تشهد علاقات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، المقيم في إيران منذ سنتين، توتّراً مع مراكز قوى أساسية في طهران، وخصوصاً مع “الباسداران”، الذين يمثّلون الذراع المسلّحة لإيران خارج حدودها.
ويأخذ الصدر على الباسداران دعمهم لجماعة “عصائب الحق” المنشقة عن التيار الصدري، والتي تواصل العمليات ضد القوات الأميركية في العراق، الأمر الذي يشكل خرقاً لوقف إطلاق النار الذي أمر مقتدى الميليشيا التابعة له بالتزامه. بالمقابل، حذّر “الباسداران” مقتدى الصدر من مغبّة عرقلة جهود “الإئتلاف الوطني العراقي” (الشيعي) للإتفاق أما على نوري المالكي أو على نائب الرئيس عادل عبد المهدي كمرشّح لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة. وجدير بالذكر أن العراق ما يزال في خضم مأزق سياسي بعد أكثر من ستة أشهر على انتهاء الإنتخابات النيابية.
وحسب مراسل “الفيغارو” جورج مالبرونو، فإن مقتدى الصدر، رغم إقامته في مدينة “قم”، لم ينجح في إقامة صلات وثيقة مع معظم مراكز القرار في إيران. كما أنه لم ينجح في التواصل مع كبار رجال الدين الشيعة الإيرانيين.
وقد خاطر مقتدى الصدر بإثارة إستياء مضيفيه حينما قام بزيارة دمشق وتركيا لإجراء مشاورات سياسية مع مسؤولين سوريين وأتراك. ولكن علاقاته المتناقضة مع إيران تسبّبت بانقسام التيار الصدري في العراق. فأحد أجنحة التيار الصدري يرفض الخضوع للضغوط الإيرانية، ويطالب مقتدى الصدر بالعودة إلى العراق لقيادة المفاوضات المتعلقة بتشكيل حكومة العراق المقبلة. بالمقابل، يعتقد جناح آخر أن مصلحة التيّار تقتضي إقامة علاقات حسنة مع إيران، في ما يتجاوز المشكلات الحالية مع “الباسداران”.