رسالة 14
عدد – 30 –
12 أياّر 2010
أوّلاًـ حول الوضع اللبنانيّ الداخليّ:
1. الإنتخابات البلديّة بين المرحلتيَن السابقتَين والمرحلتيَن التاليتين (في الجنوب والشمال):
• نعتبر أنّ الخلاصات التي تضمنتّها رسالتا أمس وأوّل من أمس، إنّما هي مادّة للنقاش والدراسة.
• وذلك من منطلق أنّ الإنتخابات البلديّة وجهت رسائل وأعطت مؤشّرات وعكست قلقاً معيناً في كلّ الطوائف. وبالرغم من انّ النتائج بالمعنى الانتخابي أكدت رجحان كفّة 14 آذار برأيها العام الواسع في معظم المناطق وفي كلّ الطوائف، فإنّه يستحيل عدم قراءة المعاني الإضافَية التي إقترحتها الرسالتان السابقتان.
• والهدف هو الإستدلال على المشترك بين مجموع الحراك في الطوائف والإستدلال على التحوّلات والتعرّف على العوامل كافّة.
• إذا كان لا بدّ في نهاية المطاف من صوغ خطاب وبرنامج جديدَين لـ 14آذار كـ”حركة”، يخاطبان مصالح وأولويّات معيّنة تتوحدّ في إطار حركة 14 آذار.
• على أنّنا في هذا السياق، نلفُت إلى أنّه إذا كان إستنتاجنا القائل إنّ المعارك البلديّة التي رُبحت من جانبنا هي التي خيضت في السياسة، صحيحاً، فانّ الإنتخابات في الشمال يجب أن تخاض في السياسة.
• ولا نُبالغ إذا قلنا إنّ المعركة البلديّة في مدينة البترون مثلاً، يُفترض أن تستكمل نتائج جبل لبنان وبيروت والبقاع، حسماً لواقع إنهيار عون والتيّار العونيّ، لا سيّما انّ مدينة البترون هي مسقط رأس وريث عون، صهره جبران باسيل.
• كذلك لا نبالغ إذا قلنا أنّ “السوريّ” لن يتردّد في الدفع باتجاه معارك ضمن معاقل “تيّار المستقبل”. وللانتخابات في المناطق الإسلاميّة نفس البُعد السياسيّ في المناطق المسيحيّة.
• ولا يفوتنا أن نذكّر بانّ جزّين في الجنوب منطقة “تستحق” أن تُستعاد إلى 14 آذار، والمعركة فيها سياسيّة بإمتياز في وجه التياّر العونيّ.
• وبطبيعة الحال، فإنّ المطلوب منّا، فضلاً عن دراسة ما أفرزته الإنتخابات من خلاصات، دراسة إمكانيّة إطلاق ديناميّة 14 آذاريّة متجدّدة.
2. في ما يتّصل بالوضع الحكومي:
• لا يسعُنا تجاهل واقع أنّ ثمّة تصعيداً حيال الحكومة ورئيسها، من جانب عون بالدرجة الأولى.
• و ممّا لا ريَب فيه أنّ لعون هدفاً خاصاً من الحملة على الحكومة ورئيسها، أو من مواجهة الرئيس سعد الحريري مباشرةً.
• فهو يعتقد أنّه بـ”إحيائه” الصراع المسيحيّ – السنيّ يعيد لمّ شتات تيّاره وأنصاره، وأنّه يعيد الإعتبار لـ”قضيّة مسيحيّة”.
• بعد أن فرطت كل شعاراته.
• لكنّنا عندما نقول إن لعون هدفاً خاصاً به، لا ننفي عن 8 آذار نيّة العرقلة.
• بمعنى آخر، إذا كانت الحكومة قامت تحت مظلّة سعوديّة – سوريّة، فهي تبقى ما بقيت هذه المظلة.
• وإذا كانت إطاحة الحكومة غير ممكنة إلاّ إذا اختّلت المظّلة الإقليميّة، فإن “البديل” لدى 8 آذار ليس تيسير الحكومة وعملها.
• فـ”البديل” هو العرقلة والتعطيل تحت سقف بقاء الحكومة.
• ونلفتُ إلى أنّ الحكومة ستدخل في إختبار إبتداءً من هذا الأسبوع حول مشروع الموازنة.
• ونلفتُ إلى أنّ 8 آذار يعدّ – بعد البلديّات وإعتباراً من 3 حزيران المقبل – لتحّرك “نقابيّ”.
• و”سوف” نختبر ما إذا كان ثمّة “شيء” أكبر من الهدف العوني الخاص.
• وإن كنّا – كتقدير أوّلي – وفي الظروف الإقليميّة حول لبنان وفي ظلّ خطر الحرب، لا نرجّح أن يكون نسف قاعدة إرتكاز “حكومة الوحدة الوطنيّة” هدفاً مباشراً – وفورياً – لـ”8 آذار”.
ثانياً ـ حول عدد من التطوّرات الإقليمية:
1. التوتّرات المتصاعدة:
• تصريحات الرئيس الروسيّ ديميتري ميدفيديف من دمشق أمس بمثابة دقّ لناقوس الخطر.
• إذ أعلن أنّ الوضع في المنطقة يزداد سوءاً وأن التوترات تهدد بكارثة جديدة.
• والتقى خالد مشعل وطالبه بإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
• في وقت كان معروفاً قبل توجهه إلى سوريا أن إسرائيل حمّلته تحذيراً إلى القيادة السورية.
• الأمر الذي عكسته تصريحات إسرائيلية نشرتها الصحف اليوم وتنطوي على تهديد بحرب إسرائيلية ـ سورية، تحت عنوان أنّ إيران تدفع سوريا إلى مثل هذه الحرب.
• ما يحمل على الاعتقاد أن زيارة ميدفيديف كانت تحذيرية لسوريا بأن انتبهي.
• وتوجّهه بعد سوريا إلى تركيا، للتنسيق على ما يبدو في “الخطّ الوسط”.
• على أنّ اللافت اليوم ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية التي كتبت أن الوضع في الجنوب اللبناني يُنذر بحرب وشيكة، مشيرة إلى أن الحدود أخطر حدود في العالم.
• وبالتزامن كتبت “هآرتس” الإسرائيلية إنّ السخونة متزايدة على الحدود مع لبنان، وعددت 3 أسباب: التصعيد بين إسرائيل وإيران، محاولة “حزب الله” الانتقام لعماد مغنية، هجوم إسرائيلي على قافلة أسلحة من سوريّا إلى “حزب الله”.
• وفي مؤشرات التوتير، اقتراب موعد التوقيع على عقوبات دوليّة ضدّ إيران خلال حزيران المقبل.
2. في هذه الأثناء، يمكن ملاحظة الضغوط المرتفعة على سوريا:
• فضلاً عن التهديدات الإسرائيلية.
• تعثّر العلاقات السورية ـ الأميركيّة أكثر فأكثر مؤخراً.
• والتأزم المتصاعد في العلاقات الفرنسيّة ـ السورية، ما يجعل زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت ودمشق “مستأخرة”.
رسالة 14 (عدد 29): الجيش ومخابرات الجيش كانا طرفاً في الإنتخابات في عدد من الأماكن ضدّ 14 آذار.