تشهد الساحة السياسية اللبنانية، هذه الايام حراكا من نوع جديد لم يتم كشف النقاب عن مضمونه بعد، خصوصا ان هذا الحراك ما زال يتلمس طريقه، من اجل إيجاد ما يسميه اللبنانيون “شبكة أمان” لتحصين الوضع السياسي في لبنان بعد جلاء الوضع السوري.
اللافت في هذه التحركات انها جاءت بمبادرة من قوى ٨ آذار، من خلال إيفاد شخصيات مقربة منها ولا تثير حفيظة قوى ١٤ آذار، الى عدد من قيادات المعارضة، للبحث في كيفية حماية لبنان وتعزيز “شبكة الامان الداخلية” تحسبا لاي تطور دراماتيكي قد يطرأ على الوضع السوري.
مصادر سياسية في بيروت توقفت عند ثلاثة مؤشرات على صلة مباشرة بهذه الاتصالات التي جاءت حسب المصادر في اعقاب التفجير الذي ضرب المقر الامني في دمشق وقضى على اربعة من كبار قادة النظام السوري الامني.
سليمان “الزغير” يتحسّب.. لما بعد الأسد!
اللقاء الاول حصل مع الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، وبمبادرة من احد المحامين المقربين من النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، الذي التقى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، ليبحث معه في تداعيات سقوط النظام السوري على لبنان، والحاجة الى ما وصفه المحامي بـ”ضرورة تحصين الساحة السياسية اللبنانية” في وجه التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن التدهور المضطرد للاوضاع في سوريا، من جهة، وكيفية “الحفاظ على الحد الاقصى” من موازين القوى الداخلية على الساحة المسيحية خصوصا، واللبنانية عموما، من جهة ثانية.
الحزب يطلب “وساطة” لفض الخلاف مع عون!
اللقاء الثاني حصل بين قيادي من حزب الله وشخصية شيعية على خلاف مع حركة امل ورئيسها نبيه بري.
اللافت في هذا اللقاء انه حصل على خلفية مواقف أطلقتها الشخصية الشيعية المعترضة على “حركة أمل”، إلا أن هذه المواقف تطورت لتطال أيضا إداء “حزب الله”، في الحكومة خصوصا، والارباك الذي تعاني منه في التعيينات الادارية وسائر الملفات المعيشية.
المفجأة كانت ان القيادي في حزب الله لم يفاتح الشخصية الشيعية في مواقفه المعترضة والتي ارتفعت وتيرتها مؤخرا. بل طلب منه السعي لدى الجنرال عون لتخفيف وطأة هجماته على الرئيس نبيه بري، في ملف المياومين في شركة كهرباء لبنان! وبرر القيادي الالهي طلبه بأن الشخصية الشيعية المعرفة بمعاداتها للرئيس نبيه بري حازت على “صدقية ما” لدى العماد عون، ما يؤهلها للقيام بدور نزع فتيل التفجير بين الجانبين حرصا على الهدوء داخل الحكومة، والتحالف بين حزب الله والتيار العوني.
باسيل وزياد عبس ضد “حزب الله”!
اما المؤشر الثالث، وهو ما يثير الاستغراب والدهشة، فيتمثل بالحملة المستعرة في صالون الرابية العوني، من قبل كل من الوزير جبران باسيل، والقيادي العوني زياد عبس على حزب الله! علما ان باسيل وعبس هما من عَمِلا على صياغة “ورقة التفاهم” بين التيار العوني وحزب الله! فباسيل يجاهر، في صالون عمه، بأن حزب الله تعمـّد “حرقه سياسياً”، وعرقلة جميع المشاريع التي سعى ويسعى الى إنجازها!
اما عبس، فيقول إن التحالف بين التيار العوني وحزب الله، شكل مصيبة على التيار، بعد ان انكشف مشروع حزب الله، الذي لخصه عبس، بأن الحزب يريد وضع يده على الدولة اللبنانية، وان مشروعه ليس أقل من إلحاق لبنان بإيران سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا، وهذا ما لا يمكن للتيار العوني القبول به.