فيما يواصل كورد تركيا احتفالاتهم بقدوم رسل سلامه، قرر حزب العمال الكوردستاني اليوم الخميس 22 أكتوبر، إرسال قافلة سلام أخرى إلى تركيا، وذلك بعد مرور أيام معدودات على عبور قافلة سلامه الأولى بوابة الخابور الحدودية إلى تركيا، قادمة من مخيم مخمور للاجئين وجبال قنديل، وقد كان مقرراً سابقاً أن يرسل الحزب مجموعة من أنصار الحزب متواجدين في بلدان الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، تلبية للنداء الموجه من زعيمه أوجلان عبر محاميه في 9 أكتوبر الجاري، ويبدو أن تعامل السلطات التركية الإيجابي مع أعضاء قافلة السلام الأولى المؤلفة من 34 شخصاً وإخلاء سبيلهم بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية على الحدود، كان مشجعاً للحزب العمال الكوردستاني لمواصلة مبادرته السلمية ومحفزاً له لإرسال قافلة السلام الثانية المؤجلة.
فقد أدلى زبير آيدار عضو اللجنة التحضيرية لإرسال المجموعة الثانية وعضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكوردستاني اليوم بتصريح لوكالة أنباء فرات، بين فيه أن المجموعة السلمية الثانية ستغادر مدينة دوسلدورف الألمانية في 28 أكتوبر الجاري متوجهة إلى تركيا، لتحط في مطار اسطنبول الدولي، ومن المقرر – بحسب آيدار – أن يجري تنظيم مؤتمر صحفي في مركز الإعلام الدولي بالعاصمة البلجيكية بروكسل يوم 27 أكتوبر للمجموعة التي تواصل استعداداتها للرحلة، ولكن تم تأجيل إعلان أسماء أعضاء المجموعة المؤلفة من خمسة عشر شخصاً إلى وقت لاحق.
وقد ناشد زبير آيدار الدول الغربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساندة مبادرة حزب العمال الكوردستاني السلمية، ودعم جهود الطرف الكوردي للوصول إلى السلام في تركيا، كما وناشد آيدار السلطات التركية للتعامل بإيجابية أكبر مع قافلة السلام الثانية.
فيما يواصل حزب المجتمع الديمقراطي الذي يمثل الكورد في البرلمان التركي بنتيجة الانتخابات البرلمانية الأخيرة في صيف 2007 استعداداته لاستقبال قافلة السلام الثانية القادمة من أوروبا، فممثليات المجتمع الديمقراطي في مناطق وضواحي اسطنبول، سيما منها أدرنه وتكيرداغ وكركلارلي، قد شكلت لجنة تحضيرية لاستقبال أعضاء قافلة السلام الثانية، بينما تجري الاستعدادات على قدم وساق في منطقتي كوجايلي وبورصه، وهما منطقتان قريبتان من اسطنبول وتقعان في القسم الآسيوي من تركيا، ويتوقع أن يكون الاستقبال الكوردي في اسطنبول لقافلة السلام القادمة من أوروبا حافلاً وكبيراً، سيما وأن هنالك أكثر من ثلاثة ملايين كوردي يقيمون في المدينة، وهم بغالبيتهم من الكورد الذين أجبرتهم السلطات التركية على الهجرة إلى الغرب التركي، بنتيجة حملات الإبادة والصهر القومي وتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية كوردية من قبل الجيش التركي، أثناء المواجهات مع حزب العمال الكوردستاني في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم.