أول مرة سمع فيها الناس بقصة “عبدة الشيطان” كان في العام 2005، حينما كان السجين السابق جميل السيّد ما زال يحكم لبنان نيابةً عن الإحتلال الأسدي، ووسط ضغوط شديدة لإجبار الديكتاتور السوري على سحب جيشه من لبنان! ما مناسبة “إكتشاف” عبدة الشيطان مجدّداً؟
في أي حال، الخبر الذي تم توزيعه على الصحف غير مفهوم. فإذا كان 8 شبّان وشابات يريدون “عبادة الشيطان”، فهذا شأنهم! ولا شيء في الدستور اللبناني، أو في قوانين لبنان، “يحظر” عبادة الشيطان. كما لا يحظر القانون اللبناني “الإلحاد الصريح”. ولا يمنع القانون اللبناني الناس من “تشطيب أنفسهم” (كما يحدث في احتفالات “عاشوراء”، مثلاً!)!
كما لا يمنع القانون اللبناني الناس من سماع “موسيقى صاخبة ومعكوسة”، إلا إذا أزعجوا جيرانهم.
ومن جهتنا، فنحن لا نعرف ما هو تعريف “الكلمات الشيطانية” الذي استندت إليه “النيابة العسكرية”! فهل هنالك تعريف قانوني لهذا الكلمات؟ أم هل ينبغي أن نبحث في “بطون الكتب”، كما يقولون، عن “ممارسات الأجهزة” في القرون الوسطى مثلاً؟
ونرجو من “النيابة العسكرية” ان تدلّنا على المادة القانونية التي استندت إليها لمكافحة “عبادة الشيطان”. وعندها، قد نقترح على النيابة العامة العسكرية، أن تلاحق المفكّر السوري صادق جلال العظم لأن أحداً لم يفعل أكثر منه لتحبيب “إبليس” للناس!
وطالما أن “السيرة انفتحت”، فلم نفهم ما هو الطابع “العسكري” أو “الأمني” او “الإستراتيجي” أو “القومي” الذي يبرّر إحالة القضية (إذا وجدت) على النيابة العسكرية وليس المدنية! ولحد علمنا، فـ”العدو الصهيوني” يعبد الله وليس الشيطان. وحتى لو كان الشبان والشابات المتهمين يتعاطون “المخدرات” فهذه “جناية مدنية” ولا علاقة للعسكر بها.
وحيث أن وزير العدل هو نقيب سابق للمحامين، فنرجو أن يشرح للناس لماذا وافق على إحالة مثل هذه “الخبرية” على نيابة عامة عسكرية؟ وكيف لم تحتج نقيبة المحامين على ذلك؟
ببساطة، الخبر كله يبدو لنا “شغل أجهزة” لأسباب لا نعرفها. وحيث أنه لا بد من صورة لخبر “عبادة الشيطان”، فقد اخترنا صورة عملاء الأجهزة السورية في بيروت الذي قاموا بـ”حفلة عبادة” تدعو للخجل للطاغية الصغير في دمشق على مرأى من المارّة في شارع الحمرا المتحضّر! عبادة بشّار الأسد هي أفضل تعريف لعبادة الشيطان، وهي ستنقرض خلال أيام أو أسابيع!
“الشفاف”
*
تسلمت النيابة العامة العسكرية امس ثمانية موقوفين يشتبه في انهم من “عبدة الشيطان”، وبينهم فتيات، وقد اقدم عدد منهم في جبل لبنان على تشطيب انفسهم او تعاطي المخدرات. ويتوقع ان تتخذ في حقهم اجراءات قانونية خلال 24 ساعة.
وكانت ظاهرة عبدة الشيطان في لبنان اكتشفت في أواخر عام 1995 عندما تم توقيف مروجين لأشرطة واسطوانات ممغنطة في مطار بيروت الدولي تحتوي على موسيقى صاخبة ومعكوسة وكلمات شيطانية.
“مزحة” أم “شغل أجهزة”؟: 8 من “عبدة الشيطان” أحيلوا إلى نيابة العسكر!النيابة العسكرية اللبنانية ،موسعة شغلها هالايام ليشمل عالم الغيب! يعطيهم العافية. لكن الظاهر بدها دورة تعبوية اضافية بمعهد المعارف الحكمية – الحكمة المتعالية – حارة حريك، حتى تاخد دروس في فلسفة وحدة الوجود. امّا تبقى بفلسفة الحلول و تمسمر حالها في السفر الثالث من اسفار الملا صدرا، و تثبت نفسها وهي الحق يفتش او يدعوس على الخلق ، فهاي مفهومة لبنانيا و اقلويا.بس يا ريتهم بخففوا على حالن اشغال و بيكتفوا بالمباشر و الاهم، لبنان يا بدل التجليط – كل يوم بتعرف فيك على فناص جديد- يا ريت الله… قراءة المزيد ..