وطنية – 16/6/2010 أكد رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع خلال مؤتمر صحافي عقده في فندق “نابوليون” في فرنسا بدعوة من نادي الصحافة العربية في باريس أنه “لا يمكن لأي استقرار أن يقوم في الشرق الأوسط إلا بقيام دولة فلسطينية. هناك أصوات تطالب عن وعي قبل “أسطول الحرية” وبعده بسحب مبادرة السلام العربية عن الطاولة، وأصوات تنادي عن لا وعي”، متسائلا: “ماذا بعد سحب المبادرة العربية؟. إذ أن سحبها يعتبر خدمة مهمة للحكومة الاسرائيلية لمزيد من التعنت وتكريس الأمر الواقع الاسرائيلي إلى أجل غير مسمى”.
وقال: “على من يريد هذا الأمر أن يكون جاهزا بجيوشه وعتاده لحرب ضد اسرائيل لإزالتها وتحرير الأرض، وهذا أمر غير واقعي بالنسبة إلى الدول العربية في هذا الوقت. هناك الكثير من الاحترام للشعب الفلسطيني وهو يقرر في الأمور الفلسطينية، ولكن كسمير جعجع، فإني مواطن لبناني له كامل الحق في قول رأي أو صوغ تصور لرؤية فلسطينية معينة لحل قضية هذا الشعب المعذب، ولا يمكن إيجاد حل جذري لهذا الأمر حاليا. نحن لا ندخل في القضية الفلسطينية، ولا علاقة لنا بالأمر، ولكن يمكن القول إنه طالما ليس هناك من اتفاق فلسطيني- فلسطيني عبثا يتعب البناؤون”.
أضاف: “منذ صدور القرار 1929 حين بدأت المواجهة الدولية بين المجتمع الدولي وإيران إلى الآن المواجهة ما زالت باردة، ولكن لا أحد يمكن أن يقدر التطورات. نتمنى حل هذه المسألة سلميا، ولكن إذا لم نجد حلا نتمنى أن تبقى المواجهة باردة، ولكن برأيي الشخصي الأمور تذهب نحو تصعيد. لذا، يجب أن نكون حاضرين وأن نقوم ببعض الخطوات تحسبا: – تجسيد الوحدة الوطنية وترجمتها بالالتفاف حول مؤسسات الدولة، والمثل هو في السنوات الاخيرة. – القرار الوطني إذا كان تكتيكيا أو استراتيجيا يجب أن يكون في يد الحكومة، وإذا كان صعبا حل قضية حزب الله”.
وتابع: “المهم أن يكون قرار هذا السلام داخل الحكومة. فأين هي المشكلة أن يكون قرار السلام داخل الدولة اللبنانية، فهذا الأمر يحمي لبنان بنسبة 50 أو 60 في المئة، وفي حصار غزة نحن لا نقوم أخلاقيا الأمر، إنما يجب رؤيته من منظار سياسي، وهذه الأزمة إنسانية، ولكن لا يمكن رفع الحصار طالما ليس هناك من توافق فلسطيني – فلسطيني”.
وردا على أسئلة الصحافيين، أكد جعجع “إمكان ذهاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان باتجاه سياسة المحاور”، وقال: “على المستوى الشخصي هناك مودة تامة مع الرئيس سليمان، لكن هناك بعض الامور التي لا يمكن فهمها بالشكل في ما يتعلق ببعض المواقف”.
وردا على سؤال آخر، قال جعجع: “إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طرح على الرئيس سليمان المفاوضات السورية – الاسرائيلية أو اللبنانية – الاسرائيلية، والآن ذهب الرئيس ساركوزي ليعمل على العلاقات السورية – الاسرائيلية، ولكن هذا لا يعني أن الامر يتم على حساب لبنان”. وعن الحملة المنظمة عليه في لبنان، قال جعجع: “إن الشعب السوري شعب صديق، والشعب الايراني علاقتنا به جيدة، ولكن لا يمكن أن نشيد بالطروح والمشروع السياسي الايراني الذي لا يتماشى مع مصلحة لبنان. اذا، انا معزول عن الحلف السوري – الايراني، ولكن موجود في أمكنة أخرى خارج هذا الحلف”.
وعن وضع الفلسطينيين في لبنان، قال جعجع: “نتمنى تحسين وضع الفلسطينيين في المخيمات، ولسنا ضد هذا الامر، لكن يجب أن نرسم حدود هذا الامر وإطاره لنصل الى حل لا يدخلنا في مشاكل في المستقبل. إن الاصطفاف حصل في مجلس النواب، ولكنه ليس بين المسلمين والمسيحيين. وإن مسيحيي 14 ذار اتخذوا مواقفهم بالتنسيق مع حلفائهم من الطوائف الاخرى. ونحن مع الفلسطينيين، ولكن ليس لتسهيل التوطين”.
وعن امكان تعديل الاتفاقات الموقعة مع سوريا، قال جعجع: “هناك أمل للبنان بتعديل هذه الاتفاقات. وبما أن رئيس الحكومة سعد الحريري هو المشرف على هذا الملف فلا خوف لدي. وإذا كان هناك من تبادل لمعلومات أمنية يجب ان يكون من الطرفين، وكيف يمكن ان ننسق معهم وهناك معسكرات وجزر امنية فلسطينية خارج المخيمات، فهذا أمر لا يمكن القبول به”.
وعن رؤيته للانشطة الايرانية في الاعمار في لبنان، قال: “لا تفاصيل لدي فهم يشقون طرقات في الجنوب، وليست لدي معلومات رسمية، ولكن ما يلفت ان انشطتهم لا تصل من خلال الدولة اللبنانية”.
وعن بروز العلم الايراني بكثافة جنوبا خلال احياء “حزب الله” للذكرى العاشرة للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، قال جعجع: “ليس لدينا أي مشكلة إذا كان هذا الامر ضمن نطاق محدود”.
وبالنسبة إلى إمكان سير “حزب الله” بجانب إيران في حرب مقبلة، قال: “علينا كرؤساء احزاب واجب اخلاقي قبل الوطني، بأن نطرح علامات استفهام عن هذا الموضوع لحماية اللبنانيين. ولذلك اطرح وضع سلاح “حزب الله” وقراره عند الحكومة، واين المشكلة في ذلك، بل هناك فوائد منه”.
وردا على سؤال، قال: “على الموارنة ان يلتفوا حول الدولة، وهذا اهم من التفافهم حول بعضهم”.
وعما اذا كان سأل الرئيس المصري حسني مبارك عن سبب “الحصار المصري” على غزة، اوضح “ان معبر رفح معبر دولي تشرف عليه لجنة من اطراف، فهناك الطرف المصري وهناك الجانب في غزة، كما تشرف عليه الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية”، لافتا إلى أن “مصر تتقيد بالاتفاق الدولي مع اللجنة الرباعية التي تتخذ قرار فتح هذا المعبر”، مؤكدا انه “يجب محاورة المصريين لفتح المعبر من الجانب المصري، وليس بالقنص والهجمات”، مشددا على “ان مصر لديها حل، وعلى الجميع ان يسمع رأيها، للوصول إلى نتيجة فعلية”.
ولفت الى انه “لم يتم التطرق إلى موضوع المحكمة الدولية، ومن خلال القيمين على المحكمة ومجلس الامن يبدو أن الامور تسير بشكل طبيعي والقرار الظني سيصدر قبل نهاية السنة”.
الشعب موجود و14 آذار ما تزال موجودة
اما بالنسبة لامكان طمس مفاعيل المحكمة الدولية، اشار جعجع الى انه “بخلاف هذه النظرة فليس لدى احد أي نية للعب بمصير المحكمة اذ انها تابعة للامم المتحدة وعليها ان تكمل بكل موضوعية ولا يمكن ان تتأثر بظروف آنية”. وقال: “انا لا اشعر ان اي شيء يعرقل عمل المحكمة رغم التغيرات اليومية”.
وعن المصالحة بين الموارنة، اعتبر ان “بين الموارنة هناك وجهات نظر متعددة وهذا امر طبيعي، ولكن غير الطبيعي ان يستمر البعض في العيش في مرحلة ما قبل الطائف وهذا امر مؤسف”.
اما في ما يتعلق بوضع 14 آذار بعد المستجدات، فأكد جعجع ان “الشعب موجود رغم تغيير بعض القيادات و14 ما زالت موجودة وهي تعبر عند كل استحقاق عن هذا الامر”، ولفت الى ان “8 آذار لا تتمكن من تغيير حكومة سعد الحريري لان الاكثرية لا تزال موجودة رغم بعض التغييرات”.
وعما اذا كان رد “حزب الله” على اثارة ملف سلاحه سيكون باتجاه المناطق المسيحية، قال: “مبدئيا لنا الحرية في طرح ما نريد وسنطرح هذا الامر وسنتابع به، نحن نطرح موضوع اي سلاح خارج الشرعية وليس سلاح “حزب الله” فقط، واول امر يمكن ان نفعله هو وضع السلاح والقرار عند الحكومة ولا يمكن ترهيب الاخرين عند كل طرح بـ7 أيار فهذا امر مرفوض، وانا اعول على حكمة المسؤولين لدى “حزب الله” للذهاب بهذا الاتجاه، واعتقد ان الوضع لا يسمح بفتح جبهات في الداخل”.
واذا كانت العقوبات على ايران وتصويت الحكومة اللبنانية المتساوي يوقف التدخل السوري في لبنان، اعتبر جعجع ان “امكانات التدخل تصبح اقل ولكن عندما يكون اي مجال لا يتأخر السوريون بالتدخل ومثال على ذلك قضية المؤسسة اللبنانية للارسال ولكن هناك مناعة اكبر لدى المؤسسات اليوم”.
واشار جعجع ردا على سؤال الى انه لم يتابع “حيثيات موضوع دعوى انطوان الصحناوي على محطة OTV”.
وعما اذا كان مستعدا ان يرسل قوافل على متنها “قواتيون” الى غزة، قال: “كلا لان التحرك يجب ان يكون مدروسا ويجب فهم الجهة التي تقف وراء التحرك، فمن الناحية الميدانية ليس هناك مشكلة ولكن لا اعتقد ان هذه الخطوة هي الحل وقد كانت خطوة تركيا جيدة فلنتركها تأخذ مجراها وتعطي ثمارها”.
وتعليقا على كلام النائب وليد جنبلاط ان “مجزرة اهدن كانت تأديبا لكل طرف يرفض المشروع الاسرائيلي”، قال جعجع: “ليست هذه الوقائع الحقيقية فالمعطيات مختلفة وليس كما يرويها جنبلاط”.
وعن اعادة تنظيم حزب “القوات اللبنانية”، اكد انه “في 16 تموز تنتهي اول مرحلة تنظيمية وهي تتضمن الملاحظات على القانون الداخلي لـ”القوات”. وبعد شهرين او ثلاثة تدرس هذه الملاحظات بعدها سيكون للحزب وثيقة تطرح على الهيئة العامة الحالية وعندها سيفتح باب الانتساب ويبت بالطلبات. ثم تليها انتخابات وهيئة عامة وبعدها تسير الامور بشكل متتالي”. واشار الى ان “اهم امر هو انتخاب القيادة من القاعدة القواتية”.
وردا على سؤال عن تعرض حلفائه للضغوط كي يتعرض هو للعزل، قال: “الضغوط مستمرة والجميع يعلم هذا الامر ولكن نحن لا نخافه”. واعطى مثالا على هذا الامر، قائلا: “في حادثة ضهر العين، اهل الضحيتين قالوا انهم لا يريدون تسييس الجريمة، القصة شخصية فلماذا تسييسها، وحاولنا الضغط لتسليم القاتل”.
اما في ملف المبعدين عن لبنان قسرا، فقال: “نحن نسعى لهذا الامر من خلال المؤسسات الشرعية والدستورية، نحن ضد العمالة ولكن ليس كل الناس عملاء”.
وردا على سؤال قال: “ليس لدي اي قلق من الموقف الفرنسي تجاه لبنان في الوقت الراهن، وسيبقى لبنان اولا في السياسة الفرنسية”.
وكان جعجع استهل المؤتمر بالتعبير عن شعوره بالغبطة لوجوده في فرنسا، مؤكدا ان “زيارة مصر زيارة رسمية وهو في فرنسا في زيارة شخصية”.
ولفت الى ان “البعض تناسى مصر وموقعها المهم وحرب 73 وجمال عبد الناصر وحسني مبارك”. وقال: “لست بموقع الدفاع عن مصر ولكن لا يمكن تزوير التاريخ والجغرافيا لأن مصر استقبلت سمير جعجع. مصر لها موقعها الطبيعي المهم في العالم العربي”.
واعتبر جعجع ان “هذه نظرة مصر لسيادة لبنان نظرة حقيقية وليست لمصالح آنية”. وقال: “ان زيارة فرنسا هي زيارة شخصية لكن كوشنير اصر على مروري به وتم الاستقبال بطريقة جيدة جدا”.
وقال: “ان فرنسا هي فرنسا لبنان اولا، وعلاقاتها مع الجميع ولكن في نهاية الامر يبقى لبنان بالنسبة لها لبنان اولا رغم تغيير العهود. انه مفهوم مجتمعي في فرنسا وقد لمست عمل الفرنسيين لمصلحة لبنان دائما”.
اما عن استنتاجاته بعد زيارة مصر وفرنسا، فلفت جعجع الى انه “على مستوى لبنان فالبعض يطرح نظرية لبنان قوته في ضعفه”، وقال: “قوة لبنان هي في المجموعة الدولية. فكل الاسلحة وحتى النووية لا يمكن ان تفيد او تعطي اي ثقل سياسي كما كوريا الشمالية لديها الاسلحة ولكن مرفوضة ومعزولة في المجموعة الدولية عند اجراء الحسابات السياسية ويجب الاخذ في الاعتبار المجموعة الدولية، ولا يمكن ان يكون لبنان الا بقوته الذاتية المنضوية تحت سلطة الدولة لان هذه السلطة هي المغطاة في المجموعة الدولية. اما اذا وجد السلاح في يد غير الدولة ولا غطاء من المجموعة الدولية اذ يصبح السلاح عبئا. كذلك، فإن قوة لبنان في التفاف الشعب اللبناني حول بعضه البعض وحول مؤسسات الدولة ولا يمكن الالتفاف حول حزب سياسي المهم الالتفاف حول مشروع الدولة، الدولة اللبنانية والمعادلة الاساسية هي ان تكون الدولة هي الاساس”.
واكد جعجع “ضرورة معالجة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، اما داخل المخيمات فيمكن أن يعالج لاحقا مع السلطة الفلسطينية”، وسأل: “جماعة الناعمة ماذا يفعلون؟ فبحسب القرار 1701 لا يمكن أن يستعملوا سلاحهم. اذا ما جدوى هذا السلاح؟”.
واكد ان “قوة لبنان، لمن يريده ان يكون قويا، لا يمكن ان تكون بالجزر الامنية خارج سلطة الدولة”، مشددا على ان “ترسيم الحدود امر اساسي”.
سمير جعجع: أين المشكلة أن يكون قرار السلام داخل الدولة اللبنانية؟
نتمنى من الاعلام العربي والصحف العربية ان تتحدث ولو ليوم واحد كل اسبوع عن علم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وعن الطغيان والطغاة وقوانيين الطوارىء والمافيات المخابراتية والميليشيات الطائفية النتنة باسم المقاومة اوالممانعة اوال البيت اوالمهدي التي اذلت شعوب المنطقة وفقرتها ونهبتا وجعلتها لقمة صائغة للاستعمار.