أُخرج منها فأنك رجيم
وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين
إرحل أيها اللقيط القبيح فقد سئمناك.. سئمنا إطلالتك القبيحة التي تقتحم صباحاتنا الندية، لتبثّ فيها الفناء والموات.. إرحل فقد سئمناك.. سئمنا وضاعة منبتك، وانحطاط تربيتك، سئمنا كل تفاهاتك، وسفالاتك، وادعاءتك.. سئمنا جنونك، وكراكيبك، وعقدك النفسية، وشعورك المتأصل فيك بالدونية.. سئمنا كل أمراض بداوتك التي جئت من صحرائك القاحلة محملاً بها وحاولت نقل عدوها إلى وطننا..
إرحل أيها النتن فقد سئمنا نتانتك، وعفونتك. إنزع أعواد خيمتك من تراب وطننا، واطوِ جدرانها المهترئة، واحملها على ظهر بعيرك الأجرب، وارحل عنا.. إرحل فقد سئمناك.. سئمنا أحقادك وضغائنك التي زرعتها بيننا، وحاولت أن تفرق بها شملنا.. إرحل مشفوعاً باللعنات، مطارداً بالبصاق والتقيؤات.
إرحل أيها الوضيع عن مدينتنا، التي جئتها حافياً، عارياً، جائعاً،مشرداً، ذليلاً، فآوتك وأكرمتك وأمنتك، وبلغتك من نفسك ما لم تكن تحلم أن تبلغه، فرددت اليها الجميل، بأن زرعت فيها تشوهاتك الخِلقية والخُلقية، رددت إليها الجميل كما يفعل اللقطاء وأبناء الحرام من أمثالك.
إرحل وأحمل معك بؤسك ويأسك الذي زرعته فينا، والذي جعلنا نيأس من أنفسنا ومن وطننا ومن شعبنا.. إرحل فقد أعادت الينا إنتفاضة شعبنا الأمل، ونزعت اليأس من أنفسنا.. أعادتنا إلى أنفسنا، وأعادت أنفسنا الينا، بعد أن تاهت عنا وتهنا عنها، بسببك، وبسبب جيوش اليأس التي تسكن روحك الخَرِبة.
لم ولن تنسى شوارع مُدننا كيف جئتنا أول مرة، وكيف كانت إطلالتك علينا أول مرة.. جئتنا مشرداً ذليلاً لا نسب لك فينا ولا حسب، لقيطاً لانعرف قرعة أبوه من أين نبتت.. لم ننسَ تلك اللقطات وأنت تنزل من سيارة “الاندروفر” العسكريه الباهتة الألوان ببزتك المُهترئة وبآثار الفقر والجوع بادية على وجهك القبيح، وبشعرك المَحلُوق “بالجلم” بذات المقص الذي تُجز به الأغنام، وبرقبتك الطويلة الوسخة المليئه بأثار الحُروق والكي.. لم ننسَ نظرتك الفارغة التي تدل على بله وغباء متأصل فيك لا تخطئه العين.. هكذا جئتنا، وهكذا اقتحمت هدأة مدينتنا الوادعة، حللت عليها كاللعنة التي أحالت حياتنا إلى جحيم لا يطاق.
لم ولن ننسى كيف استقبلتك مدينتنا الطيبة، وأهلها الطيبون، وكيف مََنَحوك ثقتهم، وكيف حاولوا أن يجعلوا منك شيئاً مذكورا، لكن كل خيرات ليبيا لم تفلح في أن تجعل من وضيع مُنحط مثلك شيئا يذكر.. إرحل إلى مجاهل النسيان التي أتيت منها.. إرحل إلى معاطن إبلك ومزابلها حيث اعتدت أن تعيش.. إرحل فلم يعد لك مُقام بيننا.. إرحل واستكمل بحثك عن أحلام عظمتك في إحدى المصحات النفسيه، سجل على دفاترها أحلامك بالخلود التي أهدرت عليها ثروات بلادنا، ونحن نعدك بحق دماء الشهداء التي تروي تراب الوطن اليوم، نعدك بأننا سنعينك على أن تنال هذا الخلود، سنخلدك في التاريخ، سنجعل الدنيا تعرفك كأحط وأوسخ إنسان وطأة قدماه المعمورة.. سنخلدك في التاريخ كمسخرة يُتندر بها وكأمثولة للغباء والسفه وقلة العقل.. سنكرس حياتنا ليكون خلودك كخلود إبليس عليك وعليه اللعنة سنجعل اللعنات تلاحقك وتطاردك جيلاً بعد جيل، وستظل تلاحقك حتى وأنت تضجع في جهنم وبئس المصير.
إرحل أيها القبيح…. إحمل فشلك وخيبتك وارحل عن بلادي، فبلادي اليوم تستفيق وترنو إلى غدها المشرق الوضاء المستنار بزيت دماء الأبطال الشرفاء.. اليوم تستفيق ليبيا وتنتصر.. اليوم تغسل بلادي يديها منك ومن أثار حديدك ونارك ومرتزقتك.. اليوم تستعيد ليبيا مجدها وتعود لتحتل مكانها اللائق بها على شاطئ الحضارات كما كانت دائماً وعبر التاريخ منارة على هذا المتوسط تهفو اليها كل القلوب.. سنبني ليبيا وسنداوي جراحاتها ولن يتبقى لك من أثر فيها، وستنهض بلادي كما ينهض طائر الفينيق من رماده، وستحلق في أفاق الدنيا، وسنفخر ونتباهى بانتسابنا إليها، وسنكتب إسمها بمداد الحِناء على صفحة السماء، ستعود بلادي موطناً للياسمين والفل، وستعبق شوارعها بعطر أزهار الليمون كما كانت دائما قبل حلول نتانتك بها.
إرحل عليك اللعنة.. أُخرج من بلادي مذموماً مدحورا.. أخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى ما بعد يوم الدين.
*
هذه ليبيا
هذه ليبيا التي طال كراها
حتى ظننا أن الموت قد طواها
هاهي تنفض عن نفسها ذلاً كساها
وهواناً أرادوه لها رغم إباها
هاهي بلادي تمشي نحو المجد
واثقةً خطاها
ترسم بدماء الرجال غداُ مشرقاً
قد لاح في أفق سماها
ها هي تطلق اليوم صرخةً
يتردد في جنبات الكون صداها
هاهي بلادي التي طالما حلمت أن أراها
تنزع عنها تجاعيد الفناء
وتستعيد رونقها وبهاها
هاهي ليبيا تسترجع اليوم صباها
alkhaliiifiiy@hotmail.com
* كاتب ليبي
إرحل أيها اللقيط
عباراتك أيّها الكاتب تنضح بالعنصريّة البغيضة!
وهذا لا يخدم مطلب حقّ تريد المناداة به.
(لقيط،بداوة،جائع،ذليل…)لا يمكن أن تكون مفردات لخطاب محترم ينصر قضيّة نبيلة.
إرحل أيها اللقيط
كلمة اللقيط هنا لا تتناسب مع شخصية القذافي. فهو انسان وغد، شرير، لص. مجرم. ولكن ليس لقيطاً وليس للقطاء المظلومين في مجتمعاتنا ذنب في جرائم القذافي.