رسالة 14
عدد – 32 –
14 أياّر 2010
أوّلاًـ حولَ عناوين داخليّة رئيسيّة:
1. الجولة الخارجيّة الجديدة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري:
• غنيّ عن القول إنّ جولةً خارجيّة جديدة للرئيس الحريري ليست بالأمر المفاجئ.
• وهو كان قد قام بجولات وزيارات عدّة سابقاً، وضعها جميعاً تحت عنوان حماية لبنان، أي استباق أيّ حرب.
• غير أنّ ما يستوقف في الجولة الجديدة المقررّة، أنهّا ستحصل على تقاطع مع استياء سوريّ – وحزب اللهي بطبيعة الحال – مِن حركة سياسيّة خارجيّة لبنانيّة مستقّلة.
• وهو استياء سوريّ، صامت حيناً وفاجر أحياناً.
• وإن كان العنوان الرئيسّي الآن هو زيارة الرئيس الحريري إلى الولايات المتّحدة.
• وليس بخافٍ على سوريّا – و”حزب الله” – أنّ ما يهدف الحريري إليه هو تحييد لبنان عن الحرب إذا أمكن، وذلك ليس من ضمن الإستراتيجية السوريّة والإيرانية.
• ومما لا شك فيه أنّ مجرد زيارة الحريري إلى أميركا توّتر أعصابهم إذ تؤكدّ ثبات العلاقة اللبنانيّة – الأميركيّة فيما العلاقة السوريّة – الأميركيّة غير قائمة.
• هذا مع العلم أنّ الزيارة إلى سوريّا ستلي زيارة إلى المملكة العربية السعوديّة وتسبق زيارته إلى واشنطن.
• وعلى كلّ حال تولّى البوق السوريّ وئام وهّاب اليوم الهجوم على الحريري وعلى زيارته أميركا.
• ولوّح إلى أنّ إدارة ملّف العلاقة اللبنانيّة مع سوريّا مناطة برئيس الجمهوريّة.
• مع حملة على مستشاري الحريري.
• واتهامه بأنه غير قادر على إدارة الدولة ، وبأنه لم يعد يمثّل الأكثريّة.
• وبأنّ التغيير الحكومي حتميّ قبل نهاية العام الجاري.
• مرّة أخرى، يُطرح السؤال عن الاتفاق السعوديّ – السوري بشأن لبنان وأين أصبح؟
2. في زيارة البطريرك المارونيّ نصر الله بطرس صفير إلى عكّار بعد غد الأحد:
• من وجهة نظر “رسالة 14” إن هذه الزيارة مهما كان عنوانها من جانب البطريرك، إنّما هي هامة سياسياً.
• إذ تأتي في “لحظة” انهيار عون رأس حربة العداء للكنيسة.
• وتأتي مع ما أكدّته الانتخابات البلديّة عموماً، وفي الدائرة المسيحيّة خصوصاً، من مزاج شعبيّ 14 آذاريّ عام.
• وحيث أنّ الشمال إحدى كبريات المحافظات المختلطة في لبنان.
• وحيثُ أنّ البطريرك يمرّ بطرابلس في طريقه إلى عكّار.
• فانّ الرسالة تشدّد على أهميّة أن يلقى البطريرك استقبالاً حاشداً في عكاّر .. لكن في طرابس أيضاً.
• لأنّ البطريرك رمزّ للعيش المشترك وداعية للمناصفة والشراكة المسيحيّة – الإسلاميّة.
3. في الموضوع البلديّ:
• جديدان نركز عليهما اليوم.
• الأّول أنّ المعركة في صيدا باتت محسومة، فقد وضع أسامة سعد نفسه في تحالف مع “الثنائيّة الشيعيّة” ومع منشقّين عن “الجماعة الإسلاميّة” سنياً، في مقابل اللائحة المدعومة من “المستقبل”، وفي ظلّ انشقاق علني لعبد الرحمن البزري عن سعد.
• أي أنّ سعد يخوضها بمكونات منفّرة سلفاً للبيئة الصيداويّة.
• أمّا الثاني فهو تسارع الإعلان عن لوائح منافسة للوائح توافق “حزب الله” – “أمل” في العديد من البلدات الجنوبية.
• الأمر الذي يستدعي متابعة، في إطار تحليل مستجدات الوضع الشيعيّ.
4. من واجب الرسالة أن تلفت إلى أمر مهمّ:
• في صحيفة “الأخبار” اليوم أن وزير الخارجية علي الشامي أكّد أمام السفراء العرب في بيروت أنّ “من حقّ المقاومة إدخال أي سلاح إلى لبنان من أجل استخدامه في مقاومة أيّ عدوان إسرائيلي”.
• وأضاف أن “إدخال صواريخ لا يتعارض مع القرار 1701 الذي يمنع إدخال السلاح من دون علم الحكومة”، موضحاً أنّ “الحكومة الحاليّة في البند السادس من بيانها الوزاري شرّعت حق المقاومة والشعب والجيش في تحرير الأرض وصدّ أي عدوان إسرائيليّ”، وأكّد أنّ “هذا التشريع للمقاومة ينسحب على مستلزمات صدّ العدوان وبينها الصواريخ من أيّ نوع كانت”!.
• هذا الموقف يجب ألّا يمرّ، فضلاً عن أنّه يتناقض مع موقف الحكومة ورئيسها ومع أهداف الحركة الخارجيّة للدولة اللبنانيّة.
• على قاعدة أن نفي دخول صواريخ يندرج في خانة المساعدة على عدم حصول الحرب، لكن تأييد إدخال الصواريخ يتعارض مع الـ 1701 تماماً.
• لأنّ الحكومة، حتّى في “تسوية البيان الوزاري” لم تفوّض “حزب الله” بالتسلّح من جهة ولأن القرار 1701 يمنع إدخال السلاح بدون موافقة الحكومة من جهة ثانية ولأنّ هذا القرار يتّحدث عن منطقة خالية من السلاح جنوبي الجنوب وعن ضبط المعابر لمنع تهريب الأسلحة من جهة ثالثة.
• ولأنّ الحوار حول “الإستراتيجية” لا يعطي الحق لحزب الله بعمل ما يريد إلى أن ينتهي الحوار، ولا يعطيه الحق بخرق الالتزام اللبناني الرسميّ بالقرارات الدولية.
• ولذلك، لا بدّ من أن نملك جرأة الاعتراض على “الشامي” وعلى المواقف المشابهة.
• وأن نطرحه موضوعاً داهماً في جلسة الحوار العتيدة.
• واجبنا تجنّب الحرب، لا الانسياق تحت أيّ عنوان وحجّة إليها إمّا بتضامن وطنيّ مزعوم أو بغضّ الطرف عن خروقنا للقرار 1701 من الجانب اللبناني للحدود.
رسالة 14 (عدد 31): “السفير” والحزب القومي يشوّشان على زيارة الحريري لأميركا بتحريض سوري