يسود قلق وترقب في اسرائيل، حكومة وشعبا جراء إقصاء الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة. وهذا مع أن مظاهرات الإحتجاج التي اجتاحت مصر خلال 18 يوماً لم ترفع شعارات معادية للسلام، ولم تحصل فيها حادثة واحدة لإحراق أعلام إسرائيلية أو أميركية مثلا!
وأشارت معلومات خاصة من داخل إسرائيل الى ان الحكومة الاسرائيلية بدأت العمل على إعادة تشكيل اللواء الجنوبي الذي كان منوطا به مراقبة الجبهة المصرية، وقد تم حل هذا اللواء، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، والتزام مصر بمندرجات الاتفاقية.
وتضيف المصادر ان الخشية الاسرائيلية بدأت تتفاقم إثر تنحي الرئيس المصري، بعد ان لمس الاسرائيليون حجم التحالف بين بدو سيناء وحركة حماس، وكيف ان البدو في شبه الجزيرة ما زالوا مسيطرين عليها حتى اليوم، بعد أن استولوا على مراكز امنية التابعة للشرطة والجيش، فضلا عن الاماكن الملحقة بهذه المراكز من اماكن سكن الضباط وصولا الى الاستراحات وسواها، علما ان دخول الجيش المصري الى سيناء محدد بموجب اتفاقية كامب ديفيد، لجهة العدد والعديد، ما يجعل من البدو القوة الرئيسية التي تسيطر ميدانيا على الارض.
وقالت معلومات الى ان حركة حماس تولت تأمين الطعام لجنود وضباط الجيش المصري خلال الايام السابقة وفتحت لهم السبل للوصول الى قطاع غزة والبقاء فيه الى حين إنتهاء موجة الاحتجاجات التي عمت أرجاء مصر.
وفي سياق متصل طلبت الحكومة الاسرائيلية الإسراع في بناء الجدار العازل مع قطاع غزة، على ان ينتهي العمل به خلال سنة واحدة فقط بدلا من ثلاث سنوات، بالاشارة الى انه ليس في مقدور إسرائيل لوجستيا المحاربة على أكثر من جبهة في وقت واحد، حيث ارتفعت اصوات العسكريين مطالبة بزيادة عدد افراد الجيش، بالزامن مع تكثيف المناورات العسكرية التي اصبحت وتيرتها شبه يومية، منها ما يتم الإعلان عنه ومنها ما يبقى طي الكتمان.
وتضيف معلومات ان حركة الخبراء الاميركيين في إتجاه إسرائيل إزدادت في الآونة الاخيرة مواكبة لمجريات الاحداث المصرية.
وتشير معلومات من الادارة الإسرائيلية الى خشية عارمة من تخلي أميركا ذات يوم عنها كما تخلت عن حليفها الابرز الرئيس المصري حسني مبارك، ما يضع الحكومة الاسرائيلية في حالة إنعدا لوزن، في ضوء ما ورد على لسان احد المقربين من رئيس الحكومة الاسرائيلية، من أن سقوط الرئيس المصري فتح ابواب المنطقة على جميع الاحتمالات وأن لا شيء مضمونا في الشرق الاوسط بعد اليوم.