قبل عيد الأضحى المبارك بيومين وقعت حادثة كبيرة هزت الضمائر الحية في العالم من هول وفاجعة الحادثة لاسيما إن الضحية عروس، وما أدراك ماذا تعني كلمة عروس؟
القصة بدأت حينما قررت العروس الخروج بعد ظهر يوم أربعاء للتجهيز لاستقبال العيد الكبير، حيث كان الجو جميلا والشمس تختبئ خلف الغيوم السوداء الداكنة التي تملأ السماء، وبينما هي كذلك بدأت السماء ترش قطرات من المطر فانزلقت قدمها في بقعة تجمعت من المياه، فسقطت العروس في الشارع تسبح في بركة من الوحل والطين المختلط بدمائها والمياه الملوثة بمياه الصرف الصحي، وهي في وضع لا تحسد عليه، عارية بدون ملابس تسترها وتستر عورتها ومفاتنها التي طالما تم التفاخر بها، حيث تمزقت ثيابها الرثة البالية أثناء السقوط، وقد تكسرت عظامها الهشة بسبب سوء التغذية والإهمال فلم تتمكن من القيام بأي حركة…؛ ولان الحادثة وقعت في وضح النهار وتحت نظر الناس – من مواطنين ومقيمين وزوار- فالناس لم تترك فرصة انكشاف عورة العروس المصنفة بالمغرورة. فتم تصوير الحادثة وبث التصوير على مستوى العالم بفضل تقنية الاتصال، وأصبحت فضيحة العروس بجلاجل.
وقعت المصيبة والفضيحة للعروس، ولم ينفعها انها مدللة وبوابة للزوار، ولم يشفع لها بانها تسكن بالقرب من أقدس البقع وتحظى بسمعة طيبة وشهرة مدوية، والتباهي بأنها من عائلة متدينة ومن عائلة ثرية جدا جدا، ولم ينفعها وجودها بالقرب من تمركز مئات الآلاف من رجال الأمن والخبراء في جميع المجالات على أتم الاستعداد لتقديم العون، ولكن تلك الطاقات من الكوادر ومنهم خبراء بقراءة الفلك والأحوال والتوقع بوقوع الأحداث قبل حدوثها كالمطر لم يستطيعوا حمايتها والدفاع عنها وإنقاذها من السقوط والانتهاك.
ربما السبب ان الحادثة وقعت في فترة كان فيها الجيران كبقية الناس “مشغولين” بحدث عالمي كبير جدا، فلم يسمعوا صوتها وصرخاتها واستغاثاتها. لاسيما إن الجميع قد ملوا من كثرة شكاويها القديمة مذ سنوات عديدة بأنها تعاني من أزمات ومشاكل وأمراض مستعصية، ومن وجود سلبيات ونواقص في المنزل الكبير القديم المتهالك الذي لا يليق بعروس محترمة.
وللمعلومية لأنها من أصول عريقة وذات نسب شريف وسمعة بأنها غنية فأنها دوما كانت تتعرض للتأمر من قبل العديد من الجهات التي تتفنن في التلاعب والاستغلال والسرقة والفساد وهدر المال، كما هناك من يجيد فن صيد المغلوبات على أمرهن لاسيما إن القانون يمنع المرأة من أن تدير أمورها ومتابعة قضاياها بنفسها لأنها أنثى والأنثى قاصرة لا يحق لها أن تقوم بالكثير من الأعمال بل تحتاج إلى سائق والى وكيل يمثلها، .. وبالتالي أصبحت صيدا سهلا للمجرمين والمفسدين والمخادعين والمستغلين بطرق شتى للقريب والبعيد .. كحال بقية المحرومات في الوطن.
الملفت في الحادثة أنها كشفت اللثام عن حقيقة واقع العروس إذ إن الجميع كان يتوقع أنها رائعة الجمال لأنها من أصول عريقة ومن عائلة ثرية وكريمة في نفس الوقت، ولكن الذي تم مشاهدته أثناء وبعد الحادثة والتعري والتعرية الإجبارية إن العروس ذات وجه قبيح وجسد متهالك يفتقد أدنى مواصفات الجمال وان ملابسها قديمة بالية، وان ما يتم الإعلان عن جمالها والتفاخر بها ما هو إلا كذب وافتراء وخداع للعروس ولأهلها وللعالم. وستكشف الأيام القادمة عن المزيد من الفضائح وعن الجهات المسؤولة عن الاعتداء والإساءة والخداع والزيف والإهمال في حادثة فضيحة العروس.
من المسؤول عن الحادثة الكارثية التي شهدتها عروس السعودية والبحر الأحمر “مدينة جدة”، التي تحولت خلال 5 ساعات تقريبا إلى مدينة كارثية راح ضحيتها نحو 120 قتيلا وإصابة المئات وفقدان أكثر من 11 الف شخص بالإضافة إلى الآلاف من المشردين والى خسائر فادحة.
alislman2@gmail.com
* كاتب سعودي
عروس (المملكة) تتعرى من المسؤول؟!
كل ما حدث كان متوقع ……. وسكت الكلام.. فلنتظر كارثة آخرى