لقاء رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مع رئيس حكومة لبنان سعد الحريري أمس السبت، ثم تصريحات جعجع، تعني أن رئيس الحكومة اللبنانية رفض مطالب النظام السوري بقطع علاقاته مع “قوى 14 آذار” التي يبدو نظام الأسد مصمّماً على ضربها تمهيداً لإعادة قواته العسكرية إلى لبنان.
وهذا يعني، بالتالي، أن زيارة الحريري لدمشق معرّضة للتأجيل، وأن لبنان قد يشهد تصعيداً أمنياً للضغط على رئيس الحكومة. الذين يحلمون بأن يقبل نظام الأسد بعلاقات “طبيعية” مع لبنان يمكن أن يستمروا في أحلامهم….
جعجع صرّح لـ”النهار” بعد اللقاء: “وضعني دولته في جو زيارته لسوريا وأنا مؤيد للزيارة التي يحضّر لها. واعتقد ان الرئيس الحريري يقوم بجهود جبارة، وحتى أكثر من قدرته، في محاولة لترتيب الاوضاع بين لبنان وسوريا ويتصرف كرجل دولة بكل معنى الكلمة. وكل ما يحضّر لطرحه على السوريين له علاقة بالاوضاع بين الدولتين وليس لامور لها علاقة بوضع شخصي، كما يفعل ويا للاسف آخرون كثر. اقول انه الوحيد من بين القيادات اللبنانية الذي يتعاطى مع سوريا بما يخسّره على مستوى زعيم سياسي أو رئيس تيار لكي يربح لبنان. فهو يحضّر مشاريع اتفاقات أكانت تجارية أم بيئية أم سياحية وفي كل المجالات التي فيها تعاون، اضافة الى المشاكل المزمنة مثل مشكلة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وموضوع ترسيم الحدود وموضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية وغيرها من المواضيع ذات الصلة. لذا، فأنا داعم للرئيس الحريري في هذا التوجه”.
واضاف: “من جهة أخرى وضعته في حقيقة أجواء حادثة عيون أرغش وما حيك حولها من مؤامرات وتخيّلات وتصورات وهي للأسف أكاذيب وصلت الى حد ان نائب الامين العام لـ”حزب الله” (الشيخ نعيم قاسم) إما انه تبناها وإما انطلت عليه فتكلم فيها في الوقت الذي هي أبعد ما تكون عن الحقيقة. وأعطي مثلاً صغيراً على سبيل المثال لا الحصر هو المواطنان اللذان ادعى عليهما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فقط لحيازة اسلحة غير مرخّصة واطلاق النار، ولم يدَّعِ عليهما لا بتشكيل خلايا عسكرية ولا بحيازة مخدرات واتجار بها. وعلى رغم كل ذلك لا يزال الفريق الآخر يصر على اختلاق تشكيل خلايا أمنية واتجار بالمخدرات مما يؤكد ظننا السابق بتركيب القصص والروايات في محاولة منهم للنيل من القوات اللبنانية”.
جعجع بعد لقائه الحريري : أؤيد جهوده الجبارة مع سورياسياسات تضحويّة إلى أبعد الحدود، تلك التي ينتهجها قادة اللبنانيين. فجنبلاط اختار أسهل الطرق، واضعاً مصلحة عائلته واستمرارية زعامتها على شريحة من الدروز، فوق مصلحة لبنان وفوق ضرورة لبنان للعرب. اختار جنبلاط الاستسلام بلا مقاومة، والخضوع اللامتناهي بلا كرامة. وحاول ويحاول استمالة الحرير إلى هذه الحالة الاستسلامية، عبر تصريحاته الماضوية المضحكة (سورية بوابة لبنان العربي، تقديس الميليشيا السورية الإيرانية المغتصبة وطنه لبنان، والتلميح إلى ضرورة التخلص من المحكمة الخاصة، المسلط سيفها على عنق مجرم القرداحة وعصاباته المزروعة في قلب لبنان، إلخ…). والحريري سائر على درب عوراء شاقة بكل المقاييس، مجاراة للسعوديين… قراءة المزيد ..