وجدي ضاهر – بيروت الشفاف – خاص
اولا – لا تخدشوا أذن الـ”مون جنرال” ولا الجنرال الصغير “سليمان فرنجية”.
قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن لأن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية زار رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية في “معراب” والتقاه مع كتلة “القوات اللبنانية”- وهي، بالمناسبة، كتلة نيابية باصوات مسيحية بامتيازولم يتم تركيبها تركيباً- واستبقى جعجع الحريري الى مائدة العشاء.
قامت الدنيا. استنفر “مون جنرال”! كيف تسول للحريري نفسه ان يذهب الى معراب اصلا؟ وفي حال قرر الذهاب، لماذا تناول العشاء، ومن هو هذا الـ”جعجع” لكي يتناول الحريري العشاء الى مائدته؟ فالوزير المارد الزغرتاوي و “مون جنرال” اعتقدا لوهلة ان بامكانهما ان يستأثرا بالحريري كما كان يفعل فرنجية مع الحريري الاب. فبدعة الوزير المعارض ووزير الثوابت بدأت معه وبه ولديه حنين للعودة اليها. اما الجنرال فكلما نظر الى المرآة يرى نفسه ولا احد سواه.
اول رد فعل كان تصعيد الجنرال. وهو، بعد ان كان وافق على صيغة حكومية، عاد ليرفضها لانه يريد ان يعاقب الحريري. اما النائب فرنجية فأصر على ان “التنازل” ليس خسارة. فالاقلية فازت بالانتخابات!! هكذا قال فرنجية، نافيا ان تكون الاقلية خسرت، ولكن لم نفهم كيف اذا كان عدد النواب المسيحيين 64 نائبا من بينهم 37 نائيا ليسوا عونيين ولا من المردة ومن غير الفائزين باصوات من هم من غير المسيحيين.
كلا النائبين عون وفرنجية ساءهما الاعتراف بسمير جعجع فقررا معاقبة الحريري وعرقلا تشكيل الحكومة ويجب علينا نحن اللبنانيين ان نصدق!!!
ثانيا ، في مناسبة عشاء قام احد الـ”مونولوجيست” بتقديم وصلة من الكاريكاتير السياسي ولم يوفر شخصية سياسية ولا مدنية ولا دينية من النقد. والمفارقة انه عندما وصل الى امين عام حزب الله حسن نصرالله، ساد الحاضرين الوجوم وتبادل الجميع نظرات التساؤل والاستغراب، ثم بدأ الهمس! والتساؤلات! هل سنخرج احياء؟ هل سنفلت من هذه العاقبة؟ كيف تجرأ هذا “المونولوجيست” على انتقاد الامين العام؟؟ وما هي إلا دقائق حتى انسحب بعض الحضور. ولكي لا اجزم لم استطع تحديد السبب هل هو احتجاج؟ ام خوف؟ ام استنكار لمجرد ان “المونولوجيست” سوّل لنفسه وضع الامين العام في مرتبة سياسيين وقادة عاديين دونه مرتبة، مع العلم ان البطريرك صفير والمطران الياس عوده لم يسلما من “المونولوجيست” نفسه وفي السهرة عينها.
انها في الحقيقة ادبيات لبنانية ولغة جديدة تدخل عالم اللبنانيين عنوانها التخويف المشتق من الخوف وإخافة المواطنين.
يجب ان نخاف ردة فعل العماد عون والنائب سليمان فرنجية كلما تحدث سمير جعجع ولم يعجبهما كلامه. فيتعرقل تشكيل الحكومة مع ما يرافق ذلك من عودة الى خطاب مطالب التيار العوني من خلال مفردات جديدة قوامها “حقنا في وزارة الاتصالات، لكل حقيبة وزارية تنتزع منا حقيبة وازنة سنحصل عليها من الاكثرية، حقنا في تمثيل المسيحيين دون سوانا، حقنا في إخراج مواقفنا السياسية، وحقنا المقدس ليصبح “حقاً إلهياً” للتيار العوني في كل شيء تحت طائلة العرقلة.
ألم يبتدع النائب فرنجية سابقا صفة “الوزير المعارض”؟!! والثابت!! في وزارات الحريري الاب، وهو نائب وعلى رأس كتلة نيابية. فكان هو الخصم والحكم في بدعة ديمقراطية لم يعرفها إلا لبنان!!!”
وفي الادبيات اللبنانية، ايضا لا تعترضوا على قداسة الامين العام ، واستحضروا الماضي القريب فتجدوا فيه ما يفيدكم في العواقب.
انها تدعيات السابع من ايار وما سبقه وما اعقبه فادخلت على ادبياتنا السياسية مفردات ومصطلحات جديدة عنوانها الوحيد “الخوف”.
يجب ان نخاف.
وفي الحقيقة ان تشكيل الحكومة مرهون بارادة غير لبنانية مهما حاول الجنرال عون وصهره ومن لف لفهم ان يقولوا ان هذه الوزارة او تلك ستحل عقدة التشكيل. فلو اعطي عون رئاسة الحكومة ولو كان صهره ما يشاء ان يكون، فسوف يجدان ما يعترضان عليه، لكي لا تتشكل الحكومة.
ولو عاد الامربصلاحيات رئيس الجمهورية الى ما قبل الطائف والى المارونية السياسية فلن تتشكل الحكومة.
مسألة الحكومة في منشأة “قم” و”نطنز” في ايران ،كما هي مسألة المصالحة الفلسطينية التي كانت قاب قوسين او ادنى من التوقيع. كما هي ايضا في العمليات الانتحارية العائدة الى العراق، من دون ان ننسى القتال المستعر في “صعده” اليمن.
رأفة ً بنا كلبنانيين، لا تستغبوا ذكاءنا!