بيروت- “الشفاف”- خاص
في مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم الأربعاء، قال الوزير الياس المر:
أنا لا أعرف العميل غسان الجد وهو كان برتبة لواء في فترة لم أكن فيها أنا ولم يكن الرئيس ميشال سليمان قائدا للجيش”.
وأضاف:
“وفي عام 1991 عندما تولى ميشال المر وزارة الدفاع كان الجد نائبا لرئيس الأركان وهو طرده من وظيفته لأنه كان فاشلا ولم يكن أحد يعرف أنه عميل”!!
وما لم يقله الوزير المر حرصا على سمعة المؤسسة العسكرية، وهو محق وينطلق من إحساس بالمسؤولية الوطنية في مواضيع حساسة مثل قضية العملاء خصوصا العسكريين من بينهم، هو ما حاول الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التستر عليه بشأن دور العميل الجد. وهو ما حاول الصحافي الموقوقف حسن عليق التعمية عليه وحرف الوقائع بما يتعلق بالعميل الجد ايضا وإلباس آل المر عملية تهريبه.
ما خفي في قضية الجد هو علاقته بالعماد عون الى حد أن احد المراقبين عمد الى تشبيه وضع العميل الجد بالعميل الموقوف القيادي في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم.
فالجد كان قائدا للواء التاسع ونائبا لرئيس الاركان في الجيش اللبناني وعلى علاقة وطيدة بكل من الرئيس السابق اميل لحود وقائد الجيش العماد عون.
اللواء التاسع بقيادة الجد كان منتشرا على خطوط التماس بين شطري العاصمة، وهو سمح لايلي حبيقة باختراق المنطقة الشرقية عبر محور السوديكو وأمّـن وصول قواته الى ساحة ساسين في 16 ايلول 1986.
يومها كانت الصلة متينة بين حبيقة والجنرال عون، لان العماد عون هو الذي ساعد حبيقة للخروج من المنطقة الشرقية بعد ان حاصره سمير جعجع وأسقط الاتفاق الثلاثي.
وفي سياق متصل، استمر التنسيق بين عون والقوات اللبنانية حتى اذار ،1985 يوم قام السيد ايلي حبيقة والسيد سمير جعجع بانتفاضتهما. بردت العلاقة بسبب العقلية الجديدة التي تحكمت بالقوات اللبنانية. وبدأ تنسيق جديد مع العقيد سيمون قسيس مندوبا من قبل رئيس الجمهورية، واثمر عن تعاون ضد ايلي حبيقة لما وافق على الاتفاق الثلاثي، وعن افراز عدد من الضباط لتدريب عناصر “القوات اللبنانية ” بموافقة رئيس الجمهورية الشيخ امين الجميل.
في 28 ايلول 1986 ,قُطعت العلاقة بصورة نهائية اثر مقتل العقيد خليل كنعان قائد اللواء الخامس – رفيق وصديق الجنرال – على يد “القوات اللبنانية. حاول الكثيرون اصلاح الوضع بمن فيهم رئيس الجمهورية الذي هيأ عدة مناسبات، ولكن الجنرال رفض كل المحاولات. وبدأ عون يعد العدة للتخلص من سمير جعجع لكي يسهل له استلام المنطقة الشرقية ليفاوض بقوة قبل الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا السياق تتساءل الاوساط اللبنانية المطلعة بشأن ما إذا كان العميل الجد هو “الخائن الثاني” لنظير السيد “المسيح” على الأرض، أي العماد ميشال عون. وهذا ما يدفع للتساؤل عن الخائن الثالث ومن يكون!
ماذا قال وزير الدفاع الياس المرّ في مؤتمره الصحفي اليوم ردّاً على تسريبات حزب الله و”الأخبار” التي اتهمته بتهريب غسّان الجد؟
نفى وزير الدفاع اللبناني الياس المر ما ذكرته صحيفة الاخبار القريبة من حزب الله من أنه طلب التريّث بتوقيف العميل غسان الجد ما ادى الى فراره الى فرنسا قبل توقيفه.
وقال الوزير المر “طفح الكيل، وبلغ الحد بأحد الصحف التي نحترمها، ونحترم صاحبها، وناشرها صديق لنا، (صحيفة الاخبار) وصل الأمر بأن صحافياً هو (حسن عليق) تناول بمقال له قائد الجيش اللبناني وأنا شخصياً”، موضحا أن “الصحافي زعم بأن قائد الجيش بلغَّني بأن العميد المتقاعد غسان الجد عميل فقلت له: تريث”.
وكذَّب الوزير المر كلام الصحافي، قائلاً: “أولاً كنا لوحدنا. ثانياً مديرية المخابرات عملت على متابعة العميد المتقاعد وعملت على تدقيق المعلومات كي لا يتم توقيف الشخص وهو بريء. وعند التأكد توجهت المخابرات لايقافه فكان قد هرب”، ورأى المر أن هذا “الكلام بلا طعمة” ويوجد “مناخاً سيئاً في البلد، من الناحية الاقتصادية ومن الناحية السياحية وهو يضر بسرية التحقيقات حول العملاء”.
وأكمل الوزير المر موضحاً “أنا لا أعرف العميل غسان الجد وهو كان برتبة لواء في فترة لم أكن فيها أنا ولم يكن الرئيس ميشال سليمان قائدا للجيش.
وفي عام 1991 عندما تولى ميشال المر وزارة الدفاع كان الجد نائبا لرئيس الأركان وهو طرده من وظيفته لأنه كان فاشلا ولم يكن أحد يعرف أنه عميل”.
واستطرد الوزير المر قائلا “أنا لست رجل مخابراتي ومديرية المخابرات تخبرني باعتقال أحد بعد الانتهاء من عملها. وقد أبلغني قائد الجيش أنه هرب بينما الصحيفة كتبت العكس تماماً، مشيرا الى ان الصحفي بدأ بمقاله قائلا انه يكمل ما لم يقله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي، ومضيفا “أخدنا في المجلس العسكري اليوم إجراءات قانونية لتبيان الحقيقة والعميل الأول لـ”إسرائيل” هو الذي كتب هذا المقال وأريد أن أعرف لماذا كتب هذا المقال ومن دفعه وكل هذا الشيء سنتعاطى به تحت سقف القانون وتقدمت بشكوى لمدعي عام التمييز”.
ولفت الوزير المر إلى أننا “لا نريد توقيف أي صحفي ووظيفتنا ليست التعدي على الإعلام ولكن من حق المؤسسة العسكرية أن تعرف من وراء هذا الجاسوس الذي يرمي معلومات خاطئة كهذه عن لسان قائد الجيش”، معتبرا ان “هذه المقالات هدفها تشويه صورة المؤسسة العسكرية”، واستعاد الوزير المر بعض الحوادث التي مرّت في السنوات الخمس الماضية فقال “أنا فُجرت في 12 تموز 2005 ولم أتاجر بدمي ولم أقم بأي احتفالات، وفي 12 تموز 2010 كنت في المستشفى أنتشل أشياء وزجاجاً ما زالت في معدتي في وقت كان بعض الأشخاص يتسلون بالمقالات، ولا أنوي أن أتاجر بدمي ولكن فليسمحوا لنا المقتول لا يمكن أن يصبح قاتلا”.
وأكمل الوزير المر شاجباً سلوك بعض الصحافيين، “فأرواح الناس ليست رسم قلم وحبر لنتسلى بها، السيد حسن نصرالله قدم معلومات في مؤتمره الصحفي في فترة ساعتين والتحقيق الدولي مستمر منذ 5 سنوات فلتوظف هذه المعلومات لمصلحة البلد، ولا يجوز التلاعب بمشاعر الناس والناس التي ماتت لها أهل وأخوة وأولاد وأطفال، فليموتوا مرتاحين ومن عاش فليعيشوا مرتاحين ولكن الأهم هي المؤسسة العسكرية”. وتوجه المر الى وسائل الإعلام قائلا ان أي قلم سيتعرض لضابط بالجيش بحرف أو بإسم بمعلومات غير صحيحة سيتم توقيفه ويُحقق معه لنعرف من ورائه، وللمحافظة على كرامة العسكريين وشرفهم وهؤلاء لديهم عائلات، هل يقبل من يكتب هذه الأمور أن يقرأ أولاده عنه بهذه الطريقة”، واضاف ان “مؤسسة الجيش أطلقت النار على “إسرائيل” وبأمر قائدها ورئيس الجمهورية قال من الجنوب لا نريد مساعدات إذا كانت مشروطة وما تلقيناه الى الآن من مساعدات لم تكن مشروطة ولكن إذا أصبحت مشروطة فلا نريدها”.
وسأل الوزير المر “إذا كان هناك أي خرق لأي ضابط بالمؤسسة العسكرية فلماذا لا يكون هناك خرق بجريدة او تلفزيون، وإذا ضابط اخترق الجيش ألا يُعقل أن يخترق صحفي صحيفة”، واضاف “يجب أن نكون مسؤولين عن كل كلمة نكتبها لأن البلد في مواجهة مع “إسرائيل” عمرها سنوات وما زال بمواجهتها، وهي تخترق أرضنا كل يوم ونحن في مواجهة مفتوحة معها فدعونا نعمل، منذ كنت وزير دفاع إلى اليوم أوقفت المؤسسة العسكرية مئات الجواسيس وهذا كله لا يرونه بل يضعون أسم ضابط شريف بإسمه وأول حرف من اسم عائلته ووصلت بهم الى تحوير كلام قائد الجيش ومصداقية قيادة الجيش”.
واعتبر الوزير المر أنه لا يتكلم اليوم بإسمه “فأنا جمعت المجلس العسكري وأخذت رأيهم بكل التفاصيل واليوم أتكلم بإسمي وبإسم وزارة الدفاع وقيادة الجيش والمجلس العسكري مجتمعا هذا لن نقبل به بعد الآن ولا أحد يلوم الجيش عندما يوقف أي شخص يكتب بهذه الطريقة مجددا”.
ويبقى السؤال: “الخائن” العوني الثالث، من هو؟ !
إقرأ أيضاً:
لماذا قال عون أن 3 خانوا المسيح؟: “التيار” اوقف ورشته التنظيمية وبدأ تنقية “البيئة”!