“الشفّاف”- بيروت، خاص
انتهت زيارة البطريرك صفير الرعائية الى مدينة زحلة بسلام عائداً على متن مروحية الى الصرح البطريركي في بكركي.
وقبل مغادرته، زار صفير مقام تمثال سيدة زحلة والبقاع حيث استقبله راعي ابرشية زحلة للروم الكاثوليك المطران “أندريه حداد” والى جانبه أساقفة المدينة حيث دخل الى كنيسة المقام مؤدياً صلاة الشكر. وألقى المطران حداد كلمة باسم الأساقفة شكر فيها البطريرك صفير على زيارته التاريخية لمدينة زحلة.
وفي حين قدم أعضاء كتلة “نواب زحلة” درع المدينة الى البطريرك صفير، قام صفير بزيارة قصيرة الى منزل الرئيس الراحل الياس الهراوي، شاكراً لعائلته الحفاوة التي بذلوها خلال الزيارة.
معلومات من البقاع اللبناني اكدث لـ”الشفاف” ان العبوة التي انفجرت في المدينة الصناعية في زحلة لم تكن انفجار “قارورة كاربير” كما اعلن لاحقاً، بل هي عبوة كانت قيد الاعداد انفجرت بمُعدّيها.
ليسوا من التيّار السَلَفي
واضافت المعلومات ان الذين انفجرت بهم العبوة ليسوا من التيار السلفي، مع ان شقيق احدهم قتل منذ حوالي السنة في مداهمات للجيش اللبناني في مجدل عنجر. ولم تستطع الجهات الامنية الجزم بالانتماء السياسي للجماعة التي كانت تعمل على إعداد عبوة ناسفة ربما كانت تستهدف البطريرك صفير او موكبه، او تعكيرَ صفو الامن للتشويش على الزيارة وانهاء مفاعيلها على جميع المستويات.
وفي معزل عن “مقاطعة” الترحيب بالبطريرك صفير في زحله التي اشترك فيها الصديقان اللدودان النائب السابق ايلي سكاف وتيار عون، فإن العبوة يبدو انها حققت اهدافها في مدينة زحلة حيث اقتصرت الحشود الشعبية المرحبة بالبطريرك صفير على انصار القوات اللبنانية وحزب الكتائب ورسميين، في حين ان القرى التي مرّ بها موكب البطريرك عبّرت بكثافة شعبية عن ترحيبها بالزائر وصحبه.
في زحلة إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كاتدرائية مار مارون في كسارة في مدينة زحلة، حيث ألقى عظةً قال فيها: “نحن سعداء أن نجتمع معكم في هذه الكنيسة التي قامت بجهود الرئيس الراحل الياس الهراوي الذي بذل جهودًا لبنائها وجمَع لذلك الأموال من أصدقائه على إختلاف إنتماءاتهم الدينية”، داعياً للجميع “بالوحدة والمصالحة ورصّ الصفوف والمصارحة إذا كان الأمر يستدعي مصالحة في هذه المنطقة حيث لكلّ من أبناء الطوائف وجوده الهادف وسعيه للخير”.
وأضاف البطريرك صفير في عظته: “لقد تجمّع في هذه الرقعة عددٌ من اللبنانيين وقد أصابهم من تهجير قسري في أيام الإضطراب، لكن العقل تمكّن من التغلب على النزعة الفردية وسادت روح المحبة والتسامح والخير، ونسأل الله أن تستمر هذه الروح”، مشيرًا إلى أن “الإنجيل المقدّس يتحدث عن يوم اقتراب ملكوت الله وهو يوم لا بد منه لكل بشر، ويجب ان نكون مستعدين له، وكما يقول السيد المسيح: إسهروا وصلّوا لأنّكم لا تعلمون في اي يوم يجيء ربكم”.
وختم البطريرك صفير بالقول: “إذا كان مصير كل حيّ معروفاً، وهو المثول بين يدي الله، مهما طالت أيامنا في الدنيا، فإنّ التعامي عن هذه الحقيقة وتجاهلها إنما هو ضلال كبير، ولو كنا نرى جميع الأمور على ما هي أمور الله والإنجيل لما كان هناك خلاف ولا نزاعات بين الناس، وخصوصًا بين المسيحيين الذين يعرفون أن دينهم هو دين السماح والمحبة، على ما قال السيد المسيح أعطيكم وصية جديدة أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم، وهذه الوصية ستبقى جديدة لأن الناس غالبًا ما يتجاهلونها”، مهنئًا أهل زحلة على “ما يسود بينكم من تفاهم ومودة، وهذا من شأنه أن يجعل حياتكم هنيئة وسعيدة”.