بيروت- “الشفاف”- خاص
تفتح صناديق الاقتراع في المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان يوم الاحد، فيقترع اللبنانيون لمجلس العاصمة البلدي ومخاتيرها، كما يقترع الناخبون في البقاع للمجالس البلدية والمخاتير.
الصورة عشية الانتخابات تشير الى ثلاث معارك:
الأولى، نبه اليها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس لائحة وحدة بيروت المهندس “بلال حمد” وسائر قيادات تيار المستقبل والقوات اللبنانية والنواب والوزراء المستقلةن في قوى 14 آذار، وهي الاقتراع بكثافة وعدم التشطيب حرصا على المناصفة وعدم حصول خرق في لائحة “وحدة بيروت” المدعومة من تيار المستقبل وقوى 14 آذار.
الرئيس الحريري نبه إلى ما اسماه الوقوع في “الفخ”! وما لم يقله الرئيس الحريري مباشرة يعني ما يضمره حزب الله والتيار العوني في إعلانهما سلفا الانسحاب من المعركة البلدية والاستمرار في المعركة الاختيارية. قانونا لا شيء يمنع الناخب من دخول قلم الاقتراع والادلاء بصوته بلديا واختياريا، وما قصده الرئيس الحريري هو ان الفخ الذي يعده عون وحزب الله يعني الاقتراع غير المعلن عنه للائحة “الاقلية السنية” لاظهار حجم المعارضة السنية لتيار المستقبل في مقابل الحجم المتراجع لتيار عون. إضافة الى ان الإعلان عن عدم وجود لائحة جدية مقابل تلك التي يدعمها تيار المستقبل يخفف من حماس الناخبين ويقلل نسبة الاقتراع، مما يسهل حدوث خروقات في اللائحة تصيب المجلس البلدي بالخلل. إذ يشكل تصويت حزب الله والعونيين للاقلية السنية في مقابل نسبة اقتراع متواضعة من قبل تيار المستقبل وقوى 14 آذار تعزيزا لدخول مزيد من السنة الى المجلس البلدي بدلا من المسيحيين.
وهذا ما حذر منه الرئيس الحريري والمهندس حمد.
المعركة الثانية اعلنها عون سياسية بامتياز، وهي “المخاتير” في الدوائر المسيحية في العاصمة.
ووفق المعطيات فإن المعارك الانتخابية تدور في دوائر الرميل 12 مختارا الصيفي 4 مخاتير والاشرفية 12 مختارا.
مصادر قوى 14 آذار ابلغت “الشفاف” ان النتائج يوم غد ستكون محسومة لصالحها وان هذه الدوائر ستجدد عهدها لثورة الارز وقياداتها وانللا مكان لمخاتير من التيار العوني في هذه الدوائر.
ومع ذلك، تتخوف مصادر مطلعة من ان لا يكون تفاؤل قيادات 14 آذار في محله او انه مفرط قليلا. وتشير الى ان دائرة الرميل ستشهد معركة قاسية وان احتمال تبادل الخروقات قائم حتى إظهار النتائج النهائية.
وإنطلاقا من هذه المعطيات ينشط النواب ميشال فرعون ونديم الجميل ومنسق دائرة بيروت في القوات اللبنانية عماد واكيم والوزير جان اوغاسبيان والنائب سيرج طورسكيسيان من اجل شحذ الهمم وعدم ترك اي مجال لاي ثغرة ينفذ منها العونييون الى المخاتير.
زحلة: جميل السيّد بالمرصاد..
اما المعركة الثالثة فهي في عاصمة قضاء البقاع في زحلة حيث تتواجه ثلاث لوائح: الاولى مدعومة من الوزير والنائب السابق الياس سكاف، والثانية مدعومة من قوى 14 آذار وتحديدا القوات اللبنانية وحزب الكتائب وتيار المستقبل، في حين ان اللائحة الثالثة برئاسة النقيب شويري ما زالت تثير الجدل بين اللائحتين ومن طريق اي لائحة ستأخذ اصواتها.
الوزير سكاف اختار استبعاد التيار العوني، واعلن ان معركته هي لاسترداد قرار المدينة من قوى 14 آذار، مشيرا الى ان لا وجود للاحزاب في المدينة وان ولاءها معقود له.
وما لم يقله سكاف يدركه اهالي الدائرة وهو ان لائحته تنطلق من 7000 صوت تم تحضيرهم وتجهيزهم بإشراف اللواء جميل السيد وهؤلاء موزعون على 5000 مجنّس يقيم معظمهم في سوريا و2000 ناخب شيعي.
ومن اجل ذلك استبعد سكاف العونيين من لائحته لكي لا يحتسب عون اي انتصار، إذا حصل في زحلة، في صالحه نافياً اي دور لسكاف. إضافة الى ان سكاف يريد “رد الاجر” لعون الذي اصر على توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية لكي يوزر صهره من دون حتى الوقوف على خاطر سكاف.
في المقابل اللائحة التي تدعمها قوى الرابع عشر من آذار تبذل جهودا مضنية لتقليص الفارق الابتدائي المقدر بـ 7000 صوت لصالح سكاف وصولا الى تحقيق انتصار عليه.
وفي زحلة ايضا لائحة ثالثة مجهولة الانتماء والمصدر يرأسها النقيب شويري. وفي حين تحدثت قوى الرابع عشر من آذار عن ان الشويري هو عوني “زعلان”، وتاليا بامكانه تهريب الاصوات من طريق اللائحة السكافية، قالت مصادر اخرى في قوى الرابع عشر من آذار إن ترشيح الشويري خطأ جسيم لان الذين سيقترعون للائحته كانوا سيقترعون لصالح اللائحة التي يدعمونها.