القاهرة (رويترز) – هاجم رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند مجلس الشعب يوم الخميس ووصفه بأنه “شوكة في ظهر مصر” بعد انتقادات وُجهت في المجلس للحكم في قضية الرئيس السابق حسني مبارك وقال إنه سيطلب التحقيق مع أعضاء بالمجلس وقضاة ومحامين انتقدوا الحكم.
وجاءت تصريحات رئيس نادي القضاة بعد يومين من مظاهرات حاشدة دعت لها جماعة الإخوان المسلمين وجماعات وأحزاب سياسية أخرى رفعت شعار “مليونية العدالة” والمطالبة بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الذي قال المتظاهرون إنه لم يقدم أدلة كافية في القضية.
وقال الزند في مؤتمر صحفي إن نادي القضاة أعد صحيفة بلاغ سيقدم للنائب العام يوم السبت ودعا أعضاء النادي الذين يزيد عددهم على عشرة آلاف إلى أن يتقدم كل منهم ببلاغ.
وأضاف “كل من لا يقدم بلاغا ضد هؤلاء هو خارج عن جماعة القضاء ولن نقبله بيننا.”
وقال “لن يمارس القضاة أعمالهم إلا إذا فُتح التحقيق.”
ونادي القضاة تنظيم نقابي لقضاة مصر.
وخلال المؤتمر الصحفي عرضت لقطات تلفزيونية لمحامين يرتدون روب المحاماة ويهتفون “الشعب يريد تطهير القضاء” بعد صدور الحكم في قضية مبارك يوم السبت.
وعرضت لقطات لأعضاء في مجلس الشعب يستنكرون الحكم الذي قالوا إنه أهدر دماء قتلى الانتفاضة الذين قدر تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق عددهم بنحو 850 متظاهرا.
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت حكمت يوم السبت بالسجن المؤبد على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي لكنها برأت ستة من كبار مساعدي العادلي قائلة إن الأدلة التي قدمتها النيابة العامة في القضية غير كافية لإدانتهم.
كما أسقطت المحكمة تهم فساد مالي عن مبارك وابنيه علاء وجمال ورجل الأعمال الذي كان مقربا منه حسين سالم وهو محبوس في اسبانيا على ذمة قضية غسل أموال هناك منذ شهور طويلة.
وقال الزند إن القضاة لن يطبقوا أي تعديل يقره مجلس الشعب لقانون السلطة القضائية واصفا المجلس الذي تهيمن عليه أغلبية إسلامية بأنه “شوكة في ظهر مصر.”
وقال “لا تعديل لقانون السلطة القضائية في ظل هذا المجلس وعلى السيد المستشار وزير العدل وعلى السيد المستشار شيخ القضاء (رئيس مجلس القضاء الأعلى) أن يبادرا بسحب المشروعين المقدمين منهما إلى مجلس الشعب.”
وأضاف “لن نطبق قانونا سنه هذا المجلس.”
وانتقد رئيس نادي القضاة رئيس مجلس الشعب محمد سعد الكتاتني لأنه خصص جلسة “سب فيها القضاة” بعد صدور الحكم.
وقال إن القضاة سيتدخلون في السياسة من الآن مضيفا “الآن مصر تقع (تسقط). سيكون للقضاء منذ اليوم شأن في تحديد مستقبل ومصير هذا البلد… لن نتركها (مصر) لكم لقمة سائغة تفعلون بها ما تشاءون.
“أنتم عايزين تفككوا البلد وتعيدوا تركيبها على هواكم. لن تفلحوا وسيخيب مسعاكم.”
وأضاف “بدأت المواجهة ولن تنتهي إلا بعد أن يُرد كيد المعتدي إلى نحره… ويعود الحق إلى نصابه.”
ويقول الإخوان المسلمون إن بقايا نظام مبارك الذي أسقطته الانتفاضة بعد 30 عاما في الحكم يحاولون بعث النظام بكامله وإن ترشح أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك لمنصب رئيس الدولة هو خطوة في هذا الاتجاه.
وقال النائب عصام سلطان لرويترز معقبا على تصريحات الزند ونافيا استهداف مجلس الشعب للسلطة القضائية “البرلمان مهمته الرقابة على السلطة التنفيذية. السلطة التنفيذية كثيرا ما تتغول على القضاء.
“من الغريب أن يكون هناك قضاة ينضمون للسلطة التنفيذية (في تغولها على سلطتهم).”
بينما قال المحامي أحمد حلمي عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين لقناة الجزيرة مباشر مصر “هذا صراع سلطات. هذه كارثة… أنت تدمر البلد كلها… خلاص تبقى البلاد… ليس لها كبير.”
وقال الزند أيضا إن مجلس إدارة نادي القضاة قرر تجميد عضوية ثلاثة قضاة في جمعيته العمومية لأنهم – كما قال – انتقدوا الحكم. وأضاف أن القضاة الثلاثة أحيلوا إلى التحقيق “حتى يوقع عليهم الجزاء المناسب.”
وكان عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي وصف الحكم خلال مناقشة في المجلس بأنه “حكم سياسي”.
وخلال المناقشة طالب سلطان الذي يرأس كتلة حزب الوسط وهو حزب إسلامي معتدل في المجلس بإصدار قانون بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين.
وكانت محاكم جنايات مختلفة برأت الأغلبية الساحقة من رجال الشرطة الذين اتهموا بقتل المتظاهرين قائلة إن الأدلة غير كافية أو إنهم كانوا في حالة دفاع شرعي عن النفس في أقسام الشرطة التي أحرق نحو مئة منها خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما.
وقال الزند “أقسم بالله العظيم لن يتمكنوا… المستشار عبد المجيد محمود هو كل رجال الهيئات القضائية. مؤامرتكم وتخطيطكم وتدبيركم بليل ذهب مع الريح.”
وردا على انتقادات المتظاهرين للنيابة العامة أضاف الزند “النيابة ليست جهة بحث عن الدليل… ليس من سلطتها أن تذهب لتستخرج الأدلة من مواقع الأحداث.”
وكانت النيابة العامة قالت إن المخابرات العامة ووزارة الداخلية لم تقدما لها أدلة في القضية.
كما اتهم ضابط رفيع في الشرطة بإتلاف أدلة خاصة بعمليات قتل المتظاهرين.
وقال الزند عن منتقدي حكم قضية مبارك “كلما قطعنا خطوة إلى الأمام أعادونا مئة خطوة إلى الخلف… هم كطيور الظلام. حياتهم هي للهدم وللتدمير وللكذب وللفوضى.”
وجاءت تصريحات الزند وسط حالة استقطاب سياسي حاد قبل نحو عشرة أيام على جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي يخوضها رئيس حزب الحرية والعدالة ضد شفيق.