بيروت مروان طاهر – الشفاف
عاشت بيروت ليلا مضطربا إثر إعتراض جماعة من الطائفة الدرزية على إعلان محطة “نيو تي في” التلفزيونية عزمها على بث مقاطع فيلم “طيارة من ورق” للمخرجة الراحلة “رنده الشهال”.
واشارت المعلومات من العاصمة اللبنانية الى ان الحركة الاعتراضية انطلقت من دون سابق انذار ومن دون تخطيط مسبق. وبعد ساعات على الاعلان عنها اصبحت مثل كرة الثلج فانتشرت التجمعات امام منزل صاحب المحطة “تحسين خياط”، وأخرى امام مقر الطائفة الدرزية في العاصمة بيروت، كما سرت شائعات عن التحضير لتجمعات وقطع طرقات في مناطق الجبل حيث التواجد الرئيسي لاتباع الطائفة الدرزية.
المراقبون في بيروت استغربوا “الهيجان” الدرزي المفاجئ، خصوصاً وان الفيلم تم انتاجه عام 2000 وهو متوفر على اشرطة “دي في دي”، وسارع العديد من بينهم الى استخلاص المقاطع من الفيلم التي اعتقدوا انها تشكل امتهانا لكراكة الطائفة الدرزية. فمن قائل ان مشهد إحدى السيدات التي ترتدي الزي الديني التقليدي تعرضت بالسباب لضابط إسرائيلي هو ما أثار حفيظة المحتجين الى قائل ان الفيلم يصور علاقة ما بين الدروز في جنوب بنان والاسرائيليين عبر ما كان يعرف بـ”الجدار الطيب”….
وفي حقيقة الامر اعتبر المراقبون ان لا شتيمة الاسرائيليين امر يحاسب عليه القانون ولا المجتمع اللبناني، كما أن مسألة الجدار الطيب” انخرط فيها الجنوبيون على اختلاف طوائفهم” …
ومع ذلك بقي الامر مثار استغراب، الى حد ان رئيس اللقاء الديمقراطي تعرض للمحتجين بالشتائم طالبا اليهم العودة الى منازلهم، في حين نشط التنسيق بين مخابرات الجيش اللبناني وقيادات الحزب الاشتراكي في الجبل إثر سريان شائعات عن محاولات لقطع طريق الشام في محلة صوفر. وهذا، بالتزامن مع انتشار حملة تحريض للنزول الى الشارع على المواقع الالكترونية من “الفايس بوك” وسواه، في حين كان قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم يتولى المفاوضات مع المحطة التلفزيونية لثنيها عن بث الفيلم او مقاطع منه وصولا الى البيان التمني الذي صدر عن النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان (إقرأ النص أدناه) والذي طالبوا فيه ال “نيو تي في” بعدم بث الفيلم.
مراقبون متابعون للشأن السياسي اللبناني اعتبروا ان الهيجان وردة الفعل ليس لها ما يبررها على الاطلاق، إلا أنهم قالوا لـ”الشفاف” ان الطائفة الدرزية تعيش إحتقاناً في لبنان منذ قرر ابرز زعمائها، النائب وليد جنبلاط، “إعادة التموضع” السياسي والذهاب الى دمشق مع ما رافق اعادة التموضع الجنبلاطية من “إمتهان” لجنبلاط ومن ورائه الطائفة الدرزية، من دون ان يكون للدروز اي مجال للتعبير عن عدم رضاهم عن الموضعة الجنبلاطية كما انهم اصبحوا خارج سياق التحالفت السابقة ولم يكسبوا حلفاء جدد نتيجة عدم التموضع.
ويضيف المراقبون ان الفيلم كان الشرارة التي اطلقت العنان الدرزي للتعبير عن وجوده من خلال تضخيم ما اعتبروه امتهاناً مزعوما لهم في الفيلم المذكور، وانطلقت حفلة مزايدات وتضخيم ادت الى استنفار عصبية طائفية تعرف لدى الدروز بـ”غيرة الدين” في محاولة لإعادة إثبات وجود الطائفة لا اكثر ولا اقل.
وربط مراقبون آخرون بين اندلاع حركة الاحتجاج وبين ما نقل على لسان جنبلاط خلال توجهه الى الحزبيين الذيم لم يوافقوه الرأي بعد في مسألة إعادة التموضع أن “هناك الكثير من الاحزاب اللبنانية غير الحزب التقدمي الاشتراكي، فاذهبوا اليها”.
( استقبل الرئيس السوري بشار الاسد صباح الاربعاء الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
بيان جنبلاط-أرسلان
“يؤكد النائبان جنبلاط وإرسلان حرصهما المشترك على حرية الاعلام التي تبقى واحدة من ركائز النظام الديموقراطي اللبناني، ويجددان رفضهما لكل ما من شأنه أن يمس بهذه الركائز الأساسية. كما يجددان التأكيد على حرية وسائل الاعلام بالتعاطي مع المنتجات السينمائية والفنية بالطريقة التي تراها مناسبة ومن ضمنها محطة “الجديد” التي تبقى من الوسائل الاعلامية التي لطالما حملت لواء القضايا الوطنية. وبالنظر إلى بعض الحساسيات التي من الممكن ان تكون لدى الجهات الدينية، نتيجة مقاطع من أحد الافلام السينمائية التي كانت تنوي المحطة بثها هذه الليلة، فإنهما يدعوان إدارة المحطة إلى تفهم هذه الحساسيات وتأجيل عرض الفيلم المذكور انطلاقا من موقعها الوطني والاعلامي.
وللنائبين جنبلاط وإرسلان ملء الثقة بأن لغة العقل والحوار هي الوحدة التي يفترض أن تكون سائدة في كل المراحل والحالات من دون استثناء، ويربآن بأنصارهما أن يحتكموا الى غير هذا الخيار، ويؤكدان رفضهما التعرض لأي محطة إعلامية أو لأي مسؤول إعلامي بشكل عام، ويستنكران أي تحرك مناقض لهذا الخيار كالذي حصل في محيط منزل الأستاذ تحسين خياط الذي يشهد له بمواقفه السياسية والاعلامية الوطنية والعربية المشرفة”.
المجتمع الدرزي من الداخل والعلاقات مع إسرائيل
طيارة من ورق هو فيلم لبناني درامي من إنتاج عام 2003 للمخرجة اللبنانية رنده شهال. وقد شارك الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي وقد حاز على جائزة لجنة التحكيم إضافة إلى عدد من الجوائز الأخرى في عدد من المهرجانات العالمية. يعتبر هذا الفيلم آخر فيلم طويل للمخرجة قبل وفاتها صيف عام 2008.
تدور أحداث الفيلم في قرية درزية في الجنوب اللبناني على الحدود مع الحزام الأمني المحتل من قبل إسرائيل، حيث تعيش لميا وعائلتها. بالقرب من الشريط الشائك الذي يقسم القرية يلهو الأطفال، وفي هذه المنطقة أيضاً تلهو لميا بطائرتها الورقية متأملة القرية المقابلة الممنوعة. تقرر عائلة لميا تزويجها من شاب مي هذه القرية المقابلة بدون موافقتها. يقوم أهل القريتين بالإتصال بواسطة مكبرات الصوت على مسافات بعيدة حيث يتناقلون أخبار الزفاف والعروس.
بسبب الزفاف تقوم لميا بعدة رحلات ذهاباً وإياباً عابرة الشريط الشاۧئك المزروع بالألغام والمراقب من الجنود الإسرائيليين والجنود العملاﺀ حيث يلفت نظر العروس جندي شاب.
من مقال لمحمد شمّا على موقع “عمان نت”، نقتطف ما يلي حول الفيلم:
الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، مكان الحدث، والشخوص أبناء الطائفة الدرزية، وفكرة الحدث، تدور حول تقسيم أبناء الطائفة، إلى قسمين؛ الأولى تابعة للبنان، والثانية لدولة الاحتلال إسرائيل، حيث مشاهد الأسلاك الحديدية الشائكة، وحقول الألغام، حيث الفرقة المتعمدة لعائلات تلك الطائفة، دفعتهم إلى التجمع يوميا في الحدود المجاورة بين الضفتين يخاطبون بعضهم، عن طريق المكبرات، يستمعون لأخبارهم.
………….
عد أم لمياء العدة، وتزوجها من قريبها الذي لم يراها قط، سوى على التلفزيون عبر شريط مصور، وتلبس فستان الزفاف وتمضي عبر الحاجز، مشهد، عكس واقع ومعاناة من يعيش تحت ظلم التقسيم وتقطيع أوصال الأرض الواحدة، تمضي لمياء وأهلها خلفها إلى الحاجز وتستقبلها والدة عريسها بفرحة، ومن ثم زوجها.
الرفض والممانعة، سمة لمياء، تتعرف على الاختلاف في حياة أبناء طائفتها في الأرض المحتلة، لا تتقبل العيشة، وتصرح لزوجها غير مرة بأنها لا تطيقه، بل وأنها تحب شخصا آخر، ورغم كل ذلك كان يقول لها أنه كذلك، وأنه لا يمانع أن تعود إلى بلدها هناك خلف السياج، لكنها ترفض وتقول “أنا لعبة بيدكم تعي روحي روحي تعي مني رايحة بدي ضل هون”، في هذه الأثناء، نعيش مع الجندي زياد الرحباني والذي ينام مع رومانية مطالبا إياها غير مرة بأن تغير أسمها إلى تانيا كونه أسم سهل على لسانه في أحداث تجري في بيته، لا تخلو من الهزلية المشابه حقا لشخص زياد المبدع.
تتطور الأحداث، حيث يزداد شوق وولع يوسف الجندي الدرزي في الجيش الإسرائيلي، بلمياء والتي بدأت تحس به، وتغوص بأجواء الخيال العاطفي، في مشاهد وهما في الحقل.
نقترح على القارئ أيضاً العودة إلى مقال ممتع لسناء الجاك في الشرق الأوسط على الرابط التالي”:
شغب ضد “طيارة من ورق”: إثبات وجود لجمهور ساخط على مهانة جنبلاط (مقاطع “فيديو” من الفيلم)عودة الوعي 24) وكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد (1) (ته جيدا , ما عاشق من لم يته فيها وهاما .. نحن سكارى هنا , الطاولات والكراسي , والذي اقرب الى الباب , يسلملي على الصحو السلاما) … مقطع من قصيدة (القبطان) لمظفر النواب حذفته الثقافة , ولم تحذفه “الرقابة” . (French people don’t wash very often. They don’t call Paris the “perfume city” for nothing) … “French fact #37” .. “i hate french people blog منذ سنوات عدة التقيت بهذا (الفيلم) وبعد مشاهدته اصبت… قراءة المزيد ..