أخذت قضية المخطوفين الاستونيين السبعة في البقاع اللبناني بعدا جديدا بعد أن أرسل الخاطفون الى موقع “ليبانون فايلز” رسالة الكترونيّة من ما يسمى حركة النهضة والإصلاح”، التي كانت تبنّت خطف السيّاح الأستونيّين، هي الثانية في خلال أسبوع. وورد فيها ما حرفيّته إن: “حركة النهضة والإصلاح تفيد بأنّ المخطوفين الأستونيين بحالة جيّدة وتطلب فدية ماليّة”.
وقال الموقع الالكتروني الذي تلقى الرسالة انها صادرة من العنوان الالكتروني نفسه الذي استخدم في الرسالة الأولى، والذي تضمّن تبنياً من ما يسمى “حركة النهضة والإصلاح”، خطف الأستونيّين السبعة مع صور للأوراق الثبوتيّة لثلاثة منهم.
مصادر لبنانية اعتبرت ان طلب فدية مالية جاء في اعقاب تضييق القوى الامنية الخناق على من تشتبه بوقوفهم وراء عملية الخطف، حيث إنتقلت من العمل العلني الى المداهمات التي لا يتم الإعلان عنها، حيث داهمت أمس إحدى قواعد “فتح الانتفاضة” المهجورة في “حلوى”، في الوادي الاسود، عند الحدود اللبنانية السورية.
وأضافت المصادر ان الغاية الرئيسية من وراء الخطف كانت تنفيذا لأجندة ليبية سورية وان الخاطفين قاموا بالعمل لقاء أجر، مشيرة الى ان تبرع سوريا للمساعدة في حل لغز عملية الخطف جاء ليثبت عجزا لبنانيا عن إدارة شؤون البلاد الامنية منها خصوصا. في حين أن ليبيا أرادت توجيه رسالة الى من يعنيهم الامر بقدرة نظامها على إشعال فتن متنقلة عبر العالم العربي تطال الأوروبيين الذي أعلن العقيد القذافي حربه عليهم، في البحر المتوسط وحيث أمكنه الوصول اليهم.
وتضيف المصادر ان العقيد القذافي إستنفذ غرضه من العملية بعد أن بدأ بالبحث عن حلول ديبلوماسية للحرب الدائرة في بلاده وعن تسويات مع المعارضين. وهو، تاليا، لم يعد قادرا على توظيف عملية خطف السياح على طاولة المفازوضات، في حين ان النظام السوري المنشغل حاليا بالانتفاضة القائمة على أرضه أراد من خلال عرض المساعدة تأكيد الحاجة الى دوره كشرطي في لبنان وفلسطين والوحيد القادر على حل الغاز عمليات خطف اجانب على غرار الدور الذي إضطلع به في ثمانينات القرن الماضي حيث أطلق العديد من الرهائن الاجانب الذين كان يتم إحتجازهم على أيدي ميليشيتا لبنانية بإشراف سلطة الوصاية السورية.
وتشير المصادر الى ان طلب الفدية المالية التي لم يحدد الخاطفون حجمها ولا كيفية دفعها انما هو للتعمية على الاهداف السياسية لعملية الخطف والتي إنتفت الحاجة اليها، مما يعني إن طلب الفدية يشكل تمهيدا إضافيا لإطلاق سراحهم قريبا.
مراقبون في بيروت إعتبروا ان لعملية الخطف إنعكاسات إقتصادية سلبية على لبنان إذ أنها تساهم في ضرب الموسم السياحي المقبل في ظل إنعدام الامن في دول المنطقة ما يؤسس لوضع لبنان ايضا في دائرة الدول المضطربة والتي تشكل عامل طرد للسياح، بدلا من ان يكون لبنان عامل جذب سياحي للعرب والاجانب على حد سواء.