الأرجح أن “توقيت” تصريحات علي أكبر محتشمي بور ليس إعتباطياً. فأحاديث الإنقلاب العسكري “الحَرَسي” تزايدت في الأسابيع الأخيرة في طهران، مع أنها لم تتوقّف منذ إنتخابات يونيو 2009. الإغراء الإنقلابي يتزايد، أولاً، مع اقتراب موعد الذكرى الأولى لـ”الإنقلاب الإنتخابي” الذي فرض الخاسر أحمدي نجاد رئيساً لجمهورية إيران، وستغتنم المعارضة الفرصة لإظهار عضلاتها في شوارع المدن الإيرانية. وثانياً، مع وصول الملف النووي إلى مأزق قد يسفر عن فرض عقوبات قاسية على إيران.
و”المصباحيون”، أي جماعة “آية الله مصباح يزدي” أحد أبرز الجماعات المرشّحة للإطاحة بالمرشد علي خامنئي، أو للإنقضاض على السلطة في حال وفاته بصورة مفاجئة من مرض السرطان الذي يعاني منه. “المصباحيون”، كما يصفهم آخر الخمينيين، علي أكبر محتشمي بور، يؤمنون بنظام إستبداد إسلامي صرف، أي بنظام يضع حداً نهائياً للتناقض الصارخ (الذي أرساه الخميني نفسه) بين الطابع “الجمهوري” للنظام الإيراني وطبيعته الإستبدادية. مع مصباح يزدي لا حاجة لانتخابات شعبية. المرشد يمثّل الإرادة الإلهية، والسيادة لله وليس للشعب. “شاء الإيرانيون أم أبوا”.
“المصباحيون” إنقلابيون، ولكنهم قد لا يكونون الوحيدين الذين يحلمون بـ”الإنقلاب” في طهران الآن!
*
حذّر العضو البارز في مجموعة رجال دين إصلاحية هي “مجمّع روحانيون مُبارز”، “علي أكبر محتشمي بور” من النفوذ المتزايد لرجل الدين المتشدّد “محمد تقي مصباح يزدي” وجماعته. وقال محتشمي، وهو أحد أبرز مؤسّسي “حزب الله” اللبناني، وكان سفيراً لإيران في دمشق ووزيراً لداخلية إيران، في تصريحات لموقع “روز” المعارض، أن “جماعة المصباحية، التي كنتُ قد حذّرتُ منها منذ سنوات، لا تقف مكتوفة الأيدي. إنهم جماعة خطرة جداً وعنيفة جداً لن تظهر شفقة إزاء أحد، لا إزاء الإمام (الخميني)، ولا إزاء آية الله خامنئي. إنهم يستخدمونه كأداة للوصول إلى غاياتهم، وحينما يتحقق لهم ذلك، فإنهم سيدمّرون القائد الأعلى أيضاً”.
وأضاف محتشمي: “أنا متأكد من أن السيد “مصباح يزدي” لا يؤمن بالقائد الأعلى. والسيد “مصباح” لا يؤمن بالإمام (الخميني)، وبعد انتصار الثورة فهو لم يكن حاضراً في الحرب، أو حتى في مواقع أخرى، من أجل مساعدة الإمام الخميني. ما الذي يدفعكم للإعتقاد بأنه يؤمن بآية الله خامنئي؟”
وتمثّل هذه التصريحات ثالث تحذيرٍ يصدُر عن “علي أكبر محتشمي بور” حول نفوذ “جماعة المصباحية” في أجهزة السلطة الإيرانية. وكان قد حذّر قبل 4 أعوام، ثم قبل سنتين، من التسلّل التدريجي لـ”مصباح يزدي” وتلامذته المقرّبين إلى المراكز الحسّاسة في السلطة الإيرانية.
إن “محتشمي بور”، الذي كان مقرّباً من آية الله الخميني، يتّهم “مصباح” بالسعي إلى تجريد الجمهورية الإسلامية من جوهرها الجمهوري ومن “سيادة الشعب” فيها. ويضيف أن “جماعة المصباحية متشدّدة جداً تجاه النساء، والشبان، والطلاب، والصحفيين، والسياسيين داخل البلاد. ولكن، لم يحدث، طوال حياته، أن اتهم الإمام الخميني الشبان الإيرانيين بأنهم “زنادقة”؛ ولم يحدث أن وصف الطلاب بأنهم علمانيون، وماديون، وأنانيون”.
وكشف “محتشمي بور” أنه حذّر القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية، “آية الله خامنئي”، في مقابلة خاصة معه، من النفوذ المتزايد لـ”مصباح يزدي”. وأضاف: ” أنا ما زلت على اعتقادي بأن الخطر الذي تشكّله جماعة المصباحية على الثورة وعلى النظام الجمهوري الإسلامي أقوى من الخطر الذي تمثله جماعات وفئات أخرى. لا سمح الله، فهذه الجماعة ستعلن في يوم من الأيام الحرب رسمياً على الجمهورية الإسلامية وعلى شخص القائد الأعلى”.
ورغم معارضة العديد من الشخصيات المقرّبة من “آية الله خامنئي، وبينها “آية الله توسّلي”، و”مهدي كرّوبي”، و”موسوي-تبريزي”، و”محمد خاتمي”، ورغم المناوشات الكلامية بين “هاشمي رفسنجاني” و”مصباح يزدي” حول ترويج “يزدي” للعنف ضد الخصوم السياسيين، ورغم آراء “مصباح يزدي” الصريحة حول عدم أهمية التصويت الشعبي وحول السلطة الإلهية للقائد الأعلى، فقد نجح “مصباح يزدي” حتى الآن في اختراق السلطة الإيرانية، إلى درجة أن تلامذته ومريديه باتوا يشغلون مناصب حسّاسة وخصوصاً في “الحرس الثوري” و”الباسيج” والشرطة.
إقرأ أيضاً:
مؤسّس حزب الله علي أكبر محتشمي حذّر خامنئي من خطر إنقلاب يقوده “المصباحيون” / فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com الغلوفي الافكار ظاهرة عابرة للمكان والزمان و يشترك فيها كل النا س من الثورة الفرنسية الى الشيوعية الى الوطنية الى ما بعد الحداثة و و ايضا في مرحلة ما قبل الحداثة.عندما قامت الحركة المشروطية في ايران1905, جرت الاطاحة و اعدام الاعضاء المقربين من الامام النائين عام 1920. وعندمااراد الشاه الوقوف في وجه حزب توده(الحرب الشيوعي) اطلق الفكر الشيعي لمواجهتا بعد حركة مصدق. من بين هذه الافكار التي انطلقت كان خناك فكر “انجمن حجتية” القائم على الرجعةوالتعجيل لظهور صاحب زمانها بتحضير الارض له.وقف… قراءة المزيد ..