لم يدر في مخيلتي، رغم احقية الموت لكل انسان في كل زمان، ان ارى الانسان الذي وجهني وانبني وأطلقني للحياة فاقدا للروح. لم انتبه في ظل سرعة السنوات ان فقدان والدي د. ناظم الغبرا سيكون بهذه القساوة صانعا فراغا كبيرا لكل معنى وقيمة. الفقدان المفاجئ بلا مقدمات من اكثر المواقف ايلاما، اذ يقف الانسان في مهب غريب بينما تعصف به المشاعر والذكريات بين هبة باردة واخرى ساخنة. لقد فقدت ابا احببته، وعشت معه في ظل ظروف متغيرة، تأثرت به، وسمعت قصصه القديمة والمتجددة، وانصت لتجاربه، وتأثرت بتاريخه وبشجاعته في التعامل مع الحياة بتفاؤل ومحبة. و كلما عرفته اكثر، بحكم تقادم السن، وتفاعلت مع روحه وصداقته تحول التمسك به وبوجوده لجزء ابدي من حياتي. فمع روحه تواصل ومع أخلاقه تتابع ومع تاريخه تماثل واستمرارية. ان فجائية الانتقال و سرعة الموت لم تترك فرصة حقيقية للوداع.
غريبة قصة الاجيال، فالدكتور ناظم من جيل عصامي، نكبته قضية فلسطين عام ١٩٤٨، لكن بفضل تعليم نوعي وشهادة في الطب من الجامعة الامريكية في بيروت عام ١٩٤٦ نجح في مسح الحزن التي صنعته النكبة من اجل تحمل مسؤولية اسرته وعائلته وحياته. في هذا مثَّل والدي جيل لم يستسلم للظروف والقدر، وحاول ان يصيغ عالما جديدا. انتقل بين عوالم عدة في البداية، طبيبا للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، ثم طبيبا في العراق ثم في السعودية ثم وجد في الكويت المكان المناسب عام ١٩٥٢ لتكوين اسرة والبدء بحياة عائلية. لم يندم على قراره هذا، فقد احب المكان الجديد الذي وفد اليه، تفاعل مع شعبه وأهله وسكانه بأنسانية ومهنية عالية، اذ شعر في الكويت بالالفة والاستقرار والمحبة حتى يومه الاخير.
في الليلة الاخيرة ، وذلك قبل سفري لعمل، جئت الى منزله لاودعه دخلت عليه انا واخي. وعندما قبلته، اطلت الوقت لاشعر بجبينه وخذيه، وعندما ضممته اطلت في الضم بعض الشيئ على غير عادتي. اردت ان تستمر تلك اللحظة لدهر و لزمن طويل. شعر والدي بي وشعر بتعطشي له، لكنه لم يعلم وانا لم اعلم انها اخر مرة التقيه واتحدث معه في حياته وحياتي. سألته عن صحته، وعن ادويته، فهو طبيب قلب قرر ان يعالج نفسه بنفسه وان يأخذ الدواء وراء الدواء في علاجه لارتخاء كبير في عضلات قلبه الكبير. تحدثنا عن الحياة وعن كتاب انوي نشره قريبا و عن رحلتي القادمة.
تركته مغادرا لكنني عدت واتصلت به في الثانية عشرة ليلا. ضحك كثيرا، ضحكت، تبادلنا احاديث عدة، علق على امور، علقت على اخرى. كانت تلك اخر مرة اسمع فيها صوته الذي اميزه من بين مليون انسان. هذه غرابة الصدفة والحياة بما فيها من جمال والم و وداع ولقاء.
لقد ظل والدي قويا ومحبا، مبتسما ومفائلا، نشطا وحكيما حتى الدقيقة الاخيرة في حياته. قبل وفاته بساعتين صلى والدي في المسجد يوم الجمعة، قاد سيارته نحو صديق قديم يقع منزله قرب المسجد، ثم انتقل لديوانية لاصدقاء له سائلا عن احوالهم ومتبادلا معهم اطراف الحديث. بعد ذلك عاد الى المنزل، استعد لتناول طعام الغداء، لكن قلبه توقف فجأة، فجلس وبقى جالسا بلا حراك، لم يسقط ارضا، لكنه اسلم الروح بلا مقدمات وبلا الم وذلك كتعبير كبير عن السلام الداخلي والقبول الذي عاشه مع نفسه.
ومهما بلغ حجم الحزن بفقدانه فقد تحول لقناعة بأن كل خير و صوت ورسالة تركها في حياته تمثل استمرارا لحياته وروحه. ابان مجلس العزاء شعرنا جميعا من ابناءه واحفاده انه معنا بأعماله وكلماته وحكمته. انها حالة الحياة التي تمثل انتاجا قبل ان تكون استهلاكا وعطاءا قبل ان تكون اخذا. والمنتجين يستمرون بعد رحيلهم الى ما لا نهاية بفضل افعالهم واعمالهم وكلماتهم وحكاياتهم التي قدمت الحياة واعادة انتاجها المرة تلو الاخرى. لقد ملئ والدي ناظم الحياة بهجة و الدنيا عملا والاسرة محبة حتى الدقيقة الاخيرة من حياته.
الانتقال من الحياة الى الموت قطع لطريق يقع بين شيء وشيء. ترك والدي جسده لندفنه، بينما انتقلت روحه لمكان اخر باحثة عن راحة ابدية وبداية جديدة. ذهب لعالم لا اعرف عنه الا ما تقوله لنا الكتب السماوية. تستمر حياته معنا بالذكرى وبنتائج أفعاله. لقد دخلت حياته بمماته بعدا خامسا، رحمه الله.
استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
في وداع والدي د .ناظم
السلام عليكم يا دكتور شفيق والله يرحم الدكتور ناظم ويسكنه فسيح جناته وعاشرناه في الكويت وكان مثالا للاخلاق الاسلاميه الحميده والعطاء واعطاكم الله طوله العمر والصحه والعافيه
في وداع والدي د .ناظم
السلام عليكم واحيي الدكتور شفيق حفظه الله واعزيه بوفاه المرحوم الدكتور ناظم رحمه الله واسكنه فسيح جناته وكان رحمه الله علما معروفا بالطب والاخلاق الاسلاميه العاليه وحبه للعطاء والخير وانا بتواضع عشت طويلا بالكويت وعاشرته تماما وسمعت نصائحه واتمنى من الدكتور شقيق ان يعرف مدى العلاقه التي كانت تربطني بالمرحوم واتمنى ان تكون الحجه موجوده وبصحه وعافيه فلسطين00972599476265والد الشهيد اسامه ابو خليل
في وداع والدي د .ناظم
ألأخ ألدكتور شفيق
كان الله في عونكم لقد فقدت والدي المرحوم ناجي جواد قبل اشهر قليله واعرف ماذا يعني أن يفقد ألأنسان مثله ألأعلى في الحياة ومربيه. اللهمك والعائلة الصبر و السلوان واسكن الفقيد فسيح الجنان, وانا لله وانا اليه راجعون.
د. سعد ناجي جواد/ جامعة بغداد
في وداع والدي د .ناظم
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته فقد خدم الانسانية بعلمه والبركة في ذريته نسأل لهم التوفيق والسداد وعلى رأسهم الأخ العزيز د شفيق
في وداع والدي د .ناظم
Very touching words ..AllaH yerhamo ..He always have been a special person in my heart, as he was my first doctor in my childhood,
في وداع والدي د .ناظم
My sincere condolences
في وداع والدي د .ناظم
رحمة الله عليه وعظم الله أجركم وأحسن عزائكم
…
المثل يقول ” من خلَف ما مات ” الدكتور ناظم بدأ المسيرة ,وانتم أولاده ومن بعدكم أولادكم عليكم إتمامها…
في وداع والدي د .ناظم
I just heard the news from your Brother Yusuf , through facebook. My sincere condolences to you and all your family.Nabih Baaklini
في وداع والدي د .ناظم
.hi shafiq
the only thing i can say………….yes most definitly, he was a good person. allah yer7amoo.
في وداع والدي د .ناظم
عظم الله اجركم وفيكم البركة