تحدّثت مصادر من داخل سوريا عن “تشجيع” النظام السوري لـ”الإنشقاقات” في الجيش السوري لأن ذلك يعني “تطهير” الجيش من عناصره السنّية، وهذا بالتضافر مع مزيد من غَلَبة “خيار التقسيم”، أي تقسيم سوريا، بين أركان النظام.
وتطرّقت جريدة “الفيغارو” الفرنسية اليوم إلى الحذر الشديد للنظام السوري إزاء العناصر السنّية في الجيش.
ونقل مراسل “الفيغارو”، جورج مالبرونو”، عن مصدر فرنسي-سوري على صلة بأجهزة الأمن أن “السلطة لم تعد ترسل أي سنّي عمليا إلى الميدان. إن الذين يقاتلون الإنتفاضة الآن هم جميعاً من العلويين ومن الميليشيات التي يموّلها النظام”. ولم تتردّد السلطة في سحب أسلحة معظم الكتائب السنّية. وحسب المصدر نفسه فإن “دبابات هذه الكتائب غير صالحة للعمل، وآلياتها لم تعد تحصل على الوقود”.
ويخشى الأسد من إنقلاب عسكري. ففي حي تنهمك الميليشيات العلوية بقمع الشارع، تخشى السلطة أن تستفيد الكتائب السنّية من الراحة القسرية المفروضة عليها للخروج من ثكناتها والزحف على القصر الجمهوري في دمشق. وبناءً عليه، ينبغي أن يظل “السنّة سجناء في قواعدهم”.
وهنالك مصدر قلق آخر للنظام، وهو سلاح الطيران الذي كان عدد الضباط “السنّة” فيه، على الدوام، أكبر من عددهم في سلاح البحرية أو في الجيش البرّي، اللذين يعتبران أكثر ولاء للنظام. ويضيف المصدر نفسه أن “معظم هليكوبترات “غازيل” ومعظم المقاتلات السوفياتية الصنع باتت الآن تخضع لسيطرة قسم الهليكوبتر في جيش البر”.
من جهة أخرى، عزّزت الإستخبارات العسكرية رقابتها على “السُنّة” في الجيش. ويتم التنصّت بصورة منتظمة على المحادثات الهاتفية للضباط. وتم تعزيز دور الجنرال آصف شوكت، المدير السابق للمخابرات العسكرية، وهو صهر بشّار الأسد ونائب وزير الدفاع حالياً. إن وظيفة آصف شوكت ضمن “اللجنة العسكرية المصغّرة” التي تدير سوريا اليوم هي “المواضيع الحسّاسة”: أي كيفية تحييد العسكريين السنّة بدون زيادة إستيائهم من النظام؟ أو كيفية تشكيل فرق عسكرية مقاتلة تتألف من “العلويين” حصراً.
وقد أعلن ناطق بلسان “الجيش الحرّ”، أمس الخميس، عن “إنشقاق” أربعة جنرال لم يكشف عن إسمائهم. وفي الوقت نفسه، تعرّض مبنيان لأجهزة الأمن لانفجارين في مدينة أهزاز بمحافظة حلب. ويخشى النظام إمتداد الإنتفاضة إلى جامعة حلب بصورة خاصة، حيث يقطن طلاب كثيرون تعود أصولهم إلى المناطق المحيطة بـ”إدلب”.
راحة قسرية لـ”سنّة” الجيش السوري: دباباتهم معطلة خوفاً من زحف على القصر الجمهوريحي بابا عمرو سيبقى هذا الاسم رمزا للمقاومة في صبارة القر وعض الجوع ولهب الراجمات والنار. حي بابا عمرو في حمص قلب الثورة السورية. إنها (حمصجراد) سوريا في وجه آلة القمع البعثية الفاشية كما كانت ستالينجراد في وجه الآلة النازية. إنه أمر يحيرني حقا أحيانا عن روح التمرد في قلب الإنسان. إنها روح الله حين قال (ثم سواه ونفخ فيه من روحه). يسرح بي الخيال عن جبروت الاستبداد فأقول في ظل نظام شمولي ينقطع الأمل من الحياة ويشعر الإنسان بدخول ظلام القبور قبل الموت فكيف يحدث أن يتمرد… قراءة المزيد ..