نشرنا فيديو تشييع السيدة “مها سلطان رباني”، زوجة آية الله العظمي “حسين علي منتظري”، هذا الصباح قبل ورود الأنباء حول “الملابسات” التي تنتمي إلى “القرون الوسطى” التي رافقت تشييع هذه السيّدة البالغة 80 عاماً التي لم يشفع لها أنها والدة “شهيد” وزوجة “مرجع” من آعظم مراجع الشيعة.
وتفاصيل ما جرى هو أن أولاد آية الله منتظري أرادوا دفن والدتهم إلى جانب إبنها “الشهيد” الذي قُتِل في عملية إرهابية في بداية الثورة (1979) وإلى جانب زوجها في “مرقد معصومة” (مرقد معصومة، وهي فاطمة شقيقة الإمام الرضا ثامن أئمة الشيعة الإثني عشرية والمدفونة في مدينة قم، ويقع على بعد كيلومتر شمال غربي قرية كهك التابعة لمدينة قم المقدسة). ولكن ممثّلي “المرشد الأعلى” رفضوا الطلب. وحينما طلب أهل الفقيدة تفسيراً للقرار، فقد امتنعت السلطات عن الردّ!
ولكن الجواب جاء صباح التشييع حينما قام “كوماندوس” من الإستخبارات، وأمام أعين المشيّعين المحتشدين أمام “مرقد معصومة”، بخطف الجثمان “من أجل الحؤول دون التجمّعات” وقاموا بدفنه في مكان مجهول في أطراف المدينة. (سبقهم حسن الترابي وجعفر النميري حينما أعدما المُصلح الإسلامي “الأستاذ محمود طه” وأمرا بدفن جثّته في مكانٍ ظلّ مجهولاً إلى الآن..),
آية الله شبير زنجاني أمّ الصلاة والسيستاني أوفد ممثّلا عنه
ومع ذلك، فقد صلّى المشيّعون، وكان بينهم عدد من “المراجع”. ولوحظ وجود ممثّل لآية الله السيستاني، وآية الله يوسف صانعي، وآية الله موسوي أردبيلي، تحت إمامة آية الله شبير زنجاني. واعتبر بعض المعلّقين أن صلاة آية الله زنجاني في هذه الظروف تشكّل طعناً في السلطة “الدينية” للمرشد الأعلى خامنئي.
يا حضرة المعصومة، المنتظري مظلوم
وبعد الصلاة، وحسب التقليد الشيعي، فقد توجّه الجمهور الغاضب في موكب جنائزي عبر شوارع مدينة “قم”، وتحت رقابة أمنية مشددة. وسرعان ما تصاعدت الهتافات السياسية ضد “الديكتاتورية”، وهتافات:
يا حضرة المعصومة، المنتظري مظلوم-
مباركة حريتك يا مرجعنا الحر-
يا حجة ابن الحسن (الإمام المهدي المنتظر) اقطع جذور الظلم-
المنتظري المظلوم قادنا نحو الحرية-
دماؤنا النازفة هدية لشعبنا-
ووقعت صدامات بين قوى الأمن والمشيّعين. وتم اعتقال 30 من المشيّعين. أي أن التشييع انتهى إلى ما كانت السلطات تخشاه.
وحسب جريدة “لوموند” الفرنسية، كان تعليق أحد أبناء منتظري أنه “بعملها المؤسف هذا، فقد عبّرت الإستخبارات عن ذعرها بأجلى صوره. إنهم يخافون حتى من جثمان بلا روح”.
وكان الشفاف قد نشر خبر حظر التشييع قبل يومين:
لحقت زوجها بعد 100 يوما: الإستخبارات تمنع تشييع زوجة آية الله العظمي منتظري
الاحد 28 آذار (مارس) 2010
أعلن “أحمد منتظري”، إبن آية الله العظمى الراحل، أن وزارة الإستخبارات ومحكمة رجال الدين الخاصة في “قم” اعترضت على قرار العائلة بتشييع جثمان زوجة آية الله منتظري، التي توفّيت بعد 100 يوم من وفاة زوجها، من منزلها إلى مسجد “قم”، وطلبت حصر الجنازة بالمقبرة.
وكان أحمد منتظري قد أعلن أن تشييع والدته، وهي من عائلة “ربّاني” سيتم غداً الأحد في العاشرة صباحاً. وقد علّق على قرار حظر التشييع بالقول: “طلبت من المسؤولين ألا يخلقوا مشاكل للنظام ولأنفسهم. وقلت لهم أن الجنازة لن تكون كبيرة في أي حال بسبب عطلة النوروز، ولكنكم بأعمالكم تخلقون مشاكل للنظام، ولنا، وللناس”.
وأضاف: “لسوء الحظ، فلم يقتنعوا بوجهة نظري”!
وكشف أحمد منتظري أن السلطات طلبت منهم أن ينقلوا جثمان والدتهم إلى المقبرة بالسيارة، وأن يظل المشيّعون على مسافة 150 متراً من المقبرة.
وعلّق قائلاً: “هذا أمر شاذّ، ولم نقبله. ونحن ننوي إقامة التشييع كما كنا أعلننا للناس”.
وكان آية الله منتظري، الذي يُعتَبَر الأب الروحي للحركة الخضراء في إيران قد توفّي في شهر ديسمبر 2009، وفرضت السلطات حظراً على تشييعه في عدد من مدن إيران.