تظاهر ذوو واقارب المغتربين الللبنانيين في ساحل العاج في صور استنكارا لتقاعس المسؤولين اللبنانيين في مواكبة محنة ابنائهم في الاغتراب وساروا في شوارع المدينة وهم يحملون الاعلام اللبنانيية والعاجية ولافتات تطالب الاسراع باجلاء اللبنانيين من هناك بعدما نهبت املاكهم وارزاقهم. و بعدما توقف المتظاهرون امام دار الافتاء الجعفري حيث كان بانتظارهم كل من المفتي الجعفري الشيخ حسين عبدالله والنائب علي خريس، اكملوا مسيرتهم باتجاه السرايا الحكومي حيث كان في استقبالهم قائمقام صور سعدالله غالي الذي أكد “وقوف الدولة اللبنانية ووزارة الداخلية وكل المؤسسات الحكومية الى جانب هذه القضية الانسانية”.
فيما القت مروة مروة كلمة الاهالي داعية الدولة الى “الاقتداء بالدول الاخرى وأن تقوم بواجباتها تجاه رعاياها”. وأكدت الاستمرار بـ”التحرك حتى عودة كل المغتربين اللبنانيين الى ديارهم .
وفي سياق متصل ردّ “حزب الله” على تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري حيال معاناة الجالية اللبنانية في ساحل العاج، فاعتبر في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية فيه أن “ادّعاء الحريري بأن السياسة التي اعتُمدت منذ بدء الأزمة هي سياسة خرقاء، هو محاولة بائسة للتنصل من المسؤوليات الملقاة على عاتقه بوصفه رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، وهو الذي أدار ظهره بالكامل لهذه القضية الوطنية وتخلّى عن أبسط دور مناط به”. وسأل “حزب الله”: “أين كان رئيس هذه الحكومة طيلة الأزمة وماذا فعل لمعالجتها؟ ولماذا أعطى أُذُناً صمّاء لمناشدات الجالية ومطالبها فلم يتصرف كمسؤول معني بهذه الجالية؟ وأمّا تحرّكه الخجول الأخير فجاء لرفع العتب بعد تفاقم الأمور واتّساع نطاق التحركات السياسية والشعبية في الأيام الأخيرة”.
وتابع “حزب الله” في بيانه: “إن السياسة التي تم اعتمادها منذ بدء الأزمة هي التي حمت اللبنانيين من مخاطر جمّة، ولولاها لتعرضت الجالية لما هو أكثر خطورة وسوءاً، وإن المسؤولية الوطنية والسياسة الحكيمة كانت تقتضي المسارعة إلى المساعدة بشكل جدّي وليس فتح سجال من قبل الحريري وفريقه لاستغلال آلام أبناء الجالية في المزايدات الداخلية، وهذا ما يؤكد اعتماد هذا الفريق على الكيدية في التعاطي مع القضايا الوطنية على حساب معاناة اللبنانيين وآلامهم”.
رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي باعتماد سياسية “خرقاء”.
الحريري شدد في كلمة له أمس على انه “يتحمل مسؤوليته الوطنية ولن يكون اخرها الجهد الذي نبذله مع الاصدقاء في لبنان لانقاذ اهلنا في ساحل العاج من تبعات القرارات السياسية الخرقاء التي اتخذت خارج ارادة الدولة. كما نعمل مع اشقائنا في الخليج والبحرين خصوصاً لازالة تداعيات الاصطفاف غير المسؤول وغير المبرر والذي لا علاقة له بالوطنية اللبنانية او القومية العربية وانما هو انتساب للمشروع الايراني الذي قلت عنه بوضوح انه محاولة مرفوضة وغير ناجحة باذن الله لوضع اليد على لبنان وعلى المنطقة العربية”.
والسياسة الخرقاء التي تحدث عنها الرئيس الحريري تمثلت في الايعاز الذي اصدره الرئيس بري لوزير الخارجية علي الشامي لكي يوفد السفير اللبناني علي جمعة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المنهية ولايته لوران غباغبو فكان حضوره نافرا حيث كان الديبلوماسي الوحيد في حفل التنصيب.
مصادر لبنانية عزت إيعاز بري الى المصالح المشتركة التي تربطه بالرئيس المخلوع ما جعل اللبنانيين وقودا في الصراع الدائر بين ميليشيات غباغبو وتلك التابعة للرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا .
هذا وأشارت معلومات الى ان قرابة 2000 عائلة لبنانية تتواجد حاليا قرب المطار في ابيدجان في انتظار اول فرصة لمغادرة ساحل العاج.