في حديث لإذاعة الشرق قال النائب السابق مصطفى علوش عن اللقاء المفاجىء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد بأنّ هذا اللقاء يؤكد على أنّ العلاقة بينهما أصبحت متطورة الى أقصى الحدود ولم تعد بحاجة الى مواعيد، إضافة الى الحدث المهم الذي طرأ على بيروت في إشارة الى أحداث برج أبي حيدر. وقال علوش إنّ الطرفين المتنازعين قريبان من سوريا ولقد تمّ البحث في كيفية تفادي حدوث هذه الأمور مجدداً.
وتعليقاً على الكلام الذي نسمعه بعد أحداث بيروت والذي يستهدف الرئيس الحريري دون تسميته قال علوش: رضي القتيل ولم يرضَ القاتل. المصيبة هي أنّ حزب الله بدل أن يعتذر عما اقترفه من جرائم بحقّ أهالي بيروت من خلال الترويع وتهجير الناس واستخدام سياراتهم وأملاكهم كمتاريس وحرق المساجد، الى ما هناك من وسائل مليشياوية سمعنا بها وعرفناها على مدى الحرب الأهلية، يقوم باتهام من حاول المرور بشوارع بيروت لبلسمة الجراح والتخفيف من الآم الناس! ومن يؤجج الصراع الطائفي هو من ينشر أسلحته بين النس ويروّع المدنيين ويستقوي بسلاحه على الناس. أمّا الحريري فهو يحاول أن يخفف من مصابهم.
ورداً على الكلام الذي يقول إنّ الحريري لم يتفقّد الضاحية والجنوب بعد حرب تموز قال علوش: في ذلك الوقت لم يكن الحريري رئيساً للوزراء وقد قام بواجبه في ذلك الوقت في هذا الخصوص. وما حدث في تلك الفترة هو أنّ حزب الله يتخذ هذه المناطق له ويعتبرها أملاكاً خاصة له. ولفت الى أنّه كان هناك أيضاً حملة تخوين واضحة من قبل هؤلاء تجاهنا وتجاه كل قوى 14 آذار وهذا ما أدّى الى عدم القدرة على التواصل معهم في هذا الخصوص
وتعليقاً على اجتماع اللجنة الوزارية الثلاثية وحول ما إذا كانت ستقوم بدور يتعلق بموضوع الأمن في بيروت قال: ردة فعل حزب الله كانت واضحة بالنسبة للموضوع نزع السلاح من بيروت ومن المسلحين. ولفت الى أن هذه المسألة بالنسبة الى حزب الله هي جزء من استراتيجيته وهي الإنتشار بين الناس وبين المدن وهي تتعلق بالسياسة. وبما أن حزب الله يعتبر أن كل ما يقوم به مقدس ومرتبط بالمقاومة فإن كل الحلول المطروحة تصطدم بحائط إعتبار هذا السلاح لن يخرج من أي مكان موجود فيه على الأرض اللبنانية. وتابع علوش هذه اللجنة سوف تجتمع وتتخذ قرارات قد تكون في بعض منها جريئة وقوية ولكن التنفيذ سوف يكون مختلفاً على الأرض. أضاف علينا أن ننتظر لنرى ماذا ستكون هذه القرارات وما إمكانية أن تمر في مجلس الوزراء، وأعتقد إذا ما كانت تتعلق بنزع السلاح من بيروت فسيكون هناك صعوبة كبرى بتمريرها في مجلس الوزراء.
وأكد علوش أن وجود سلاح حزب الله في المدن وبعيداً عن الجبهات يعزز القول إن المشروع السياسي الآخر هو السيطرة والهيمنة على البلد وهذا ما يسعى إليه، لافتاً الى أن البيان التأسيسي لحزب الله يدعوا الى وضع البلد تحت سيطرته بالكامل . لذلك فإن القضية لا تتعلق بمسألة سحب السلاح أو غيره بل تتعلق بقضية الوجود والإستمرار والقدرة على السيطرة على الأرض وعلى الناس وقت ما يريد.
وتعليقاً على وعد الرئيس الحريري للبيارتة بأنه ستكون هناك إجراءات حاسمة، قال علوش: على الرئيس الحريري أن يجتهد ويحاول حماية الناس والناس يعلمون أنه يناضل ويضع نفسه على المحك، ولكن عملياً القضية لا تتعلق فقط بالرغبات ولكن بالقدرة على التنفيذ، لننتظر ونرى.
وحول مسألة أين كان تيار المستقبل خلال أحداث أبي حيدر قال علوش: بالنسبة لتيار المستقبل مسألة اللجوء الى السلاح هي محسومة وكان القرار واضحاً بالتخلي بشكل كامل حتى عن مسألة الحراسة والدفاع الذاتي بعد 7أيار. عملياً القضية الأساسية هي أننا نعتمد فقط على مرجعية واحدة وهي مرجعية الدولة. إن الطريقة الوحيدة لحماية الناس هي الإلتزام بالسلاح الرسمي لأن إنتشار الميليشيات تحت أي مسمى لن يؤدي إلا الى الدمار.
الناس محبطة من بقاء الجيش في دور المتفرّج
وتعليقاً على رد قائد الجيش العماد قهوجي وتحذيره من النفخ في الناس المذهبية وقوله إن الجيش أخمد الفتنة أشار علوش الى وجود أصوات متصاعدة بأن الناس التي تدفع من ضرائبها وتضع كل آمالها وثقتها بالقوى الأمنية اللبنانية وبالأخص الجيش اللبناني أصبح محبطة من عملية التفرج، وعملية دور المصلح الذي تأخذه هذه القوى الأمنية خاصةً عندما يتعلق الأمر بمشاركة حزب الله في عملية ما في بيروت أو في خارجها.
القضية الاساسية أنه لا يمكن أن تستمر القوى الأمنية في دورها بل عليها أن تردع وأن تقوم بحملات حقيقية لإعتقال المتسببين الذين يظهرون بوضوح على شاشة التلفزيون، وليس الإكتفاء بالقبض على بعض المتسببين بهذه الإشتباكات. ولا يمكن للجيش أن يتدخل إلا بقرار سياسي، ولذلك على هذه اللجنة عندما تجتمع أن تضع كيفية ان يقوم الجيش بالرد مباشرة على الإعتداءات التي يقوم بها على المواطنين، وليس ترك الأمور لتنتهي دون أي تدخل..