نشر موقع “رئاسة الجمهورية” اللبنانية المقال التالي نقلاً عن جريدة “الديار”، مما يعني أن المقال يعبّر عن مواقف الرئيس ميشال سليمان. المقال يعتبر أن الرئيس عمر كرامي يهاجم سليمان لأنه “لم يتم اختياره للمشاركة في طاولة الحوار”، ويردّ على اتهام الرئيس بالميل إلى “قوى 14 آذار” بالتذكير بأنه “لم يدخل اي شخصية سياسية جديدة من قيادات 14 آذار الى طاولة الحوار، بل على العكس خرج الوزير بطرس حرب، وسجّل دخول النائبين سليمان فرنجية وطلال ارسلان”!!
مقال “الديار”، بقلم صونيا رزق، لا “يصدّق” نفي ميشال عون علاقته بالدعوة لاستقالة سليمان “لأنه من غير المعقول ان يخرج سياسي ليفجّر قنبلة كهذه من دون ان يستأذن صاحب البيت والحليف النائب ميشال عون”.
بالمقابل، الرئيس مرتاح لدعم البطريرك صفير للرئاسة ولكنه (عون مرة أخرى..؟) يستغرب “صمت بعض الاصوات القيادية المسيحية حيال هذا الموضوع الهام”.
وفي آخر المقال إشارة إلى “سوريا” حينما تقول الكاتبة: “هدف الحملة اليوم وضع صياغة جديدة للمشهد اللبناني من أجل فرض شروط جديدة على أركان الحكم في ضوء معطيات اقليمية تعتبر ان لبنان غير قادر اليوم على حكم نفسه بنفسه ويحتاج كما العادة الى عرّاب اقليمي او وسيط يدير شؤونه”.
*
مقال صونيا رزق في صحيفة الديار 23-03-
حذرت من أبعاد الحملة على الموقع الأول ومن المطالبة بتقصير ولاية الرئيس
أوساط كنسية: الدعوة الى استقالة سليمان تحمل في طيّاتها مخاطر كبيرة
التوافق المسيحي يحمي الرئاسة ونستغرب سكوت بعض القيادات…؟
الحملة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليست وليدة اليوم، انما افتتحت منذ مدة بكلام لرئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي الذي لم يتم اختياره للمشاركة في طاولة الحوار، مما استدعى اطلاقه النار السياسي على رئيس الجمهورية ومهاجمته بعنف، معتبراً انه لم يفعل شيئاً منذ توليه الحكم، وانتقد كثرة أسفاره التي تكبّد الخزينة تكاليف باهظة كما قال كرامي، ثم جدّدت الحملة على سليمان من قبل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الذي شكك بانجازاته على مدى سنتين من الحكم، ورأى ان التصويب الأفضل في هذه المرحلة هو على رئيس الجمهورية التوافقي والوسطي للتأكيد ان الوسطية سقطت كخيار اذ اعتبر وهاب انه كان على الرئيس سليمان ان يضع حدّاً لكل من يطرح موضوع سلاح حزب الله للمناقشة، اذ لا يمكن لرئيس الجمهورية، ودائماً بحسب وهاب، ان يكون حيادياً في هذا الموضوع بل عليه ان يجاهر بالدفاع عن سلاح حزب الله، ولا يجوز ان نشغل المقاومة بسجال داخلي، كما تساءل وهاب عن المغزى للدعوة الى طاولة الحوار من قبل رئيس الجمهورية في الوقت الذي يتعرّض فيه لبنان الى سيل من التهديدات الاسرائيلية، ورأى ان الكثير من الإشارات تدلّ على ميل الرئيس الى قوى 14 آذار من خلال اختياره لشخصيات شاركت في الحوار الأخير، علماً ان الرئيس دعا ممثل الحزب القومي أسعد حردان الى طاولة الحوار والاكاديمي الحيادي فايز الحاج شاهين ولم يدخل اي شخصية سياسية جديدة من قيادات 14 آذار الى طاولة الحوار، بل على العكس خرج الوزير بطرس حرب، وسجّل دخول النائبين سليمان فرنجية وطلال ارسلان.
تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة وهي دعوة الرئيس سليمان الى الاستقالة، ما يدلّ على ان وراء هذه الحملة العديد من الأصوات الداعمة انما تم وضع وهاب وحده في الواجهة، كما ان الدعوة الى الاستقالة من على أرض الرابية تحديداً ليست بريئة لأنه من غير المعقول ان يخرج سياسي ليفجّر قنبلة كهذه من دون ان يستأذن صاحب البيت والحليف النائب ميشال عون، وان يُطلق مثل هذه الدعوة التي تضرّ بالاستقرار السياسي من دون موافقة البعض، اذ ستُعلى اصوات منذ الآن والى أمد بعيد لمطالبة أركان الحكم بالاستقالة كلما صدر موقف لم يعجب أحد الأطراف، وهذا من غير المسموح ان يحصل كل فترة لأن في ذلك إهانة للمواقع السياسية في لبنان خصوصاً الموقع الرئاسي الأول.
وسط هذه الأجواء حذرت أوساط كنسية من مغبّة أبعاد الحملة على رئيس الجمهورية، وتوجيه الانتقادات اليه ومطالبته بالاستقالة في هذا التوقيت بالذات، وسألت عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة، كما حذرت من دعوات البعض لتقصير ولاية الرئيس سليمان مما يشكل انتقاصاً لدور الرئاسة الأولى، مشيرة الى ان هذا الحديث عاد ليطل مجدداً على الساحة السياسية، كما ان طرحه في هذا الوقت مستغرب، ورأت ان التعرّض للموقع الأول يشكل اهانة للمسيحيين، وشددت الاوساط على ان المطالبة باستقالة الرئيس تحمل في طيّاتها مخاطر كبيرة على الساحة السياسية الداخلية.
واشارت الى ان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير مستاء جداً من هذا الامر، ويؤكد دعمه للرئيس سليمان كما المراجع الروحية المسيحية التي تقف بكل ثقلها مع رئيس الجمهورية الذي يقوم بدوره كرئيس توافقي لكل اللبنانيين، وسألت الأوساط الكنسية «ماذا لو طالب البعض كما يحصل مع الرئيس سليمان باستقالة رئيس مجلس النواب او الحكومة؟ مستغربة صمت بعض الاصوات القيادية المسيحية حيال هذا الموضوع الهام.
ولفتت الى ان رئاسة الجمهورية تمثل الدور الجامع لكل الافرقاء وهي الضمان لوحدة الوطن، مشددة على ضرورة ان تبتعد القوى السياسية عن الانزلاق في متاهات الاتهامات على حساب الرئيس، ورأت ان هدف الحملة اليوم وضع صياغة جديدة للمشهد اللبناني من أجل فرض شروط جديدة على أركان الحكم في ضوء معطيات اقليمية تعتبر ان لبنان غير قادر اليوم على حكم نفسه بنفسه ويحتاج كما العادة الى عرّاب اقليمي او وسيط يدير شؤونه، اضافة الى بثّ مناخات التوتر والتمسّك بلبنان كورقة مهمة لاستخدامها والمساومة بها لرفع سقف المطالب والشروط في مفاوضات عملية السلام في المنطقة.
مقال “الديار” الذي نشره موقع رئاسة الجمهورية: سليمان يتّهم ميشال عون ولبنان “ليس بحاجة إلى عرّاب اقليمي يدير شؤونه”باختصار شديد لكل ما يتعلق بالوضع السوري-اللبناني منذ اغتصاب الأسد الأب للسلطة في دمشق: إذا أردت أن تعلم ما يجري وسيجري في لبنان فعليك أن تعلم ماذا يدور في أروقة صنع القرارات في الدول المهمة عالمياً فيما يتعلق بوضع النظام السوري وبقاؤه. فالنظام السوري، وبعكس ما يحاول جاهداً أن يصرح عن طريق البعبعة والصراخ, لا هم له ولا هاجس إلا بند واحد ووحيد: البقاء والاستمرار فقط ونقطة على السطر. فعلى الجميع التوقف عن الدخول بتحليلات غريبة عجيبة وأن يركزوا على هذا الهدف… قراءة المزيد ..