في وجه التصعيد المسلّح الذي يمارسه حزب مذهبي، قد يبدو طبيعياً أن تقوم هيئات الطائفة “السنّية” بإعلان ثوابت “وطنية” وأن تطالب بـ”سحب السلاح” من لبنان، ومن حياته السياسية الديمقراطية!
ولا يحول ذلك دون ملاحظة ضعف التعبئة “الآذارية” بعد إسقاط حكومة الحريري (بقرار سوري-إيراني)، وارتباك ردود الفعل الآذارية.
كـ”آذاريين”، كنا نفضّل أن يتجاوز اللبنانيون غريزة العودة إلى الطوائف في الظروف الصعبة، خصوصاً أن العنصر “الآذاري” يخترق جميع الطوائف وجميع الأحزاب السياسية، ويوحّد اللبنانيين كما لم يكونوا متوحّدين في أي لحظة من تاريخهم!
الشفاف
*
في حين تزداد ضغوط 8 آذار على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أشارت معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت ان ميقاتي سيتعرض غدا الخميس لموجة ضغوطات جديدة، من المكان الذي اعتقد الرئيس المكلف انه أمّن جانبه.
وتشير المعلومات ان اجتماع “مجلس المفتين” و”المجلس الشرعي الاسلامي للطائفة السنية”، إضافة الى رؤوساء الحكومات السابقين، سيضع ثوابت الطائفة السنية التي يشكل الخروج عليها حكوميا، سواء بالمشاركة على مستوى وزير، أو على مستوى رئاسة الحكومة، خروجا على إجماع الطائفة السنية، بهيئاتها الشرعية كافة.
وتضيف المصادر، أن البيان المرتقب صدوره غدا عن الاجتماع سيكون مشابها الى حد كبير للبيان الي أصدره المطارنة الموارنة في العام 2000 والذي أسس للإستقلال الثاني وخروج الجيش السوري من لبنان. فالبيان المرتقب غدا سيؤسس لخروج السلاح من لبنان!
وفي حين لم ترشح معلومات وافية عن ثوابت اجتماع الغد، إلا أن مصادر في الهيئات الشرعية إعتبرت ان موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي ومعرفة حقيقة من ارتكب جرائم الإغتيال في لبنان من محاولة إغتيال النائب مروان حماده، وصولا الى الشهيد وسام عيد، امر غير قابل للمساومة، ولا للإبتزاز تحت أي ذريعة كانت.
وتشير أيضا الى ان مسألة إحترام لبنان والتزامه المواثيق والمعاهدات الدولية والتي من ضمنها المحكمة الدولية والبروتوكولات الموقعة بين الحكومة اللبنانية ومجلس الامن، واجب وطني لا يخضع بدوره لا للمساومة ولا للابتزاز.
وتضيف ان التعايش بين منطقي السلاح والدولة امر مرفوض وأصبح يشكل عبئا على الدولة، وتاليا يجب وضع حد لانتشار السلاح على أنواعه في جميع الاراضي اللبنانية.
والى ما سبق، سوف يحدد المجتمعون “الثوابت السنية” في الحكم التي تعرضت للإنتهاك على يد امين عام حزب الله والعماد عون وأخيرا الرئيس نبيه بري، بحيث لم يعد معروفا من الذي يشكل الحكومة اللبنانية وهل هو الرئيس المكلف بالتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية عملا بالدستور اللبناني، أم امين عام حزب الله، وعون وبري وكل واحد على طريقته!
ميقاتي أقلية في حكومته!
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان الرئيس ميقاتي، في حال نجاحه في تجاوز العقبات الموضوعة امامه من قبل قوى 8 آذار، سيكون قادرا على تشكيل حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين، من 24 وزيرا، بعد ان حسمت قوى 14 آذار امرها وقررت عدم المشاركة في الحكومة الميقاتية.
ولكن، تضيف المعلومات، أي حكومة ستتشكل في ظل موازين القوى الحالية ستضع ميقاتي امام استحالات عدة ولن تسمح له بأن يكون أكثر من رئيس شاهد زور. خصوصا انه لن يكون قادرا على التدخل في تسمية الوزراء الشيعة، ولا الوزراء الدروز، ولا المسيحيين، الذين سيتوزعون بين العماد عون وسليمان فرنجية والرئيس ميشال سليمان. كما يطالب وليد جنبلاط بتسمية نعمة طعمة الكاثوليكي وزيرا، وعلاء ترو السني وزيرا، مما يعني انه لا يتبقى للرئيس ميقاتي سوى 3 وزراء سنة….
فأي حكومة سيترأس ميقاتي وهل سيرضى بأن يكون رئيسا لحكومة مَونُته فيها تقتصر على ثلاثة وزراء من السنة فقط؟
على غرار بيان المطارنة 2000: الهيئات السنّية تعلن غداً “ثوابتها” وتؤسّس لخروج السلاح من لبنان lora1354@hotmail.com من الجيدأن كاتب المقال استهل مقالته بالاعتراف بمذهبية الموقف السني في مقابل الموقف الشيعي. وفي حين يتوازى الموقفان السني والشيعي المذهبيان فعلا، أين تقع المقاومة من الموقف السني؟ حتى لو اعتبرنا جدلا أن الموقف الشيعي يرفع شعار المقاومة شكلا فقط. هل ما نفهمه هو أن الموقف المذهبي السني قد تخلى عن المقاومة نتيجة عجزه أو أنه يتماهى مع مواقف نظام (سني هو الآخر) على وشك السقوط أمام غضب شعبه (السني أيضا)، أم أن هذا الموقف السني المذهبي في لبنان يتماهى مع الولايات المتحدة وإسرائيل؟… قراءة المزيد ..
على غرار بيان المطارنة 2000: الهيئات السنّية تعلن غداً “ثوابتها” وتؤسّس لخروج السلاح من لبنان من الجيدأن كاتب المقال استهل مقالته بالاعتراف بمذهبية الموقف السني في مقابل الموقف الشيعي. و في حين يتوازى الموقفان السني والشيعي المذهبيان فعلا، أين تقع المقاومة من الموقف السني؟ حتى لو اعتبرنا جدلا أن الموقف الشيعي يرفع شعار المقاومة شكلا فقط. هل ما نفهمه هو أن الموقف المذهبي السني قد تخلى عن المقاومة نتيجة عجزه أو أنه يتماهى مع مواقف نظام (سني هو الآخر) على وشك السقوط أمام غضب شعبه (السني أيضا)، أم أن هذا الموقف السني المذهبي في لبنان يتماهى مع الولايات المتحدة وإسرائيل؟… قراءة المزيد ..