كل الفقاعات التي تداخلت ببعضها أثناء التخمر العام في اليمن، أصبحت تنفجر الآن في وجوهنا، وعلى رؤوسنا، وفي أكثر من مكان، في صعدة والضالع ومأرب وردفان والجوف ولحج وجعار و… الخ.
“القاعدة”، “الجهاد” والميليشيات القبلية، وحركة التمرد الحوثية، والعناقيد العسكرية والانفجارية في الحراك الجنوبي، وتململات وتمردات تجار السلاح وأمراء الحرب و… الخ.
والمخيف، بل المحزن حتى الجنون، أن ينجرّ ويتحوّل الحراك الجنوبي الذي بدأ مطلبياً، حقوقياً، ثم تطور وتبلور وكان سياسياً مدنياً سلمياً، وكاد أن يكون معجزة اليمانيين في الألفية الثالثة، إلى المحرقة. وفي ضوء ما يحدث هذه الأيام في المحافظات الجنوبية، وخاصة في كل من لحج، الضالع وأبين، وكلها محافظات العمق والمخزونُ الذي طالما حسم أمر التوجه والحكم في الجنوب وعدن بخاصة، يمكن القول إن الحراك -ربما- أصبح يحتاج إلى معجزة تتداركه من الوقوع في مهب لعنة التاريخ ومصيدة العنف الشرهة والمتوحشة.
وإذا كانت السلطات تبرّر غلقها لأماكن وساحات الاجتماع المدني والتظاهر والاعتصام، بمزاعم باطلة ومبتذلة، وتتمادى في ارتكاباتها القراقوشية والكاريكاتورية على نحو ما فعلت بحق صحيفة “المصدر”، وما حكمت على الزميلين سمير جبران ومنير الماوري الذي صدر بحقه الحكم القاضي بمنعه من الكتابة مدى الحياة..
وإذا كانت هذه السلطات تتصور أن من حقها حجب السماء، ووقف دوران الأرض، وشطب كافة الجزر من على وجه الأرض، بما في ذلك” قناة الجزيرة”، لمجرد أن الزميل أحمد الشلفي يعمل مراسلاً لها بصنعاء، وأنه صار سبباً في حذف كل الجزر من العين الحمراء للسلطة..
ولئن كانت هذه السلطات تعمل بخواء لا يطن ولا يرنّ، وتتأبى إلا أن تكون حدثاً مؤجل المبنى والمعنى، وتتمادى في تضليل كافة الأنحاء، ومخادعة كل الاتجاهات، وتقيم حفلات التشنيع بأصحاب الرأي والخصوم، وتبرع في تقنية الخداع واستنفاد طاقة الجموع وتحطيم الأذهان والأبدان، وإفساح المجال لتفشي وتعاظم سرطان أدباء الدم والتراب..
… وإذا كانت هذه السلطات تزعم وتتصور أن من حقها أن تقدم على كل تلك الإرتكابات والفظائع، فليس من حق “الحراك” أن يستنفد صبر السياسيين الحالمين، وأن يتردى إلى مهاوي الإسراف والشطط وهيجان الخواطر، وأن ينفجر كأية فقاعة من تلك الفقاقيع التي تزكم أنوفنا بروائحها الكريهة وتفتك بنا.
ليس من حق قيادات “الحراك” أن تتنازع على سلطة وهي لم تصل بعد إلى مستوى تشكيل باقة سَلَطة خضراء على مائدة غداء. ولا يحق لها أن تتذرع بهمجية السلطات البوليسية التي يقال بأنها كفيلة بدفع الناس إلى امتشاق ذات الأسلحة التي تستخدمها، وتحويل كامل البلاد إلى ساحة للتقاتل والمناطحة.
وليس من حق هذه القيادات الحراكية أن تسوغ الانزلاقات إلى مهاوي العنف بأفعال السلطة المعروفة بخروجها من الرحم المظلم للعنف، وبما هي مسخه المتجهم.
ذلك أن ما تراكم من جهد وخبرة وفعل ما زال يؤشر على إمكانية إحداث تحول عميق، وزحزحة كبيرة يمكن أن تفضي إلى ابتكار وطن، واختراع يمنٍ غير هذه التي نرى ونقرأ.. يمن بدلاً من هذه الأطلال والخرائب التي تحفنا وتلتحفنا وتحرقنا على مدار الساعة، وفي كل ثانية.. يمن لا تكتب بالدم.
mansoorhael@yahoo.com
صنعاء
“ليس من حق “الحِراك العودة إلى المستقبل التاريخ وليس العودة إلى الماضي التأريخ. الزميل منصور هائل انا من وقت سابق قد عرضت على الحراك العودة إلى التاريخ النضالي السياسي في الجنوب الحبيب قبل ثورة الدبابة الواحدة في سبتمبر 1962 في شمال اليمن , وليس العودة الى التأريخ النضال العسكري , وهو ما تطرقت إلية اليوم . ان العودة لحمل السلاح, ولغة – بدون مراعاة الإمكانيات العسكرية التي تملكها قبائل الأحمر , معروف النتائج مسبقا, وهو انتصار القوي على الشجاع , الباطل على الحق, الشرير علة النبيل ” حرب1994 “- العنف المتبادل أمر سابق لأوانه بل لن يعطي في الوقت الراهن… قراءة المزيد ..