أيها الشعب السوري العظيم :
نحن في يوم الجمعة 4 شباط يوم الغضب، سنكون وجها لوجه مع حلم الحرية لكي يغدو واقعا ،فإما أن نكون جديرين بها فنفوز بحريتنا وكرامتنا إلى الأبد ، ولن يستطيع بعدها أي وغد أفاق عابر طريق من العسكر والجلاوزة واللصوص من الرعاع والحثالات أن يعيد الأغلال إلى أعناقنا بعد إسقاطنا لها وبعد أن خبرنا وجربنا وطأة الأغلال على أعناقنا وأعناق وطننا وشعبنا خلال نصف قرن … إذن إنه يوم فاصل في تاريخ القطع مع الاستبداد ومصارعة الاستعباد كما حلم الكواكبي منذ أكثر من قرن ،هذا اليوم 4 شباط ينبغي أن نجعله يوم انطلاق الحرية لسوريا كما كان يوم 25 يناير لمصر و14 لتونس ..حيث سيكون يوم ترداد السوريين مع إخوانهم المصريين التونسيين (الشعب يريد إسقاط النظام ) ،النظام الذي تجاوز كل أنظمة طغم المافيا العربية في جعل قانون الطوارئ هو القانون الوحيد الساري في سوريا الذي تؤسس عليه العصابة الأسدية قواعد شرعية حكمها اللصوصي العسكري الفاسد، ومن ثم الشرعية الوراثية لسوريا كمزرعة عائلية ، إذ حولوا الاستثناء إلى قاعدة ليس لنظام الحكم فحسب ، بل ولنظام الحياة في مجتمعاتنا…. حيث حولوا الشعب إلى حقل تجارب لإعادة الإنسان السوري إلى “قرد” ،من خلال مراهنتهم على جعلنا كائنات داجنة استثنائية في ترويضها على تقبل الذل والهوان ،ليجوفوا الكائن السوري من إنسانيته ،لإحلال روح عبوديتهم المزمنة محلها …
إنه يومنا لنرد العبودية إلى أصولها ومصادرها في نفوسهم الذئبية المتوحشة والدنيئة، فنرد كيدهم إلى نحرهم ، لنؤكد أن شعبنا هو السيد الحر، وأن الحاكم الأسدي (من الأب إلى الابن )، هو العبد الذليل لغرائزه الوضيعة في عبادة الأشياء منساقا بضغط طبيعة (التنين) لإحراق كل ما يواجهه من ظواهر الحياة، والمحكوم بغريزة الشهوات الدموية المتوحشة كما سيرثها التنين الصغير عن أبيه في إبادة السجناء في (صيدنايا)، والتمتع السادي الوحشي اليومي بقتل الشباب الكردي وهم في خدمة العلم …التي تحولت منذ الاحتلال الأسدي لسوريا إلى خدمة الراية الأسدية ..
هل سنسمح لمقولة الإعلام السوري عن الاستثناء السوري بأن يقال : إن السوري دون المتوسط العربي (التونسي – المصري ) كما قال طغاة مصر عند ثورة تونس: إن مصر غير تونس ..
فأتاهم الرد الشعبي العظيم المزلزل، بل مصر هي أم الدنيا كرامة وسيادة ،هذا يومنا لكي لا يقولوا سوريا غير تونس ومصر ضعفا وعجزا أواستسلاما وهوانا ، بل نقول :إن سوريا غير مصر وتونس في درجة شدة النهب والسطو للثروة الوطنية من قبل طغم مافياتها… حيث مستوى دخل الفرد السوري يساوي أقل من ثلث الدخل التونسي 6800 سنويا ، مقابل 3100 دولار للفرد السوري سنويا ..وهو أقل من متوسط الدخل المصري الذي يصل إلى 4000 دولار، وهو الشعب الذي يبلغ عدد سكانه حوالي أربعة أضعاف الشعب السوري (85 ) مليونا مصريا …سنقول لهم يوم 4 شباط : سوريا غير تونس ومصر في درجة انتشار ومأسسة الفساد واللصوصية وانهيار القطاعات التعليمية والصحية والإدارية والخدماتية في سوريا عن شقيقاتها ..ولهذا فإن الثورة السورية ستكون مختلفة عن ثورة تونس ومصر ، بأنها ستكون أشد ألما ونزفا ومعاناة وسحقا وإذلالا ،ولذلك فهي ستكون الأكثر صلابة وبأسا وقدرة على التضحية والفداء …والشعب السوري أثبت ذلك في مواجهة الاستعمار الفرنسي … ولن يكون شبابه اليوم أقل شجاعة وإباء من آبائهم في مواجهة الاستعمار الداخلي الأسدي حتى ولو كان أكثر عدائية وعدوانية ضد شعبه من الاستعمار الفرنسي .
فهم أبناء يوسف العظمة شرفا وطنيا وكرامة، وأبناء إبراهيم هنانو (رمز الوطنية السورية الموحدة لهويتها بعربها وأكرادها كما كان صلاح الدين الأيوبي ) وأبناء سلطان باشا الأطرش وطنية ونبلا ثوريا وشموخا بشموخ جبل العرب الأشم ، والشيخ صالح العلي رمز وحدة الدم الوطنية السورية خارج أحقاد الطائفية التي أشاعتها وغذتها الأسدية …
إن شباب سوريا اليوم مدعوون في يوم الجمعة 4 شباط إلى تجاوز التمايزات الإيديولوجية والسياسية والتحزبية والمذهبية كما برهن لنا شباب مصر وتونس …توحدهم إرادة إسقاط الاستبداد وصرع الاستعباد مستلهمين بذلك صوت الكواكبي، لكي لا يضيع –على حد تعبيره- صوته في واد … أكثر مما ضاع خلال أربعين سنة من الحقبة الأسدية العائلية المافيوزية الدموية الإرهابية …
شباب متمايزون متعددون في المشارب والعقائد توحدهم الشرعية (الوطنية الدستورية) للقوى الوطنية التي صنعت الاستقلال والنظام البرلماني ،هذه القوى تستلهم الاسم العريق لـ (القوى الوطنية ) تيمنا باسمها ، وتجديدا لرمزيتها في صيغة تجديد الرمز المدني الحضاري النبيل للوطنية الدستورية في نموذج ( خالد العظم)، في مواجهة المشروع الطغياني المافيوي في صورة رمزهم السفاح (الأسد المؤسس وصولا للوريث)الذين سفحوا دماء وحياة أكثر من 50 ألف مواطن سوري : بين من سقطوا تحت أنقاض قذائف المدفعية و صواريخ تدمير المدن والإبادة الجماعية في حماة وسجن تدمر ،وباقي المدن حلب وجسر الشغور، وما بين 17 ألف مفقودا … بعد أن أهانت الأسدية كرامة الجيش السوري الذي لم يبق منه من أطلق رصاصة على إسرائيل منذ حرب 1973 ،وساقه إلى الخيانة الوطنية العظمى بخوض الحرب ضد شعبه السوري : العربي والكردي، والعربي : اللبناني والفلسطيني والعراقي …فهل سيستعيد هذا الجيش شرفه وكرامته ويقف إلى جانب شعبه كزملائه التونسيين والمصريين … أم يرضى بمواصلة مسيرة حماية المصالح المافيوية العائلية لآل أسد ومخلوف وشاليش….وغيرهم من طغم اللصوصية والفساد !!!
إن (القوى الوطنية ) تستمد معنى ومبرر وجودها كتجمع وطني، من كونها قوة تأييد ودعم ومساندة لحركة الشباب الأكثر حساسية لإيقاع زمننا وعصرنا، من خلال الثقة والإيمان بشباب سوريا بأنهم قادرون وأكفاء على قيادة ثورة سوريا كما قادها شباب مصر وتونس …ولهذا اتخذت (القوى الوطنية) قرارا بإصدار هذا البيان لتعلن التحاقها بالأغلبية الشبابية المطلقة على (الفيسبوك)، والتي حددت موعد الانطلاق يوم الجمعة 4 شباط ،وذلك درءا لمفاسد الاختلاف على تحديد اليوم (3-4-5) الذي يمكن أن تشجعه الأجهزة الأمنية للتشتيت وتفريق الشمل ، ولهذا تقف (القوى الوطنية) وراء قرار الأكثرية الشبابية في يوم 4 شباط بعد صلاة الجمعة …وإلى للقاء في ساحات دمشق وحلب ..بل وسائر المدن السورية التي لا نعرف أيها سيكون له شرف (البوزيد) في إشعال النار المقدسة والمطهرة لنا من الذل والخنوع والجبن وتاريخ العار الأسدي …
القوى الوطنية
الدكتور عبد الرزاق عيد