كاتبة يمنية من صنعاء تقول في رسالة خاصة: “ترتاح أعصابي حينما أشاهد مقابلات بطريرككم. رجل دين لا يكفّر، ولا يهاجم، ولا يدعو لسفك دماء، ولا يطمح لسلطان!” معها حق، فالرجل “بِدعة” في منطقة منكوبة بالأديان!
بعد سقوط ميشال عون في “حرب التحرير” واجتياح القوات السورية لقصر بعبدا ووزارة الدفاع، كان هو الحصن الأخير الذي تجمّعت حوله قوى المقاومة اللبنانية حتى انتصارها المدوّي بإخراج الجيش السوري في العام 2005. أمام الهجمة الجديدة لحلف سوريا وإيران، وإزاء تخاذل السيد وليد جنيلاط وانبطاح ميشال عون، كان لا بدّ للشاب “إبن التسعين عاماً” أن يقول كلمة الحق. خصوصاً أن آخر طلبات الرئيس السوري هي قمع الصحافة اللبنانية و”حظر” أي نقد للنظام السوري (حتى لو اكتظّت سجونه بألوف المعتقلين السياسيين، وحتى لو أطلق النار على أكراد يحتفلون بالنوروز..).
بطريرك الموارنة “صادرته” الطوائف الأخرى منذ ربع قرن، فبات “بطريرك لبنان” الذي يلتفّ حوله المسلمون قبل المسيحيين. إجاباته على الأسئلة التي طرحتها عليه “راغدة بهنام”، عن جريدة “الشرق الأوسط”، تنسجم مع تعريف “البلاغة” في اللغة العربية: “ما قل ودلّ”.
موقفه من المحكمة الدولية (تسأله الصحفية”ولو كان الثمن عودة العنف…؟): “محكمة الحريري عليها أن تقوم بعملها.. مهما كان الثمن”! ومن النظام السوري: “سورية خرجت من لبنان عسكريا وإنما مدنيا بقيت في لبنان، والسوريون يذهبون ويأتون متى يريدون ويتدخلون في شؤون البلد، فهذا ظاهر”. تقييمه لتحوّلات جنبلاط والحريري الأخيرة: “رجال السياسة عليهم أن يعملوا في سبيل بلدهم، إذا كانوا صادقين” وجنبلاط “لم يطلعني” على تحولاته تجاه سوريا! هل تزورون سوريا: “نحن زرنا سورية كفاية، فيكفي”.
للبمشرّين بسقوط “14 آذار” يجيب البطريرك: “جنبلاط انسحب ولكن 14 آذار باق على ما هو، وإذا ضعف أداؤه بعض الشيء فهذا لا يعني أنه زال وانمحى”.
أخيراً، وفي زحمة السياسة، ينبغي للقارئ ألا يهمل موقف البطريرك من الزواج المدني، حيث يبدو أنه يتبنّى المبدأ العلماني الفرنسي: “ربما إذا كان كما في فرنسا، يصار إلى الزواج المدني أولا ثم يذهبون إلى الكنيسة، فهذا شيء أتفق عليه…”! وهذه عودة إلى مطلب قديم كان العميد ريمون إده أول من طرحه.
متى يتنحّى البطريرك أو يستقيل، تسأل الصحفية. فجيب “عندما يحين الوقت”! مثلما كان الصينيون يهتفون في عهد ماوتسي “عشرة آلاف سنة آخرى.. للبطريرك صفير..!!
وهنا نص الحديث منقولاً عن “الشرق الأوسط”:
* فلنبدأ بالحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والأصوات التي طالبت باستقالته، قلتم الأسبوع الماضي إن الحملة قد تكون داخلية أو خارجية، من عنيتم تحديدا؟ ميشال عون وسورية؟
– أنا قلت على وجه الإجمال، هناك كثيرون. الحملة لم تأت من فراغ، جاءت لأن هناك أشخاصا يخططون لها، وهناك أشخاص لديهم أغراض شخصية وأغراض سياسية عامة، وهناك من يريدون إزاحة الرئيس ليأتوا محله، وهناك ربما من لديه مخطط آخر.
* هل تعتقدون أن الحملة انتهت؟
– لا ندري إذا كانت انتهت أم لا، هكذا يقول الناس.
* هل أنتم راضون عن أداء رئيس الجمهورية، هل تعتقدون أنه رئيس يوحد اللبنانيين حوله؟
– يسعى إلى التوحيد على قدر المستطاع، وهذا التوحيد لا يتم بعصا سحرية، إنما يجب على الناس أن تلبي النداء، ويبدو حتى الآن أن هناك من لا يريدون تلبية النداء.
* هل تقصدون طاولة الحوار الوطني؟
– الحوار طبعا وغير الحوار.
* في نهاية شهر أبريل (نيسان)، يكون قد مضى 5 سنوات على انسحاب سورية بجيوشها من لبنان، هل تعتقدون أنها بدأت تعود إلى لبنان وإن من دون جيوشها؟
– سورية خرجت من لبنان عسكريا وإنما مدنيا بقيت في لبنان، والسوريون يذهبون ويأتون متى يريدون ويتدخلون في شؤون البلد، فهذا ظاهر.
* هل تقصدون من خلال حلفائهم؟
– من خلال حلفائهم ورجالهم وأعمالهم.
* ولكن هل تعتقدون أن نفوذهم بدأ يكبر من جديد منذ الانسحاب؟
– ربما هناك من اللبنانيين من يريد إعادة السوريين لأغراض شخصية ولكن هذا ليس بظاهر بوضوح حتى الآن.
* رأينا كيف تغيرت سياسة واشنطن تجاه سورية، أعادت سفيرها وبدأت تنفتح عليها، هل تخشون أن يكون ثمن ذلك لبنان مرة جديدة؟
– الدول تسعى لتحقيق مصالحها، فربما اليوم هم مع سورية، ربما غدا تقضي الظروف بأن يكونوا ضد سورية، فهم يعملون بحسب حاجاتهم وظروفهم.
* هناك أيضا تغير على الصعيد الداخلي في التعاطي مع سورية، رئيس الحكومة سعد الحريري زار دمشق ووليد جنبلاط يستعد لزيارتها، ما رأيكم بهذه التغيرات؟
– مصلحة لبنان أن يكون على أحسن علاقة مع جيرانه، والجار الأقرب هو سورية، وهذا شيء طبيعي ولكن هناك أحداث تباعِد بين الجارين ربما وأحداث تقرّب، وهذا تجاذب دائم.
* ما هي برأيكم الأمور التي تباعد بينهما؟ ألا تعتقدون أن العلاقات بدأت تستعيد عافيتها مع تبادل السفراء؟
– تبادل السفراء شيء حسن طبعا، ولكن هذا ليس بكل شيء. هناك طبعا بعض المطامع، ربما يريد السوريون أن يقوم لبنان ببعض أعمال لا يقوم بها، أو يقوم بأعمال لا ترضى عنها، هناك مجالات متشعبة جدا.
* هل تعتقدون أن الحريري وجنبلاط يتنازلان لسورية؟
– رجال السياسة عليهم أن يعملوا في سبيل بلدهم، إذا كانوا صادقين.
* هل تعتقد أن على مسيحيي 14 آذار أن يبادروا بالمثل ويزوروا سورية، تحديدا (زعيم القوات اللبنانية) سمير جعجع والرئيس السابق أمين الجميل؟
– هم يعرفون ما عليهم أن يقوموا به تجاه سورية وتجاه لبنان.
* هل لا يزال جنبلاط يزوركم ويأخذ بمشورتكم؟
– يأتي بعض الأحيان عندما تدعو الحاجة وعندما يجد أن الأمر يقضي بأن يأتي إلى بكركي.
* هل أطلعكم على التغيرات في آرائه تجاه سورية؟
– لا، لم يطلعني.
* ما رأيكم بتبدل آراء جنبلاط حول سورية تحديدا؟
– هذا شيء مألوف لدى رجال السياسة، فهم يبدلون رأيهم كما تتبدل الأحوال، فما من أحد يثبت على رأيه إذا تبدلت الأحوال من حوله.
* ماذا بقي من 14 آذار في رأيكم بعد انسحاب جنبلاط؟
– جنبلاط انسحب ولكن 14 آذار باق على ما هو، وإذا ضعف أداؤه بعض الشيء فهذا لا يعني أنه زال وانمحى.
* يتهمكم البعض، وتحديدا ميشال عون، بأنكم منحازون لمسيحيي 14 آذار، هل أنتم فعلا متحيزون؟
– للناس ألسنة ويمكنهم التعبير عما يريدون بألسنتهم.
* ولكن أنتم ترون أنكم عادلون مع كل الزعماء المسيحيين؟
– طبعا نحن لجميع الناس مع جميع الناس، ولكن إذا أخطأ أحدهم فلا بد أن نشير إلى أخطائه.
* هل يعني هذا أنك تعتبر تحالف ميشال عون مع حزب الله خطأ؟
– هذا شأنه.
* لماذا إذن هذه النقمة عليكم من قبل بعض الزعماء المسيحيين؟
– لا أدري، ربما لأنهم يريدون أن نسير بموجب آرائهم، ونحن لا نسير بموجب آرائهم.
* تحدثتم أيضا الأسبوع الماضي عن المحكمة الدولية الخاصة بالحريري، وقلتم إن الكلمة الفصل لها وجددتم ثقتكم بها. ألا تتخوفون أن تكون المحكمة مسيّسة ويستعملها المجتمع الدولي لمآرب سياسية؟
– يفترض في المحكمة الدولية ألا تكون مسيسة وأن تبحث عن الحقيقة كما هي، وأن تنشرها. فهذا ما هو معلوم لدى جميع الناس، المحكمة الدولية تتعالى عن كل الظروف الآنية في أحد البلدان.
* ولكن هل تعتقدون أنها عادلة فعلا؟
– يفترض أنها عادلة، حتى الآن لم يثبت لنا العكس.
* سمعنا في الأيام الأخيرة كلاما كثيرا عن أن المحكمة متجهة لإدانة حزب الله، هل ستقبلون بأي نتائج تصدر عنها وإن كانت إدانة حزب لبناني هو حزب الله؟
– قبلنا أو لم نقبل، فهذا حكم المحكمة الدولية. وهي لا تسأل أحدا عن الحكم الذي تصدره، والوقائع بين يديها، ونظرا إلى هذه الوقائع تصدر أحكامها، أو هكذا يفترض أن يكون.
* هناك انقسام حول هذه المحكمة في لبنان، ألا تعتقد أنه من الأفضل طي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل عوضا عن تأييد أمر قد يجلب المزيد من المآسي للبنان؟
– العدالة عدالة. ومن شأن العدالة أن تقتص من المجرمين. وإذا كانت هذه المحكمة عادلة، فيجب أن تقوم بعملها.
* ولو كان الثمن عودة العنف…؟
– مهما كان الثمن يجب أن تقوم بعملها.
* هناك انتقادات توجه أحيانا لرجال الدين في لبنان على أنهم يتدخلون في السياسة بلبنان. هل توافقون على ذلك؟
– ربما هناك رجال دين يتدخلون في أمور لا تعنيهم، ولكن رجال الدين كسائر الناس في البلد، ولهم أن يقولوا رأيهم فيما يستجد من أقوال وأعمال في البلد.
* هل ترون أنه من الضروري فصل الدين عن السياسة؟
– هل المطلوب من رجال الدين أن يروا ما يجول حولهم وألا يبدوا رأيهم فيه؟ هم يعيشون في مجتمع ويجب أن يتفاعلوا معه.
* ما رأيك إذن بالزواج المدني الاختياري في لبنان؟
– حتى في الدول التي اتبعت هذا النهج، وأقرت الزواج المدني، فإنهم يعودون إلى الكنيسة بعد الزواج المدني، في فرنسا وغير فرنسا. وهذا أمر لا يقوم على مبادئ بشرية فقط، إنما هناك مبدأ إلهي، ما زوجه الله لا يفرقه الإنسان. ولذلك فإن هذا أمر يعلو على تصرفات الإنسان وله جانب إلهي، وهو الله الذي يجمع الرجل والمرأة…
* يعني هذا أنكم لا تؤيدون إقرار الزواج المدني الاختياري في لبنان؟
– ربما إذا كان كما في فرنسا، يصار إلى الزواج المدني أولا ثم يذهبون إلى الكنيسة، فهذا شيء أتفق عليه…
* هل يخيفكم الزواج المختلط بين الطوائف الذي قد يصبح ممكنا فيما لو أقر قانون الزواج المدني الاختياري؟
– الدين المسيحي يقر الزواجات بين المسلمين والمسيحيين.. ولكن المهم ألا يطلق كل يوم امرأة ويأتي بسواها، فهذا غير مقبول.
* لنعد إلى الدين والسياسة، كيف تنظرون إلى السيد حسن نصر الله، كرجل دين أو سياسي وقائد عسكري؟
– فهو ما هو. نحن لسنا نناقش بصفته.
* هل هناك أمور مشتركة بينكما، إلى جانب الاسم الذي تتشاركان به (نصر الله)؟
– أنا اسمي الأول نصر الله، هو اسمه الثاني نصر الله.
* هل هناك أمور أخرى مشتركة بينكما؟ كلاكما رجل دين…؟
– كلانا لبناني. وهذا يكفي.
* هل لديك رغبة بلقائه؟
– نحن كنا نلتقيه وكان يأتي إلينا، ولكن يبدو أن لديه تطلعاته.
* إذن ما رأيكم به كشخص؟
– هو زعيم طبعا وسياسي وله آراؤه.
* هل تحترمون آراءه؟
– نحن نحترم آراء كل الناس.
* كنتم دائما صريحين بمطالبتكم حزب الله بتسليم سلاحه. ولكن ألا ترون حاجة لوجود مقاومة في ظل وجود جيش ضعيف وجزء من أرضنا لا تزال محتلة وأسرى في السجون الإسرائيلية؟
– القاعدة العامة هي أن كل بلد يجب أن يكون هو المسؤول عما يجري فيه، وأنه ما من بلد فيه جيشان، جيش وطني وجيش آخر خارج عن القاعدة. ولذلك إذا أراد لبنان أن يكون كسائر البلدان، عليه أن يوحد جيشه ويكون له جيش واحد. ولكن الوضع الهش في لبنان هو الذي يمنع وجود جيش موحد.
* إذن هل تعتقد أن على حزب الله أن ينضوي في الجيش اللبناني؟
– إذا أراد أن ينضوي، ولكن الظاهر أنه لا يريد.
* هل تخافون من حزب الله على مسيحيي لبنان؟ هل تعتبرون أنه يهدد وجودهم؟
– لا يهدد، إنما كل خروج عن القاعدة هو بحد ذاته ليس بمقبول، ولكن أن يهدد، الفتنة ربما تذر بقرنها بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسيحيين أنفسهم، وبين المسلمين أنفسهم،. هذا شيء إذا أريد له أن يكون فسيكون.
* ما رأيكم بمفهوم المقاومة بشكل عام؟
– المقاومة شيء حسن عندما يكون قد أصاب البلد ظلم، وعلى الناس أن يقاوموا هذا الظلم، وهناك طبعا أساليب متعددة لمقاومتهم.
* هل تؤمنون بالمقاومة المسلحة؟
– هناك ظروف تقضي بأن يتسلح الناس عندما يكونون يدافعون عن قضية عادلة.
* هل تعتقدون أن هناك مبررا لوجود مقاومة مسلحة في لبنان؟
– عادة القضية المقرة (القاعدة) هي أن تكون هناك حكومة والحكومة هي مسؤولة عن أمن المواطنين وعن البلد، والحكومة لها اليد العليا في كل ما يحدث بالبلد.
* لو لم تكن المقاومة في لبنان من صبغة دينية واحدة، لنقل إنها كانت تضم مسيحيين، هل كنتم أيضا تعارضون وجودها؟
– لا فرق، الخروج عن الدولة ليس بمستحب. الدولة هي دولة ويجب أن تكون مسؤولة عن كل ما يجري في البلد.
* هناك سلاح منتشر في لبنان بيد أحزاب كثيرة، وحتى بشكل فردي، هل تعتبرون أن تسليم هذا السلاح مهم أيضا؟
– طبعا، الدولة عليها أن تضبط الأمر وألا يكون هناك سلاح إلا بيد الدولة.
* هل لا يزال هناك تواصل بينكم وبين حزب الله؟
– كانوا يأتون إلينا بطريقة متواترة، أما الآن فيبدو أنهم انقطعوا.
* هل تتمنون أن تعود الاتصالات؟
– نتمنى أن يسود الأمان بين جميع الناس.
* ألا تبادرون أنتم لإجراء اتصال معهم؟
– ما تعودنا أن نبادر.
* هل تعتقدون اليوم أنه يجب تشجيع السلام بين لبنان وإسرائيل؟
– نشجع السلام مع كل الناس ولكن إسرائيل لها أغراضها وغاياتها وأهدافها، هي بلد معتد وقد اعتدى على لبنان أكثر من مرة.
* هل تؤمنون بوحدة المسار والمصير مع سورية، أي ما تقول به سورية حول ربط مصير لبنان بسورية فيما يخص السلام مع إسرائيل؟
– كل بلد له مصيره وحده، فهو كالأفراد، فهم مصيرهم وحدهم. وإذا كانوا إخوة، فهم يبقون إخوة، ولكن كل واحد يشق طريقه كما يراه مفيدا له.
* تعتقدون أن سورية قد تخرق وحدة المسار والمصير وتجري اتفاق سلام مع سورية بمعزل عن لبنان؟
– لا أدري، هذا شأن يخص السوريين، وأنا لا أقر بالأفكار.
* لنتحدث قليلا عن علاقتكم الشخصية بسورية، منذ مدة قلتم إنكم تزورون سورية عندما يحصل إجماع مسيحي داخلي عليها. اليوم بدأت تتغير الأمور، عون زارها وجعجع لم يعترض على زيارة الحريري لها.. ألا تعتقدون أن الوقت حان للزيارة وأن الإجماع حل؟
– نحن زرنا سورية كفاية، فيكفي.
* ليس هناك أي نية قريبة؟
– إذا كان هناك من سبب يدعو، نزورها، وإذا لم يكن هناك ما يدعو فلن نزورها.
* هل أسباب عدم الزيارة سياسية؟
– يمكنك أن تفترضي ما تريدين.
* لديكم رعية كبيرة هناك من الموارنة، ألا تريدون التواصل معهم؟
– طبعا نحن متواصلون معهم، ولهم ثلاثة أساقفة.
* عون زار سورية في عيد مار مارون وقال البعض إنه كرس نفسه كبطريرك للموارنة، ما رأيك بذلك؟
– عال، نحن لا اعتراض لنا.
* ألا يزعجكم هذا الأمر؟
– لا يزعجنا أبدا على الإطلاق.
* البعض يقول إن انقسام المسيحيين سبب ضعفهم، والبعض الآخر يقول إنه يحميهم، ما رأيكم؟
– القاعدة هي أن يكون الناس متفاهمين مع بعضهم البعض، وإذا لم يتفاهموا فهذا دليل على انشقاق، ولكن إذا كانت هناك آراء مختلفة، فهذا مقبول، فلا يمكن لجميع الناس أن يكونوا من رأي واحد، ولكن يبقى ضمن حدود مقبولة.
* هل تعتقدون أن حدود الاختلاف مقبولة بين المسيحيين؟
– هناك من لا يزال ضمن حدود الاختلاف المقبول، وآخرون يتخطونه.
* هل ما زلتم تسعون لمصالحة المسيحيين؟
– المسيحيون سياسيا منقسمون، ولكن ربما رأوا أن هذا ما يفيدهم، فيبقى قسم مع هذه الفئة وقسم آخر مع الفئة الثانية. هم يعرفون ما يريدون.
* كانت هناك دعوات من قبل البعض لإلغاء الطائفية السياسية في لبنان، ما رأيكم بذلك؟
– إلغاء الطائفية السياسية يعني أن هناك فئة تريد أن تسيطر على كل شيء، وهذا أمر غير مقبول. فما دام الأمر على ما هو عليه يجب أن يكون هناك طوائف وكل طائفة تسعى إلى خيرها ضمن المجموعة.
* ألا تعتقدون أن هذه المحاصصة الطائفية تزيد من الفساد في الدولة؟
– الطائفية موجودة منذ زمن بعيد، في لبنان 18 طائفة ولذلك إذا محونا الطائفية تماما فلا بد أن تسود الطائفة الكبرى، وهذا ليس بمرغوب فيه.
* هل تعتقدون أنه يجب إعادة النظر في اتفاق الطائف الذي يعطي للمسيحيين والمسلمين الحكم بالمناصفة، لأن أعداد المسيحيين تقل؟
– عندما يعلنون ذلك، لكل حادث حديث.
* هل أنتم قلقون على وجود المسيحيين في لبنان؟
– وجود المسيحيين كان وسيبقى وهو ليس من الأمس. منذ أن نشأت المسيحية كان هناك مسيحيون في لبنان، وسيبقون هنا بإذن الله. طبعا يتضاءل العدد، ولكن في الوقت الحاضر أعتقد أنه لا يبعث على الخوف.
* تستعدون لزيارة الفاتيكان في 21 أبريل (نيسان)، وكلما تكون لديكم زيارة للفاتيكان تبدأ التكهنات هنا أنكم تريدون التنحي عن الكرسي البطريركي. هل هذا صحيح أم مجرد شائعات؟
– فليقولوا ما يريدون. أنا لست قيما على ألسنة الناس.
* لن تفكروا أبدا في الاستقالة أو التنحي؟
– عندما يحين الوقت