7 أياّر 2010
أوّلاًـ حول عدد من قضايا الوضع اللبنانيّ
1. في الانتخابات البلدية والاختياريّة في بيروت:
• لا شك أنّ المعركة البلديّة في العاصمة محسومة لصالح “لائحة وحدة بيروت”.. بل ليس ثمّة معركة أصلاً.
• والمعركة على الصعيد البلدي هي معركة تكثيف المشاركة ومنع أيّ خرق للمناصفة الإسلامية ـ المسيحية.
• أمّا على صعيد المخاتير، فإنّ المعركة ستدور في المناطق المسيحية من العاصمة.
• وقد غدت معركة سياسية حامية بعد أن انسحب عون ـ أو هو هرب ـ من المعركة البلدية معتبراً أنّه قادر على إثبات وجوده مسيحياً بالمخاتير.
• ولعلّه في بعض الأحياء المسيحيّة حيث ثمة صوت أرمنيّ، يراهن على نبادل الأصوات بينه (عون) وبين “الطاشناق”.
• بما أنّ “الطاشناق” انضمّ إلى لائحة التوافق البلدي (“وحدة بيروت”) لكنّه قرّر الاستقلال بخياراته الاختيارية.
• ومع ذلك، فإنّ حماوة السياسة، حيث أن مسيحيي 14 آذار نزلوا سياسياً وبقوّة إلى الميدان، يفترض أن تجعل عون أقليّة سياسية مسيحيّة موصوفة في بيروت.
• وعون وتياره متوتران منذ الآن على كلّ حال.
2. في الانتخابات البلدية في زحلة:
• شئنا أم أبينا فإنّ المعركة البلديّة في زحلة ذات “دوز” سياسيّ مرتفع.
• لأنّ زحلة عاصمة البقاع.
• عاصمة المنطقة من لبنان التي تعتبر سوريّا أنها منطقة نفوذ لها.
• ولأنّ سوريا تريد ردّ الاعتبار من هذا المدخل.
• أي الثأر من نتائج الانتخابات النيابية في 7 حزيران 2009 ومن الخيار الـ 14 آذاريّ للمدينة.
• ثم لأنّ المعركة هي في وجه “رجل سوريا” الأوّل في المنطقة الياس سكاف.
• الذي يقود المعركة بالارتكاز إلى “خليّة عمل” سياسية ـ أمنية، سوريّة ـ لبنانية.
• ولاشكّ أن معركتنا في 14 آذار يجب أن توضع في هذا الإطار السياسيّ المحدد: ضدّ “عودة” النفوذ السوري، وضدّ التدخل السوري.
• وبخلاف بيروت، وقبل بيروت جبل لبنان، لا تبدو المعركة في زحلة محسومة أو أن فوزنا مبتوت.
• ولذلك، فإنّ الساعات المتبقية يجب أن تكون ساعات جهد استثنائيّ أقصى.
3. في “ذكرى” 7 أيّار:
• تحلّ هذه الذكرى بعد عامين، فيما لا يزال “7 أيّار” نهجاً وعقيدة لدى “حزب الله”.
• وبالإضافة إلى ما سبق لنا تداوله في “رسالة” سابقة.
• لا بد لنا أن نسجل أنّ كل شيء معطّل أو مشلول في البلد والدولة بسبب “سلاح حزب الله”.
• أيّ أن “سلاح حزب الله” مشكلة لبنانيّة داخلية، مشكلة سياسيّة أولاّ.
• غير أن ما ينبغي لفت النظر إليه أيضاً، هو أن “سلاح حزب الله” مشكلة لبنانية من زاوية أنّ ما بات “حزب الله” يمتلكه هو منظومة عسكريّة ـ أمنيّة كبرى غير دفاعية.
• أي، على افتراض أنّ ما يسمّى “مقاومة” هو بالفعل حاجة دفاعيّة للبنان، فإنّ ما يملكه الحزب يتجاوز ذلك ليشكّل في حدّ ذاته مصدر خطر حرب على لبنان.
• إلى ذلك كلّه نضيف أنّ المنظومة الأمنية ـ العسكريّة بسبب وجودها مع “حزب الله” في لبنان، تعمل كجزء لا يتجزّأ من المنظومة الأمنيّة ـ الإستخباراتيّة الإيرانيّة في الإقليم.
• ومن هنا “خليّة حزب الله” في مصر، والاشتراك في شبكة الحرس الثوري في الكويت، والعمل العسكري والأمنيّ في فلسطين والعراق الخ..
• أي أن “سلاح حزب الله” مشكلة عربيّة.
• وبموجب النقاش الذي دار في مجلس الأمن الدوليّ قبل أيّام، في معرض التقرير حول القرار 1559، بشأن الصلة بين سلاح الحزب و”خلية مصر”، فإنّ المجتمع الدوليّ يعتبر أن هذا السلاح يهدّد الأمن والسلام الإقليميين في خدمة المشروع الإقليميّ لإيران.
• إذاً إنّه مجموعة مشاكل معاً.
• وفي ذكرى 7 أيّار قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في تصريح لصحيفة “الرأي” الكويتيّة اليوم إنّ “الخلاف الداخلي يضعف السلاح والفتنة الداخليّة تشلّ السلاح والاقتتال الداخلي ينهي السلاح”.
• وإذ أشار إلى أنّه “بقدر ما يرتفع سور الممنوعات لديه في الموضوع الإسرائيلي إلى درجة المقدّسات بقدر ما يتسع صدره للرأي الآخر والحوار والنقد والمراجعة في ما يتعلّق بالأمور الأخرى”!
• لكنّه ختم قائلاً إنّه “يكره الضرورة أحياناً لكن يلجأ إليها حماية لطريق المجاهدين أو من باب آخر الدواء”!. بيت القصيد: لا ندم على 7 أيّار!.
ثانياً ـ حول بعض التطورات الإقليميّة:
1. بالنسبة إلى المحاولة الأميركيّة تجديد المسار السلمي الفلسطيني ـ الإسرائيلي:
• كان الموقف الفلسطيني (السلطة ورئيسها محمود عباس) واضحاً.
• بالاستعداد للتفاوض غير المباشر برعاية أميركية، وبالحرص على أن تتناول المفاوضات قضايا الوضع النهائي والحدود.
• بما يعني تثبيت الإقرار بالدولة الفلسطينيّة المستقلّة.
• في حين لا تزال إسرائيل تراوغ وتصرّ على المفاوضات المباشرة.
• وفي تقدير بعض الأصدقاء أنّ إسرائيل تعتبر أنّ إدارة أوباما في حشرة، لأنّ ثمّة انتخابات نصفية في تشرين الثاني المقبل.
• وأنها ـ أي إسرائيل ـ تحاول كسب الوقت على حساب إدارة أوباما .. أي بضعة أشهر ، وهي لا تريد إهداءه ورقة خرق سلميّ.
• ولا تزال تعاكس منطق الإدارة: إدارة أوباما تقول بخرق سلميّ لمحاصرة إيران وأذرعتها في حين تقول إسرائيل العكس.
• لذلك، وفيما يبدو أن الجانبين الإسرائيلي والإيرانيّ يخدمان بعضهما.
• قد تبدأ جولة تفاوض غير مباشر لكن المناخ العام لا يوحي بإمكان تقدّم معيّن.
• والجانب الفلسطيني ليس مستعداً على أيّ حال لـ”تنازل” أكثر من القبول بالمفاوضات غير المباشرة + وقف (عملي) لعمليات الاستيطان.
• والموقف الأميركي هو الذي سيغلّب أمراً على آخر.
2. بالنسبة إلى الوضع العراقي:
• خطوة إيرانية إلى الأمام.
• تمثلت بـ”دمج” كتلة نوري المالكي بكتلة “التحالف الوطني” بزعامة عمّار الحكيم.
• أي دمج الكتلتين الشيعيّتين الأبرز.
• وعزل إياد علاوي.
• الذي لا يمكن أن يحصل إلّا بتواطؤ سوريّ.
• أي عودة التواطؤ الإيراني ـ السوريّ في العراق على حساب المملكة السعوديّة.. والسنّة العرب العراقيين.
• ما ينذر بمشكلات عراقيّة متفاقمة في الشهور المقبلة.
• وعلى أي حال، فإنّ للبحث في جوانب أخرى من الوضع الإقليميّ تتمّة في رسائل لاحقة.