
ولكن، ليس واضحاً لماذا هذا “التقديم” غير الدقيق لقصّته التي لا تحتاج إلى “تزويق”! ولماذا الزعم بأنه أُطلَق الآن في حين أنه أُطلِق قبل ٥ أشهر؟ ومن قام بهذا “التعديل” للوقائع؟
أما بالنسبة للسجناء اللبنانيين في سوريا، وهم موجودون وكثير منهم على قيد الحياة فعلاً، فنقترح على القارئ مراجعة مقال “قائمة المعتقلين اللبنانيين في سوريا التي تكذّب مزاعم وليد المعلّم”، مع التعليقات التي يتضمّن بعضها أسماءً لا ترد في القوائم الرسمية!
شاهد فيديو “أل بي سي”
*
يعقوب حنا شمعون حرّ بعد ٢٧ سنة في سجون الأسد
إقرأ أيضاً: