لماذا اتهم النائب أحمد فتفت جريدة “الأخبار” بتسريب المحضر المزعوم الذي اذاعته محطة “ال بي سي” للقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بحضور الوزير غازي العريضي، مع أن “الأخبار” امتنعت عن نشر المحضر المذكور؟
توقف مراقبون في بيروت اليوم امام التقرير المزعوم، بعد ان تنكّر الذين شاركوا في اللقاء لمضمونه جملة وتفصيلا، وعزاه بعضهم الى رغبة قوى 8 آذار، في نسف الحوار، بعد ان فوّت الرئيس السنيورة عليهم فرصة مقاطعة الجلسة وشاركت قوى 14 آذار في الحوار، الذي قاطعه حزب “القوات اللبنانية”.
التقرير تم إعداده بإشراف الصحفي “غسان سعود” الذي انتقل منذ مدة من “الاخبار” إلى محطة “إل بي سي”، واستلم قسم الريبورتاج والمراسلين، وكان أُعد سلفاً وتم تجهيزه ليخرج الى العلن في الوقت المناسب، أي تزامناً مع النجاح الشكلي الذي حققه الرئيس سليمان في جمع المتحاورين الى طاولة قصر بعبدا! فكان لا بد من إعادة عقارب الساعة الى الوراء، ونقل السجال السياسي في البلاد الى اتهام الرئيسين سليمان والحريري بالتواطوء من جهة، وتوريط المملكة العربية السعودية في الشأن السياسي اللبناني مجددا بعد ان كان الملك عبدالله بن عبد العزيز أعلن صراحة نأي حكومته وقياداتها عن التعاطي في الشأن اللبناني إلا بما يساهم في لم شمل اللبنانيين.
وتشير مصادر سياسية في بيروت الى ان قوى 8 آذار ليست في وارد الدخول في حوار جدي في الوقت الحالي، خصوصا في ضوء إصرار قوى 14 آذار على إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة محايدة تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2013، ما يعني عمليا، حرمان حزب الله من سيطرة مباشرة على القرار الحكومي، وحرمان العماد عون من عشر وزارات خدماتية لن يحلم بالحصول على حصة موازية لها في اي حكومة مقبلة، فضلا عن أن الوزير الصهر المدلل لم يكون له موطئ قدم في حكومة حيادية.
لهذه الاسباب دفعت قوى 8 آذار في اتجاه عقد طاولة حوار وفي يقينها ان قوى 14 آذار التي رفعت السقف السياسي لمطالبها عاليا قبل وبعد الدعوة الرئاسية للحوار لن تشارك في الحوار، وبالتالي فإن قوى 8 آذار سوف تستخدم رفض اخصامها للحوار مادة إضافية جديدة للهجوم على قوى 14 آذار وتحميلها مسؤولية أي خلل امني يحصل في البلاد.
الشفاف
*
الـ LBCI تكشف خفايا المفاوضات مع الحريري
قد يكون الملك عبد الله بن عبد العزيز اول الداعين لاستئناف الحوار من خلال البرقية التي ارسلها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الثاني والعشرين من ايار الماضي علماً ان هذه البرقية فتحت الباب امام زيارة رئيس الجمهورية الى المملكة العربية السعودية.
وبحسب محضر اللقاء مع الملك السعودي فان الرئيس سليمان طلب من الملك الضغط على قوى 14 اذار للمشاركة في الحوار.
فرد الملك:
“ان سياسة المملكة التقليدية تجاه لبنان لم ولن تتغير. والمملكة تتفهم سياسة النأي بالنفس ولم تزعجنا. هذا من مصلحتكم كما انني اشجع على الحوار.”
وبقيت التفاصيل للاجتماع الذي عقده سليمان مع الامير سعود الفيصل والرئيس سعد الحريري بحضور الوزير غازي العريضي،إذ سلم سليمان الامير الفيصل مغلفا عن الدعوة الى الحوار ومغلفا ثانيا يحوي ارقام هواتف سعودية سحبت من حاسوب الاردني المعتقل لدى الامن العام بتهمة القاعدة.
وبدا الحريري غير مستعد للمشاركة في الحوار:
” مش هيك ندعى الى طاولة الحوار. في العام 2006 لبينا الدعوة وشاركنا في الحوار وكان دم أبي لم يجف. اجمعنا على كل شيء حتى وصلنا الى السلاح. فاعتدى حزب الله على اسرائيل وقتل جنديين ودمر لبنان. اردنا الاعمار. نفذ الاعتصام في بيروت.
استمر الامر الى 7 ايار. لن ننساه وهو مثل يوم مقتل والدي وسندفع الحزب ثمن هذا اليوم.
ذهبنا الى الدوحة وعقد بعدها الحوار في بعبدا. وكان حزب الله هو من طلب من عون المقاطعة.
تدعوننا الى طاولة هم عطلوها.
هل تدعونني الى ان اخرج حزب الله من مأزقه او نغطي سياسة النأي بالنفس وهي اغماض العينيين عن السوريين او نغطي حكومة مفلسة.”
وعاتب الحريري سليمان:
“عندما كنت على باب الرئيس الاميركي استقال الوزراء. هذا عمل صبياني.
تتحملون المسؤولية عن هذه الاهانة.
لم تؤجلوا الاستشارات النيابية اسبوعا. غازي يعرف حجم الضغوط والتهديدات التي مورست على وليد جنبلاط.”
ووضع الحريري شرطين للمشاركة في حوار لا ينعقد بالضرورة في 11 حزيران:
– اولا : استقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية بموافقة 14 اذار.
– ثانيا : دعوة 8 و14 اذار كل على حدة لاجتماع برئاسة سليمان والاستماع الى وجهة نظرهم. والدعوة بعدها الى الحوار.
في المقابل ابدى سليمان استعداده لعقد الجلستين شرط انعقاد الجلسة الاولى للحوار في 11 حزيران.
فرد الحريري برفض الجلوس على طاولة الحوار فيما فريق جالس على سلاحه يهدد فيه ساعة يشاء.
وهنا دخل الامير سعود الفيصل على الخط قائلا:
“لا حوار وحزب الله ممسك بسلاحه.
المشكلة في لبنان هو حزب الله. لبنان خلص من السوريين. لازم يخلص من حزب الله. كنا نعتقد ان الاميركيين قادرون على تطويع ايران لكن المفاوضات لم تأت بنتيجة. يبدو انهم لن يأتوا الا بالقوة. وفي حال كسرت شوكة ايران تكسر شوكة حزب الله في لبنان.”
تجاهل سليمان التعليق على الموضوع الايراني وقال:
“اريد ان نصل الى ان تكون أمرة السلاح بيد الدولة دون أن يكون له علاقة بالقدس وزوال اسرائيل. وعندما ترسم الحدود وتحرر الاراضي نخلص من السلاح.”
وتوجه بالكلام الى سعود الفيصل:
“احكوا مع اسرائيل لترسيم الحدود. سوريا مشغولة بأوضاعها ويمكن ترسيم الحدود مع شبعا.”
وعندها ختم الحريري قائلا:
العودة الى الحوار نريد ثمنها.
وبعد مضي ساعتين انتهى اللقاء وبقي العريضي مع الحريري ليسأله عن المخطوفين الدروز من السويداء فرد سعد بأن الامر قد سوي وافرج عنهم.
الحريري حمل العريضي رسالة الى وليد جنبلاط:
دع وليد ينتظر وانا سأرسل له مع مروان حماده ما أريد.
في المحصلة، نفذ جزء من شروط الحريري. فلبيت دعوة سليمان ولم تكسر كلمة الملك.
ردود فعل على عرض “ال بي سي” لمحضر لقاء سليمان الحريري والفيصل
رد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري على التقرير الذي عرضته الـ LBCI، في نشرتها مساء ، عن محضر اللقاء الذي ضمه والرئيسين ميشال سليمان والامير سعود الفيصل في السعودية محضر اللقاء الذي عرضته الـ LBCI، مبديا اسفه لنشر “خبر لا يمت للحقيقة بصلة “على محطة عريقة ومعروفة بمصداقيتها كالـ LBCI.
واكد عسيري في اتصال مع الـ LBCI ان ما نسب لوزير الخارجية السعودية سعود الفيصل هو محض افتراء، وأشار الى ان ما ورد في التقرير لم يقل، معلنا ان هناك شهودا من مسؤولين ووزراء لبنانيين وبطليعتهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وشدد السفير السعودي على ان موقف المملكة واضح من الحوار ان مضمون برقية العاهل السعودي لسليمان هي تعبير حقيقي عن موقفها،واكد ان ما نسب للرئيس الحريري عار عن الصحة .وقال: “ثمة من يسعى لاجهاض الحوار ومن فبرك هذه الاقاويل هو عدو الاستقرار بلبنان”.
بدوره، نفى المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري صحة ما ورد في التقرير الذي عرضته الـ LBCI، في نشرتها مساء ، عن محضر اللقاء الذي ضمه والرئيسين ميشال سليمان والامير سعود الفيصل في السعودية، مؤكدا انه”مختلق” ولا يمتّ الى الحقيقة بصلة. واستغرب الحريري نشر مثل هذه المعلومات “المغلوطة “عن لقاءات جدة بالتزامن مع انعقاد جلسات هيئة الحوار الوطني”.
من جهته، وصف النائب احمد فتفت ما ورد على “LBCI” بالمركب من قبل صحيفة الأخبار. وكشف انه تواصل مع الرئيس سعد الحريري وأبلغ اليه عدم صحة ما نقل عن لسانه من انه يريد أن يدفّع “حزب الله” ثمن السابع من أيار، داعيا رئيس الجمهورية الى تكذيب التقرير.
فبركة كلّية
وينكم يا شفّاف، نايمين؟؟؟
“نفى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري والوزير غازي العريضي وسفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري، جملةً وتفصيلاً كلاماً مزعوماً نسبته إليهم “المحطة اللبنانية للإرسال” في تقرير أعدّته في نشرتها المسائية” – ومنقول عن جريدة الأخبار