يتقن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فن تعبئة جمهوره وشحنه بجرعات زائدة من الروح المعنوية. وتشكل “إطلالاته” من حين إلى آخر إستكمالا لبرنامج التعبئة الجماهيرية الذي تعتمده مؤسسات حزب الله الدعائية في ترويج وتعميم أيدولوجياتها ومبادئها. وتعتبر “خطابات الأمين العام” جزءا أول وأساسيا في بناء وتدعيم ما بات يعرف بـ”مجتمع المقاومة”.
وجمهور نصر الله يتقن بدوره فن الإصغاء ويتبنى ما يصدر عن “القائد” دون أدنى مراجعة أو نقد أو تفكير. وهو رهن إشارته، وعلى أتم الجهوزية والإستعداد لتلبية أوامره بكل الأحوال.
وعليه فالخطاب الأخير الذي أعلن فيه نصر الله إحتمال “تحرير الجليل” ألهب حماسة جمهوره، وعزز في قلبه الشعور الفائض بالقوة، وطار به فوق حدود المتعارف عليه من شعارات المقاومة والمواجهة والتصدي، ليعبر الحدود الجغرافية هذه المرة، باتجاه فلسطين المحتلة، متجاوزا قضية تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي أصبحت تفصيلاً عابراً بعد الخطاب، مفتتحا بذلك عهدا جديدا من الوعود والأحلام.
وتنتشر على الفور، بعد كل خطاب لنصر الله، نشوة الشعور بالنصر على أعداء حقيقيين ووهميين قبل تحقيقه! وتعم المناطق الشيعية إحتفالات رمزية يتخللها أحيانا إطلاق أعيرة نارية في الهواء احتفاء بالهجوم الكلامي الجريء الذي يشنه نصرالله عبر الشاشة!
ولمعرفة ما سوف يدلي به القائد من جديد أو فريد و الإستماع إلى خطابه “طقوس” ومناخات خاصة عادةً ما يبدأ التحضير لها قبل بث الخطاب بساعات! فلا حديث متناقل بين الناس سوى عن موعد اللقاء المرتقب، وما يمكن أن يكشف عنه نصر الله من مفاجآت، أو ما سوف يفضحه من مؤامرات. فتستحيل الأجساد والعقول والقلوب كلها أذنا واحدة تصغي إليه- فلكل حرف ينطق به مغزى ودلالات- أو عيناً واحدة تحفظ حركاته وسكناته وتراهن على إشاراته.
يقول أحدهم: “إذا دخل لص منطقة شيعية أثناء خطاب “نصر الله”، بمقدوره أن يسرق على مهله. فلا أحد سيتنبه له لانشغالهم بالخطاب. حيث تتعطل الحياة وتفرغ الشوارع وتحبس الأنفاس، فلا حسيس ولا أنيس ولا صوت يرتفع في الأجواء سوى صوت “القائد”. وأينما وليت وجهك لا ترى سوى “شاشات” تبث “الخطاب” في المحال التجارية الصغيرة والكبيرة وفي الساحات العامة، وحتى على جوانب الطرقات أحيانا. كما ويتبادل البعض الدعوات إلى المكان الذي سيستمعون فيه إلى الخطاب، إذ تفضل الغالبية الإستماع إليه بطريقة جماعية. و تؤمن المقاهي والمطاعم المنتشرة في المناطق الشيعية لزبائنها فرصة الإستماع للخطاب عبر شاشات كبيرة وتضيف في هذه الليلة مبلغا رمزيا على الطلبات. كما يتسمّر أفراد الأسر الشيعية صغيرهم وكبيرهم أمام الشاشة بلا حراك حتى تنتهي آخر كلمة من الخطاب. بعدها تبدأ جولة جديدة من “الطقوس”.
بعد الخطاب تخرج النساء إلى الشرفة يتولّين عملية التعبير عن الإفتتان والإعجاب بكلام “السيد” بالزغاريد. أما الصغار فيطلقون العنان لحناجرهم بالهتاف: “لبيك يا نصر الله”، على طريقة الكبار! الشوارع تعود وتمتلئ فجأة بالسيارات التي ترسل أبواقها احتفاءً، وترتفع الأسهم النارية في الفضاء، وتمتد الإحتفالية “العفوية المنظمة” لساعات.
على أن اليوم التالي للخطاب لا يقل أهمية عن قبله. وهو يوم التقييم وردة الفعل وقراءة الأصداء. فلا تغيب كلمات الخطاب عن أي جلسة بين إثنين. فكلام “السيد” يكون الحاضر الأكبر في “الصُبحيات” النسائية والجلسات الرجالية. ويسيطر جوّه على كلام الباعة والعمال والموظفين والمعلمين والطلاب دون استثناء. كل يردد الكلام نفسه، ويتوقف عند النقطة ذاتها، ويهلل للموضوع عينه. كأن الجميع كانوا في مكان واحد ويملكون عقلا واحدا يستوعب في اتجاه واحد! فتتطابق الآراء وتتناسق الأفكار! فلا رأي مختلفا ولا رؤية مغايرة. الكل يقرأ في كتاب واحد هو كتاب “القائد”.
على أن خطاب “السيد” الأخير أخذ بعدا مختلفا لدى “الكائن الشيعي” الذي تحول بفعل الكلام الناري الجديد إلى “كائن أسطوري” يستطيع أن يقلب معادلات التاريخ والجغرافيا برمشة عين، وحقنه بشحنة كبيرة من المعنويات والإنفعالات أحدثت لديه شعورا بالتفوق على غيره من الكائنات، وترفّعا عن شؤون السياسة الداخلية وشجونها! فعين القائد، كما أعينهم، على فلسطين التي باعها “العرب الجبناء” بالخطابة والفرار، وسوف تُستعاد بالمقاومة والسلاح! ولا غرو إذا قالوا إن إسرائيل بدأت تحسب لخطاب السيد “التدميري” ألف حساب بعد أن أربكها التهديد الصريح والوعيد الفصيح! فلقد أثبت الصراع العربي الإسرائيلي، على مدى عقود، أن إسرائيل كانت دوما هي التي تهدد والعرب لا عمل لهم سوى الدفاع، ثم الإنهزام، فاللجوء إلى القرارات الدولية. لكن “السيد” هذه المرة، في خطابه، قَلَبَ السحر على الساحر! فهو الذي يهدد بالإختراق ويلوح بالتحرير، ولا تهمه الجيوش ولا القرارت الدولية!
اليوم تتحضر مناطق الجنوب للدخول في مرحلة جديدة محتملة من الحرب مع إسرائيل تحمل عنوان “معادلة الجليل”! لكن الروح المعنوية الكبيرة التي استمدها الجنوبيون من خطاب “السيد” لا تلغي وجود مخاوف متعاظمة من إمكانية نشوب هكذا حرب. وعلى طريقة “بتروح السكرة وبتجي الفكرة”، بدأ سكان الجنوب يفكرون جديا إلى أين سوف يشدون الرحال هذه المرة، مع وجود إشكالية كبرى وواقع آخر بانتظارهم. فبيروت، حسب اعتقادهم، لن تستقبلهم. كذلك مناطق إقليم الخروب والشمال. كما أنهم لا يحبذون فكرة اللجوء إلى المناطق الدرزية في الجبل. وعليه فلا يوجد أمامهم سوى “المناطق العونية”! لكن هذه المناطق، هل بإمكانها أن تستوعب الجميع؟
“السيد” حرّر الجليل: الخطاب “الشمولي”، “طقوسه” وجمهوره!
واضح ان المقاله خصصت لحسد السيد نصر الله البطل.. اخونا الكاتب ارنا فعل بسيط من افعالك او افعال مجموعه تنتمي لها يرقى لما فعله السيد حتى نقارن واترك الحسد…وليس بالصعب تحرير الجليل على يد ابطال حزب الله ثم تسليم الارض لاهل فلسطين..قليلا من التفاؤل والعزيمه وعدم التخوين والتخذيل وترك الحسد ستعرفون ان الامور سهله ان شاء الله..وتحيه للاخ سراج عبد النور
“السيد” حرّر الجليل: الخطاب “الشمولي”، “طقوسه” وجمهوره!
لم أتفاجأ حين قرأت المقالة والتعليقين، فلا شك أن من كتب المقالة والتعليق هم من الجيل المصاب بالإحباط حتى لا أقول أكثر من ذلك. نعم نستطيع استعادة الجليل وفلسطين وليس إحتلال كما يحب البعض أن يسمي عملية التحرير. نعم أنتم فقدتم القدرة على مواجهة العدو. فنقطونا بسكوتكم ودعوا من يقدر على فعل شيء أن يفعل. والسلام على من اتبع الهدى
“السيد” حرّر الجليل: الخطاب “الشمولي”، “طقوسه” وجمهوره!من منظاري الذي سيتقده البض انه منظار محشش فانا استنتج سؤال واحد: هل الدخول على الجليل هو لاحتلال الجليل و اسكات السلطة الفلسطينية بالسلاح لمضي اسرائيل في توسيع المستوطنات, ام لفتح الحدود ما بين لبنان و فلسطين المحتلة لانعاش اقتصاد حزب السلاح من خلال مبادلات تجارية اسرائيلية حزبية و تركيب مستوطنات اسرائيلية جديدة في جنوب لبنان, ام هو لحماية اسرائيل كما هم محميون في ايران, ام هو خسارة واقعية لحزب السلاح و ايقانه انه لن يستطيع أخذ البلد الى ولاية الشيطان الاكبر “الفقيه” و خسارته في لبنان سياسياً و فشله امام شعبه في ابطال… قراءة المزيد ..
“السيد” حرّر الجليل: الخطاب “الشمولي”، “طقوسه” وجمهوره!التهديد الذي أطلقه سماحة السيد نصر الله لإحتلال الجليل لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل حتى يكون لدى إسرائيل مبرر لإحتلال لبنان وبموافقة أوروبية وأمريكية لأن هي في موقع المهدد طبعاً العكس هو الصحيح ولكن ماذا نفعل بالخطابات الرنانة والعاطفية التي لا تخدم إلا مصلحة إسرائيل من حيث لا ندري ما أصعب الشمولية وخصوصاُ الشمولية الدينية والتكاليف الشرعية وعلى هوى ومصلحة المصدر للتكليف وإذا وقعت الحرب لا قدّر الله ستكون كارثية على لبنان وخصوصا على طائفتنا الكريمة الطائفة الشيعية لأن مخطط إسرائيل هذه المرة بإرتكاب مجازر ضد الجنوبيين لقتل ما بين 50000أو 100000 نسمة… قراءة المزيد ..