هل خطط المرشد خامنئي لتحويل عملية إقتحام سفارة بريطانيا في طهران إلى “إحتلال للسفارة”، على غرار إحتلال السفارة الأميركية مباشرة بعد الثورة الإيرانية الذي استغرق عدة أشهر وأعطى طهران ورقة قوية في المفاوضات مع الغرب؟
الفرضية تبدو معقولة لأن أحداً لا يصدّق نظرية الإقتحام “العفوي للسفارة من جانب “الجماهير” الإيرانية. فهذه “الجماهير” تعيش تحت كابوس القمع الإلهي منذ تزوير نتائج إنتخابات الرئاسة في يونيو 2009. وفي هذه الحالة، فهذا يعني أن نظام طهران سيلجأ إلى عمليات “إرهابية” للخروج من مأزق العقوبات المتشددة التي سيفرضها عليه الإتحاد الأوروبي، بما فيها ربما حظر استيراد النفط الإيراني. وقد يستخدم في المواجهة المقبلة كل “ترسانة” الإرهاب التي يملكها: من إحتلال السفارات إلى العمليات الإرهابية، وإلى الإغتيالات.
وقد حذّر الكاتب الإيراني “مهدي خلجي” في مقال نشره “الشفاف” بالإنكليزية من أن النظام الإيراني يمكن أن يلجأ إلى “الهجوم” الآن لأنه يشعر أنه “مهدد”!
أي يمكن أن يردّ نظام طهران؟ الخليج ولبنان ستكون حتماً على قائمة الأهداف. وستشمل قائمة “الأعداء” حتماً بريطانيا وفرنسا، وربما ألمانيا التي بدأت تتخلّى عن علاقتها التجارية التقليدية مع طهران.
ما تجدر ملاحظته، أيضاً، هو أن العدوانية الإيرانية إزاء البعثات الديبلوماسية وجدت أصداءها لدى حزب الله الإيراني في لبنان، حيث طالب عدد من قيادات الحزب بقطع العلاقات مع أميركا واعتبروا أية علاقات مع الإدارة الأميركية بمثابة خيانة وطنية (وليس واضحاً أي “وطن” يقصدون، الإيراني أم اللبناني!)
*
فقد أفادت تقارير مصدرها تنظيم “مجاهدي خلق” المعارض أن قرار الهجوم على مبنى السفارة البريطانية في طهران تم اتخاذه من قبل شخص خامنئي زعيم نظام الملالي الحاكم في إيران وتم تنفيذه تحت إشرافه.
1- حضر خامنئي شخصياً اجتماعاً بحضور عدد من قادة قوات الحرس والمتنكرين بالزي المدني، وأصدر أوامره بالهجوم على مبنى السفارة البريطانية. وكان تقدير خامنئي وبطانته أنه وبهذا الابتزاز سيدفعون الدول الغربية وخاصة الأوربية منها إلى التخلي عن سياساتهم الصارمة وفرضهم العقوبات على النظام.
2- هذه الخطة تم تنفيذها بالتنسيق مع قوات الحرس وقوى الأمن الداخلي والسلطة القضائية في نظام الملالي الحاكم في إيران وتم اتخاذ قرارها بشكل نهائي قبل الهجوم بيومين في اجتماع لقادة النظام حضره وزيرا خارجية وداخلية النظام.
3- الحرسي رادان قائد قوى الأمن في طهران الكبرى كان متواجدًا في الميدان خلال الهجوم وكان على ارتباط عن طريق لاسلكي مع بيت خامنئي الذي كان شخصياً يطلع عبره في كل لحظة على مجريات أحداث الهجوم.
4- وبحسب الخطة الأولية كان من المقرر أن يستغرق احتلال مبنى السفارة لعدة أيام إلا أن خامنئي أمر بعد ساعتين من بدء الهجوم بوقف العملية جراء رد الفعل السريع من قبل المجتمع الدولي على هذه العملية الوحشية. وتم نقل هذا الأمر عبر ”وحيد حقاني” من المكتب الخاص لخامنئي إلى الحرسي رادان. وحيد حقاني هو الشخص الذي نقل رسالة خامنئي الخاصة إلى أحمدي نجاد بأن يعيد مصلحي وزير المخابرات إلى عمله في أعقاب عزل الأخير من قبل أحمدي نجاد في 17 نيسان (أبريل) 2011.
5- قيادة هذه الخطة كان يتولاها عميد الحرس محمد رضا نقدي قائد منظمة بسيج (تعبئة) المستضعفين ومنظمة بسيج (تعبئة) الطلبة من مؤسسات «بسيج (تعبئة) المستضعفين التابع لقوات الحرس» والمهاجمون كانوا من أفراد الحرس والمتنكرين بالزي المدني الذين يعملون كمرتزقة باسم الطلبة.
6- القائد الميداني لهذه العملية كان الحرسي حسين قدياني رئيس منظمة بسيج (تعبئة) الطلبة ومعاونه كان الحرسي نقدي الذي دخل شخصياً مبنى السفارة وشارك في تخريب ممتلكات السفارة والعبث بها. صمدي من مسؤولي بسيج (تعبئة) جامعة «بيام نور» و اميريان أمين سر تنظيم «تحكيم الوحدة» وجمشيدي من قادة بسيج (تعبئة) الطلبة شاركوا أيضاً في هذا الهجوم.
7- تم آخر التنسيقات في يومي 26 و 27 تشرين الثاني / نوفمبر في مكتب «اتحاد الجمعيات الإسلامية للجامعات» و «مجمع التنسيقات بين التنظيمات» حيث شارك في العملية قادة ميليشيات «البسيج» (قوة التعبئة) كما شارك فيه كل من «بيشوا» و «كاشف» مسؤولان لبسيج (تعبئة) الطلبة في الجامعة التكنولوجية وجامعة «ملي» (الوطنية).
8- عدد أفراد ميليشيات «البسيج» (قوة التعبئة) وعناصر الحرس والمتنكرين بالزي المدني الذين دخلوا مبنى السفارة كان حوالي 400-500 شخص. إنهم حطموا كل ما كان داخل مبنى السفارة ودمّروا كل ما كان في غرفة السفير بالكامل، كما دمّروا السيارات داخل السفارة أو أحرقوها.
9- هجوم قوات الحرس وميليشيات «البسيج» (قوة التعبئة) على ”باغ قولهك” حيث مسكن السفير والعاملين في السفارة تم بمباركة المجلس الأعلى لأمن النظام. وخلال هذا الهجوم، دمر المهاجمون المواد والممتلكات العامة كما نهبوا جزءاً من الأموال ومنها المجوهرات والمصوغات الذهبية.