ينأى أغلب المفكّرين والمهتمّين بالشأن الدينيّ، والمنشغلين بتحليل الخطاب السيميائي والدينيّ…، والمتخصّصين في سوسيولوجيا الأديان وأنتربولوجيا الأديان وغيرهم عن معالجة بعض الظواهر التي نُعاينها في مجتمعاتنا العربية المعاصرة، وتفكيك الدلالات التي تحملها. وقد تبرّر مواقف العزوف أو اللامبالاة أو الرفض بأنّها وسيلة من وسائل دفاع المثقّف عن موقعه أو نتيجة مترتّبة على إصراره على الانتماء إلى ‘الثقافة العالمة’ التي يصدر عنها ويمثّلها أو هي علامة على إيمانه بأنّ النخب المثقّفة لابدّ أن تنهض بوظيفة نقدية في إطار المعارف التي حصّلتها والمناهج التي اكتسبتها ،ومعنى ذلك أنّها ترفض إثراء العدّة المعرفيّة، أو أنّ الأمر راجع إلى قناعة مفادها أنّ المدّ الأصولي مستمرّ فذلك مسار تاريخيّ لا يمكن الوقوف ضدّه، وقد يعود سبب الرفض إلى عدم اعتراف النخب بهذه الأنماط والصور التعبيرية…
غير أنّ هناك ظواهر تغري فضولنا و تدعونا إلى التأمّل وتدفعنا إلى ممارسة الحفر والتفكيك، وهي ظواهر تسجّل حضورها في فضاء يسمح لكلّ ‘من لا صوت له’ بأن يعبّر ويحتجّ… تبدو في لبوس ‘فنيّ ‘وتصنّف ضمن الأشكال التعبيرية الجديدة وتنخرط ضمن مسار ‘ثوري’ والحال أنّها تنضوي تحت الفكر الجهادي، فهي شكل من أشكال الجهاد المعاصر يتوسّل بالفنّ لتحقيق مآرب أخرى لعلّ أهمّها ‘تسريب’ الفكر الوثوقي الدوغمائي ونسف المكتسبات وتقويض دولة المواطنة والمؤسسات وإحلال ثقافة الانغلاق والموت محلّ ثقافة الحياة.
لقد لفت انتباهنا ظهور بعض ‘الفيديو كليبات’ في الفضاء التفاعليّ الاجتماعيّ ‘الفايس بوكي’ Face book ،لمن يعتبرون أنفسهم من رموز ‘الراب’ في تونس، وهي مادّة ذات حمولة دعوية متطرّفة يتبادلها الأصدقاء ‘ من كلّ الطبقات والأسنان والمستويات التعليمية والثقافية وتعبر القارات متجاوزة الانتماءات الجغرافية والأيديولوجية وغيرها.
تنتمي هذه ‘الفيديو كليبات’ أو الأغاني المصوّرة إلى ثقافة الهامش أو الثقافة الفرعيّة أو الثقافة المضادة، وهي أغاني أنتجتها ‘عقول تونسية’ وصاغتها في شكل موسيقيّ مخصوص مدعوم بصور من الأرشيف العربي باعتبار أنّ العصر عصر ثقافة الصورة. ويندرج هذا الإنتاج الثقافي الذي يحظى بجمهور أغلبه من الشبّان والمراهقين، في إطار خطاب يقدّم نفسه على أنّه خطاب جيل من الشبّان المتمرّدين على الأوضاع: جيل الساخطين، والناقمين، والثائرين، والرافضين…يوجّهون صرخة احتجاج ويرومون تغيير واقع مجتمعاتهم وسيلتهم في ذلك النضال بالكلمة والصوت والصورة.
لقد اخترنا التوقّف عند ‘كليب’ صاغه Psyco.m والتمحيص في الخطاب الذي يروّج له فتبيّن لنا أنّنا إزاء عمليّة اغتيال للماضي والحاضر والمستقبل وتصرّف في الذاكرة الجمعيّة التاريخية قائم على تزييف الوقائع والأحداث وتشويه إنجازات المصلحين والرائدات والمناضلات ونسف للمكتسبات. ومن هنا نتبيّن أنّ صاحب الرسالة، وإن ادّعى أنّه ينهض بوظيفة ‘تفسير’ التاريخ إلاّ أنّنا ندرك أنّ ما يخفيه الخطاب هو التأسيس من منظور أيديولوجي، لواقع جديد قائم على رفض مظاهر ‘التغريب’، بل كلّ ضروب الفنّ كالموسيقى’الهابطة’، والرقص الخليع… في مقابل الاحتماء بالدين فهو الملاذ لشباب ينعتهم صاحب’ الكليب’ بأنّهم ‘ضائعون”، و’مهمّشون’ ويعيشون’ أزمة هويّة’.
وممّا لاشكّ فيه أنّ الصور المعروضة في’الكليب’ قد خضعت لإعادة تركيب موجّه غايته التأثير في المتقبّل بطريقة تلغي تفكيره وتحرّك مشاعره فنحن نقفز من الاستعمار إلى حروب التحرير إلى القومية إلى الصهيونية إلى صور بعض الفنانات والفنانين التونسيين…. وهذا الانتقاء والتركيب والتصرف يرمي إلى السيطرة على مستهلك هذا ‘الكليب’ حتى يغدو متنكّرا لماضيه رافضا للقراءات والتأويلات التي تلقّاها في المدارس والجامعات ومستعدّا لقبول ‘الحقيقة ‘التي يعرضها عليه صاحب ‘الكليب’. فمن اعتبروا ‘عظاما ‘ كالأفغاني ومحمّد عبده، والشيخ الطهطاوي، وقاسم أمين ،وهدى الشعراوي، وسعد زغلول، ومصطفى عبد الرازق، وطه حسين، والطاهر الحداد ، وبورقيبة ، وأتاتورك ، هم في نظر صاحب ‘الكليب’ ، ‘عملاء ‘و’سفهاء’ ، و’منافقون’، و’دعاة التبرّج والفسوق والانحلال’عبثوا بـ’تاريخ الأمّة’ وتسبّبوا في انتشار ‘التغريب الفكري والسياسي’ و استشراء ‘الإلحاد’ وبروز المثليين، والعري، بل إنّهم ‘طعنوا في الدين’ وحوّلوا ‘الانسلاخ عن الدين إلى تحرير للمرأة’.
من الواضح أنّ هذا الخطاب ‘الرابي’ يستهدف أعلاما اعتبروا أقطاب الفكر النهضوي فيعمد إلى نزع ‘القداسة’ والتقدير والإعجاب عنهم قاصدا العبث بإنجازاتهم وإبرازهم في صورة مغايرة ، وهو إذ يفعل ذلك يرى أنّ من حقّه ‘محاسبة’ جيل المصلحين و’انتقادهم’ وما يشرّع له ذلك أنّ هؤلاء ‘انتقدوا الإسلام’، ومن أقدموا على ذلك يكون مآلهم :القتل الرمزيّ بعد أن تعذّر تصفيتهم ماديّا.
والجدير بالملاحظة أنّ هذا الخطاب لا يستثني النساء بل إنّنا نذهب إلى أن ّ هؤلاء يمثّلن قطب الرحى. فالصراع بين من قادوا حركات تحرير النساء ومن يقدّمون أنفسهم على أساس أنّهم يمثّلون الإسلام الحقّ هو صراع حول مشروعين متصوّرين يخصّان مكانة المرأة في المجتمع وكأنّ قدر المرأة أن تكون دائما موضوع قول الآخر وإنتاجه وهي مدار عراك الرجال : من يزعمون أنّهم فحول الأمّة وممثّلو الذكورة المهيمنة في مقابل من اعتبروا قادة الفكر ومخلّصي النساء من تاريخ الاضطهاد كما أنّه صراع بين جيلين السلف من الإصلاحيين/ الخلف من يقدّمون أنفسهم على أنّهم’سيرفعون راية الإسلام’.
يلحظ المصغي إلى هذا’ الفيديو الكليب’ طغيان نبرة الحزن والحنق والاستياء فضلا عن الإحساس بالانكسار وخيبة الأمل. ولكن سرعان ما يتغيّر المشهد إذ تحلّ القوّة المزعومة محلّ الضعف ويبدو الإصرار على ‘تغيير الواقع’ جليّا من خلال خطاب الترهيب الذي يتوعّد ويهدّد. ولئن أسفر الخطاب عن غايته المتمثّلة في التنديد بمظاهر ‘التبرّج والانحلال’، فإنّ ما يخفيه منج هذا الخطاب أو ما يسكت عنه بإرادته أو دون وعي منه أنّ صرخة الاحتجاج تفضح الهشاشة وطغيان الروح الانهزامية وحالة التذمر من كلّ شيء واتّساع دوائر الخوف التي تحيط بصاحبها: الخوف الذي يختزل في كلّ من احتلّ موقعا فكريّا أو سياسيا أو ثقافيّا (الفنانات أمثال هند صبري التي ينظر إليها على أنّها لم تحافظ على العفّة والحجاب وراحت توظّف محاسنها لخدمة السينما ‘الهابطة’ ، والمخرج التونسي النوري بوزيد الذي اعتبر مروّج سينما الانحطاط والعري… ورجال ونساء الإعلام وغيرهم).
وإذا اعتبرنا أنّ اللغة تكون في خدمة السلطة تبيّن لنا أنّ لغة الخطاب ‘الرابي’ قائمة على القطع والجزم وتكرار الشعارات وسَوق الناس قهراً باتّجاه تبنّي رؤية مخصوصة للكون والفرد والحياة. وهي لغة تمارس القمع وتظهر تاريخ الجموع على أنّه تاريخ قهريّ. فجيل المصلحين لم ينتج شيئا بل راوغ وزيّف وعي الأمّة و’خاض حرب أفكار’، وجعل المجتمعات تعاني الخور والانحطاط والتبعيّة…
يطرح تداول مثل هذه النوعيّة من ”الكليبات ”في الفضاء’ الفايس بوكي’ الذي وجدت فيه شرائح هامّة من التونسيين متنفّسا للتعبير ووسيلة للتواصل مع الآخرين مجموعة من الأسئلة التي نعتبرها جوهريّة.
– يوحي هذا الشكل التعبيريّ ‘الفنيّ’ بوجود دينامكية وروح تنشد التجديد والفعل في الواقع، وهو أمر يعود في جوهره إلى موسيقى ‘الراب’التي شكّلت قاعدة الثقافة السوداء الأمريكية Black Popular Culture. ولكن ألا يتماهى هذا الخطاب مع خطابات أخرى نعثر عليها في المواقع الإلكترونية ومنابر الحوار ذات التوجّه الأيديولوجيّ المتطرّف؟ إنّ هذا الخطاب، وإن ادّعى الابتكار ومراعاة روح العصر والتمرّد على الأنساق القديمة، فإنّه يسقط في التقليد والمحاكاة: محاكاة الغرب ذاك ‘العدوّ’ وفي نفس الوقت ‘الأنموذج’. إذ تتجاور اللهجة المحليّة التونسية مع كلمات فرنسيّة وأخرى من اللغة العربية الفصحى، كما أنّ الاسم الذي اختاره صاحب هذه الرسالة Psyco.m أعجميّ ولا وشائج تربطه إلى ‘الأمّة ‘ التي يصرّ على رفع ‘رايتها’. أضف إلى ذلك أنّ النمط الموسيقيّ ، ونعني بذلك ‘الراب’، هو وليد الثقافة الإفريقية الأمريكية (برز في السبعينات من القرن الماضي بنيويورك) وإن ادّعى صاحبه أنّه مؤسلم..
– لئن ساهمت موسيق الراب’ الأمريكية في مقاومة العنصرية وتغيير النظرة إلى السود ونمط العلاقات بين البيضان والسودان ومقاومة الأحكام المسبقة والصور النمطية التي تحاصر السود فتجعلهم أسيري مكانة متدنيّة، فإنّ ‘الراب’ المؤسلم لم يؤسس خطابا إصلاحيا بل أثمر خطابا أيديولوجيا عدميا. وإذا افترضنا أنّ أصحاب هذا الخطاب ‘الرابي’ على علم بمميّزات الثقافة الشعبية الأمريكية السوداء وبمسار موسيقى ‘الراب’ الذي نشأ في كنائس السود black church، فإنّ السؤال المطروح لِِمََ أُفرِغَت هذه الموسيقى من روحها المرحة التي تنشر الحياة والبهجة من حولها من خلال قيم إنسانية مثلى ترددها الجموع ليتحوّل ‘الراب’ المؤسلم إلى سيف قاطع مسلّط على الرقاب لا يغذّي الروح بل يقتلها؟
– يحمّل هذا الخطاب ‘الرابي’ الغرب والمتغرّبين مسؤوليّة ما آلت إليه الأوضاع من انحطاط واستشراء لظاهرة الاستبداد وسدّ لجميع المنافذ أمام تحقيق المواطنة والديمقراطية… متجنّبا، في الظاهر، مواجهة الحكّام. ولكن ألا يعني السخط على قادة الفكر الإصلاحي(الأموات) انتقادا لاذعا للحاكم المعاصر(الحيّ) الذي ‘ترك الحكم بالشريعة الإسلامية’ وأحلّ محلّها مجلّة الأحوال الشخصيّة، وبذلك يكون الاعتداء على الأموات اعتداء مقنّعا غايته الفعلية الاعتداء على الأحياء؟
– يصبّ أصحاب هذا الخطاب ‘الرابي’ جام غضبهم على المرأة العربية، والمرأة التونسيّة المثقفة على وجه الخصوص وهو أمر مفهوم. ولكن ألا يخفي كره النساء واتّخاذهنّ كبش فداء يُنحر أمام محراب السلطة، أزمة ذكورة باتت واضحة المعالم نعاينها في كلّ المجتمعات العربية وإن تفاوتت درجات حدّتها؟
– يُقدّم أصحاب هذا الخطاب ‘الرابي’ أنفسهم على أنّهم مصلحو الشعوب، الناطقون نيابة عن الصامتين والغافلين، والمدافعون عن بيضة الإسلام والعراق وغزّة وكلّ فلسطين. ولكن ألا يرتدّ هذا الخطاب على ذاته ويفضح مدى جهله بالمنظومة الإسلامية وانفصاله عن منظومة أخلاقية قامت عليها ثقافة الحوار مع المختلف فكريّا وعقديّا وأيديولوجيّا، ونعني بذلك ثقافة المجادلة ‘بالحكمة والموعظة الحسنة’ لا بالشتم والسبّ واللعن وتوجيه التهم بلا حساب؟ وإذا اعتبرنا أنّ تكنولوجيا التواصل وتبادل المعلومات في الإنترنت لها أخلاقيات مخصوصة، حقّ لنا التساؤل إلى أيّ مدى أدرك مستعملو التقنيات الحديثة ضوابط نقل التكنولوجيا والأخلاقيات التي تنظمّ أسس التعامل بين الناس في هذا الفضاء التفاعليّ!
– يلحّ منتجو هذا الخطاب ‘الرابي’ على أنّهم يكشفون النقاب عن المستور ويخترقون الممنوعات والمحظورات. فهم يمثلون ‘الحقيقة’ ويصحّحون التاريخ. ولكن ألا ينمّ هذا الادّعاء والإطلاقية الشموليّة على تقوقع مرضيّ على الذات يؤدي إلى احتكار حقّ كتابة التاريخ ، وممارسات إقصائية؟ فالمجتمع التونسيّ لا ينقسم إلى فئتين فقط، أصحاب اليمين وأصحاب اليسار، بل هناك من هم في فضاء بَيني. هناك المسلم الملتزم /السلوكي، والمسلم الجغرافي، والمسلم بالوراثة، والمسلم الثقافي، فضلا عن التونسي غير المعتقد، والتونسيّ الذي اعتنق المسيحيّة أو اليهودية…
– يزعم منتجو هذا الخطاب ‘الرابي’ تقويض الأسس التي قامت عليها المؤسسات المهيمنة والثقافة السائدة. ولكن ألا يعكس خطابهم ممارسة تسلّطية تنزع نحو الانغلاق وفرض ‘الحقائق’ بالقوّة.’؟ ‘فمن ليس معي هو ضدّي’ ولا إمكانية لقبول المغاير ولا مجال للنقد ، وخاصّة الإسلام. ومعنى ذلك أنّ’ الراب ‘ وإن كان في أصله ثورة على الثقافة المهيمنة الأحادية بأسلوب مرح مفعم بحبّ الحياة قد انقلب مع العرب إلى خطاب يروم الهيمنة والتسلّط والقمع.
– يظهر هذا الخطاب ‘الرابي’ في لبوس ‘هجائي’ يذكّرنا بقصائد الهجاء القديمة ولكنّه ينهل من معين اللغة العسكرية. فهو عاصفة هوجاء ووابل من القذائف التي لا تذر ولا تبقي، ومن هنا يتحوّل ‘الطابع الهجائيّ’ إلى ‘مديح للكراهية’: كره المصلحين، كره النساء، كره مجلّة الأحوال الشخصية، كره الساسة. ولكن ألا يعبّر هذا الكمّ الهائل من الكره عن نقمة على الآخر ورفض للواقع وكره للذات ورغبة في تدميرها؟ ولأنّ الذات عجزت عن إنتاج ثقافة الحياة والتنوّع والتعدّد والحركة، فإنّها دكّت تجلّيات الاختلاف دكّا وارتمت في أحضان العدمية تؤسس ثقافة الكره بل الموت.
ولعلّنا لا نبالغ إن اعتبرنا هذا ‘الإنتاج الثقافي’ يعكس فكرا عاجزا عن البناء يرجع إلى الوراء لا ليفكّك ويعيد البناء على أسس جديدة بل ليهدم ويدمّر فينتج الخراب من حوله. وهو أمر يفضح طريقة استغلال الفرص التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات والتواصل للتعبئة الأيديولوجية وللدعوة المبنيّة على جهل فادح بالتاريخ والتراث والمنظومة الإسلامية ونشأة التيارات الفكرية المختلفة. وهكذا يفضي توظيف التكنولوجيا إلى اتّساع ‘مناطق العمى’. وبدل أن يؤدي استغلال التكنولوجيا إلى بناء الإنسان، تحوّل إلى وسيلة لبيان القصور و’التصّحر المعرفيّ’ ومشاعر المقت. ونذهب إلى أنّ إساءة استخدام التكنولوجيا شوّهت صورة المسلم والإسلام وأثبتت عجزا عن إنتاج المعرفة.
– يبحث منتجو هذا الخطاب ‘الرابي’ عن الاعتراف في ظلّ أنظمة همّشتهم وقضت على أحلامهم وطموحاتهم. ولكن ألا يفضح هذا الخطاب رفضا للتاريخ وللماضي،أي عدم اعتراف بما تحقّق من إنجازات؟
– نرجّح أنّ منتجي هذا الخطاب ‘الرابي’ شبّان في مقتبل العمر تستهويهم ثقافة الكره والموت فينشرونها في فضاء تفاعليّ يتهافت عليه الكبار، وخصوصا الصغار، أولائك الذين اخترقوا القوانين التي تحكم التواصل ضمن هذا الفضاء فزوّروا تواريخ ميلادهم رغبة في الإبحار في عالم ‘العجيب والغريب’. ولكن ألا يثبت هذا التوجّه انقلاب الضحيّة إلى جلاّد يعبث بمصير أجيال جديدة تتفاخر اليوم بحفظ أغاني ‘الراب’ وتجهل أنّها تتحوّل يوما بعد آخر إلى أجيال من ‘الإرهابيين’ ‘يرفعون راية العزّة’.
ولئن ادّعى صاحب هذا الخطاب ‘الرابي’ أنّه قد تحرّر من ‘سنوات الضياع’ والقمع ومن ‘التغريب’ والوعي ‘المزيّف، فإنّه يبرهن عن غير قصد، على وقوعه في الأسر. فمن مارس العنف على نفسه وعلى الآخرين هو في الواقع، عبد ‘الأيديولوجيا’ يعيش وهما كبيرا. ينتقد وسائل الإعلام ونمط الحياة المعاصرة التي حوّلت الفرد إلى مستهلك نهم ونسي أنّه ينقاد وراء أوامر أرباب الفكر المتطرّف فيطوّع لسانه للحديث نيابة عنهم ويعلن أنّه يدين لهم بالولاء فهو مستعّد للتضحية بالنفس.
ولأنّنا نحبّ أن تكون تونس بلد ‘الأمن والأمان ‘ وموطن ‘الإسلام الوسطيّ وأرض التعايش والتنوّع الثقافي والتعدّد الفكري الخصب، فإنّنا نصرخ عاليا ‘بئس ‘الراب’ إن كان على هذه الشاكلة.
ولأنّنا نحبّ أن تكون المرأة التونسية أنموذجا تفتخر به جميع النساء في العالم العربيّ والإسلاميّ، رائدة، ومستأسدة في سبيل نيل جميع حقوقها نقول: ‘بئس ‘الراب’ إن كانت رسالته معادية للنساء، وهنّ الأمّهات والأخوات والبنات.
ولأنّنا نريد أن نحمي أطفالنا من مدّ أصوليّ يسري سريان النّار في الهشيم، وأن نجنّبهم مخاطر عدوى تنتقل من مكان إلى آخر، نصرخ عاليا بوجه ‘الغزاة’ من الداخل :’بئس ‘الراب’ إن كان ‘مديحا للكراهية’.
وحتى لا يُفهم احتجاجنا على أنّه دعوة إلى ممارسة الرقابة الصارمة (السياسية والجماعية) على هذه النوعيّة من ‘الفيديو كليبات’ أو الأغاني، نؤكّد أنّ أخلاقيات عصر المعلومات تقوم على تنمية الوعي الفردي أي ترسيخ الالتزام لا الإلزام. فالوازع النفسي هو الذي يجب أن يلجم صاحبه عن ممارسة العنف المتمثّل في إيذاء الآخرين. وبقدر ما ندعو الأجيال الجديدة إلى المشاركة في المجال التفاعليّ نأمل أن تكون هذه الأصوات الجديدة فاعلة في مجال إنتاج المعرفة الكونيّة التي تخدم الإنسانيّة.
amel_grami@yahoo.com
* جامعية تونسية
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
http://www.facebook.com/notes/oussama-al-bakillani/nm-alrab-w-bys-alnqd-/485798438616
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
amri badra
والله المرأة التونسية أصبحت نمودجا للدعارة الا من رحم ربي فالليبي يأتي لتونس لنسائها والجزائري يأتي لتونس لنسائها وفي المدة الأخيرة وفدوا علينا الخليجيين لنسائنا فبأس النساء وبأس للنمودج ولو كان بسيكو م قام براب يمدح فيه الدعارة لما أتعبت نفسك بهده المقولة قبل ان تكون تونس ارض لما وصفت هي أرض مسلمة وما بسيكوم الا شاب تحدث عن التاريخ الدي لا يدرس لأنه حر وليس سجين هدا المنهج الدي تتبعينه انت وغيرك وأقول ان القمع ومنهج المافيا إما معي أو ضدي تمارسه السلط فبأس للمثقفات التونسيات أتظنين أنفسكم أحرارا؟
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”Cet article présente une analyse creuse du rappeur qu’il attaque. C’est un article qui manque de flow. Cet article nous apprends avec beaucoup de bienpensense que ce rap sert une idéologie de régression, alors que l’article et les intellectuels de toute sorte, du haut de leur savoir himalayesque, sont là pour remettre en place les petits rappeurs fouteur de redme et de religion, comme Jésus qui râpait des choses pas cool pour Ponce Pilate….cet article et la sphère d’intellectuels moralisateurs, pions de la bonnpensense et du progressisme vers le néant matérialiste, le… قراءة المزيد ..
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية” أمة الله جوادي — omaymajaouadi@yahoo.fr شكرا سيدتي الكريمة على جميع ما قدمت من تحليل ودراسة حول ما نشاهده هذه الأيام من كثرة كليبات الراب ةوعلى وجه التحديد كليب بسيكو-أم الأخير ونتسائل بهذا الصدد عن مدى فاعلية هذا الكليب الذي يدعي صاحبه أنه يسعى به إلى خيارين اثنين لا ثالث لهما وهما إما النصر وإما الشهادة، ولا نعرف ما النصر الذي يعنيه هل هو نصر الفكر الأسلامي على الوجه الذي يمثله بسيكو-أم ورفاقه (شلة الراب) أم نصر الفكر الإسلامي على الوجه الذي تمثله الحركات الجهادية المتتالية أم هو نصر فكر إسلامي “معاصر”… قراءة المزيد ..
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
imen — k.katoussa@hotmail.fr
merci 3al article w netmana ken ya9rah chabeb e tounsi famech ma yetjanbou hedhahra hedhi mta3 Rap
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
عبد الواحد بن عبد الله — benabdallah.abdelwahed@gmail.com
يبدو أن أغنية psyco.m الأخيرة كان ينقصها ذكر “الأستاذة” آمال القرامي ضمن أشباه المثقفين والمعادين لمشروع عودة الخلافة الإسلامية
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
مسلمة من دولة الخلافة ثانية — om-khir@hotmail.fr
مقال مسموم وانتي ممن يغطون عين الشمس بغربال فااغنية Psyco.mتفضح ماضيكم قصير وتدعو برجوع الى ايام عز المسليمين عندما كنا نحكم في العالم تحت راية لا الاه الا الله ام تريدينا انتي وامثالك ان نبقى من دول العلم الثالث تحت راية الحدود التي وضعها الكفار في معاهدة سيس بيكو اللعينة
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
الراب هوانعكاس للواقع في المجتمع اوالمرءاة… فلا بد ان ننظر في المرءاة بكل شجاعة ولا ان نحاول ان نكسرها لان نرى صورتنا فيها بشعة….لماذا لا تثور ثائرتكم على ما من يحاول ان يصورالمرءاة كجسد في اغلب الافلام التونسيةويصادر حقها في لبس الحجاب واجبار الشعوب على علمانية عرجاء…..كل ما يحدث من تطرف هو نتيجة حتمية للانحلال الاخلاقي والديني ومحاولة علمنة الاسلام..لكن يبقى الاسلام عصيا على العلمنة رغم نجاح العلمانيين في فصل الدين على الدولة لكن فشلو في فصل الدين عن الناس رغم سياسات تكميم الافواه
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
aymen — qsdea@yahoo.fr
@إسلامي تونسي ان كان الامر هكذا فلمذا تخرجون للشوارع كالمسعورين لان رسام قام بعمل كاريكاتير للرسول محمد فهو من حقه ايضا اتخاذ موقف سياسي و ايديولوجي كما فعل مغني الراب و يجب ان تحترمه
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
aymen — qsdea@yahoo.fr
مقالة رائعة جدا , بعض مغني الراب تجاوزوا حدودهم و خاصة هذا المدعو بسيكو ام الذي يروج لخطاب سلفي وهابي بل وصل به الامر لانكار علم تونس و نشيدها الوطني في آخر اغانيه ! و السب و الشتم و التشويه باناس ساهمو في تحديث شعوبهم نحو الافضل و باناس لن يحصل هذا الشخص ربع ماحصلوه علميا و ثقافيا
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
sayib 3likom mi nadhra sat7iya w 5aliou rajil yi5dim 3la rou7ou fel7in ken fil hderi l fergha w 7keyet nancy w hayfa
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية” إسلامي تونسي تسائلت واجبت منذ البداية حين تتنازلون عن عليائكم وثقافتكم العالمة وخطابكم العقلاني المتنور الذي ليس لنا قدرة على فهمة وتجعلون من بين اهتماماتكم ما نكابده من جميع اشكال الحيف وتسمون الاشياء بمسمياتها وتجدون الجرأة لتنقدوا ولن أقول تشتموا الاحياء كما تفعلون مع الاموات حينها فقط يمكن ان يكون لكلامك معنى اما في غير هذه الحالة فكما من حقك اتخاذ موقف سياسي ايديولوجي من احداث تاريخية بعينها فللآخرين الحق في ذلك وحتى ان اعوزهم التحليل وجزالة اللفظ ودقة المفهوم وكل هذه اللغة المحبكة فان معهم وقائع ونتائج لا تحتاج لتقعيد… قراءة المزيد ..
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية” L e O bonjour Mme Grami ce mail est juste pour vous remercier de votre article riche et enrichissant sous le lien : http://www.metransparent.com/spip.php?article11905 merci d’avoir éclaircis quelques points que ce pseudo rappeur veut instauré dans la culture de la scène du rap tunisien et détruire le travail qu’on fait depuis quelques années en tant que rappeur je ne pouvais guerre démentir ce qu’il a dis dans sa chanson de 15 minutes mais j’approuve totalement ce que vous avez dis. encore une fois je vous félicite et remercie pour ce que… قراءة المزيد ..
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
أنور مبروكي
مقال رائع ، فيه تحليل موضوعي لهذه الظاهرة الإجتماعية التي لا يمكن أن نسميها ظاهرة فنية لأنها لم ترتقي بعد إلى مستوى الفن في مجتمعاتنا العربية. يمكن أن نسمي هذا النوع من التعابير ’’الرابية’’ “بالروبافيكا المموسقة”، يسير وراءها شبابنا في إتجاه الهاوية، يلبسونها دون علم منهم بصناعها الحقيقيين.
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
سمير البرقاوي — pashi.sss@abv.bg
لقدافزعتني الاغنية بمضمونها العدمي. ثم ماهدا الجهل؟اتاتورك هو باني ومؤسس تركيا الحديثة.الحبيب بورقيبة زعيم وما تشهده تونس اليوم من تقدم هو دليل على مدى ما كان يملكه من حكمة وبعد نظر. لاافهم لماداكل هداالحقد على المراة؟الانهاهي ظهرناالواقي,ام لانهاهي اختناالحنون,ام لانها ابنتنا البريئة؟ ثم ما مفهوم المغني للدعارة؟
مقال الانسة امال قرام كان كافيا و شافيا.
بئس ‘الراب’: Rap music إن تحوّل إلى ”مديح للكراهية”
لقدافزعتني الاغنية بمضمونها العدمي .ثم ماهدا الجهل ؟اتاتورك هو باني ومؤسس تركيا الحديثة.الحبيب بورقيبة زعيم وما تشهده تونس اليوم من تقدم هو دليل على مدى ما كان يملكه من حكمة وبعد نظر.لاافهم لماداكل هداالحقدعلى المراة؟الانهاهي ظهرناالواقي,ام لانهاهي اختناالحنون,ام لانها ابنتنا البريئة؟ثم ما مفهوم المغني للدعارة؟ مقال الانسة امال قرام كان كافيا و شافيا.