لعلّ التاريخ سيسجّل لشعب مصر أنه كان أكثر “مسؤولية” من حكومته التي تبدو غائبة عن الوعي وعاجزة عن إدراك المخاطر التي تحيق بالبلاد. ما يقترحه الشيخ جمال البنّا هو نوع من “ميثاق وطني” يوقّع عليه جميع فرقاء الأزمة ويحدّد بالتواريخ والتفاصيل طريق الخروج من الأزمة إلى .. الديمقراطية. هذا أو.. الطوفان!
*
اقتـــــــــراح
جاءنا من الأستاذ جمال البنا الاقتراح التالي :
لما كان حل الأزمة الراهنة مستعصيًا حتى الآن لأنها في صميمها أزمة ثقة، ولما كان رئيس الجمهورية أعلن أن بقاءه إنما هو لتسويتها على أساس تحقيق مطالب شباب 25 يناير سنة 2011م التي اعترف رئيس الجمهورية والوزارة والشعب كله بوجاهتها.
فقد رأينا أن الحل هو إثبات حسن النوايا التي نفترض توفرها في الفريقين طبقاً لما أعلنوه في محضر يحضره الممثلون الشرعيون للفريقين ويوقعون عليه بحكم صفاتهم، ويحدد بالتواريخ، وربما ببعض التفاصيل، قيام الحكومة بتحقيق ذلك.
وبهذا تحل الأزمة ودون أن يحدث ما لا نريده من احتكاك بالجيش الذي ظل حتى الآن قائمًا بواجبه ودون أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ.
إن المؤرخ الذي يراجع أزمة الديون في مصر أيام إسماعيل باشا يعرف أن ممثلين للأمة اجتمعوا وتعهدوا بتسديد الديون، ولكن بريطانيا كانت تريد احتلال البلاد، ولهذا لم ينجح هذا المسعى.
والتاريخ المصري حافل بجهود جماعية شعبية صميمة عُقدت في الأزمات وكان يمكن لو أخذ بها أن يتحقق الحل.
وليس من شأن هذا الاقتراح أن يحدد ما هو أكثر، ولكن لا بد من أن يتضمن إلغاء قانون الطوارئ، وتنفيذ طعون النقض على مجلس الشعب، والإفراج عن المعتقلين، واتخاذ الخطوات التي تمكن الشعب من إجراء انتخابات نزيهة وتحت إشراف قضائي.
جمال البنا