الشفاف – بيروت – خاص
لم يكن موقف العماد عون مفاجئا بالامس لجهة اعلانه تمسكه بخمس وزارات والدخول في حفلة مزايدة مسيحية والحرص على الظهور بمظهر المظلوم والمستهدَف والطاهر النقي الذي يريد اصلاح الوزارات واستئصال الفساد منها على يد اخصائيي التيار الوطني، وفي مقدمهم صهره العتيد جبران باسيل.
عون خرج عن طوره بعد ان استشعر ان الرئيس المكلف يبيعه من بضاعته، وهو مستمر في الاتصال به ومفاوضته، ويصر على الحفاظ على هذا النهج في العلاقة معه ومع سواه من قوى المعارضة لنزع الالغام من امام التشكيلة الحكومية والنفاذ بالوضع الداخلي الى بر الامان.
وفي الحقيقة ان عون، بما هو معروف عنه من قلة صبر وأناة، اراد ان يلعب مع الحريري لعبة عض الاصابع، بمعنى من يتحمل مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة! وبرع الرئيس المكلف وأجاد مجاراة عون في لعبته ، فكان الأول الذي فغر فاه صارخا ومزمجرا على جري عادته الى حد إملاء شروطه على حليفه النائب فرنجية الذي ارتضى القبول بوزارة دولة لتسهيل تشكيل الحكومة، فرفض العماد عون واعاد الامور الى مربعها الاول.
ولكن هل، فعلا، ازمة تشكيل الحكومة تتوقف على شروط الجنرال؟
ما جرى في الايام السابقة، والتي اعقبت القمة السورية السعودية، لا يشير الى واقع الحال. فكان المطلوب سورياً بعد القمة، إشاعة اجواء من التفاؤل تؤشر الى عجز اللبنانيين عن الامساك بزمام امورهم، وتظهر انهم ينتظرون دائما الوحي الخارجي. وكان بارزا ان هذا الوحي اخذ منحى اتفاق سوري سعودي. وبشكل اوضح، ان المملكة العربية السعودية سوف تمارس ضغوطا على الرئيس المكلف سعد الحريري لكي يتنازل بالمطلق، في مقابل ان تمارس سوريا ضغوطا بدورها على حلفائها لكي يسهلوا ولا يتنازلوا، بحيث يصبح التسهيل انجازا، من ضمن شروط العرقلة السورية الايرانية لتشكيل الحكومة.
وما حصل ايضا ان الرئيس المكلف وكتلة تيار المستقبل قررت مجاراة عون ومن يقف خلفه من قوى الثامن من آذار في موضوع إشاعة التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة الى حد ان اللعبة كادت تنطلي على العماد، ما اضطره الى اعادت الامور الى نصابها، لجهة انه هو من يشيع اجواء التفاؤل ليخرج من معركة التشكيل منتصرا على خصومه وفي مقدمهم القوات اللبنانية على المستوى المسيحي وتيار المستقبل في المقلب الآخر، بعد ان نأى رئيس اللقاء الديمقراطي بنفسه عن ساحة المناكفات السياسية بين الموالاة والمعارضة.
ولكن، وأيضا، الرئيس المكلف اعلن غير مرة، وهو متمسك، بانه رئيس حكومة كل لبنان. وإذا كان العماد انزعج من لقاء الرئيس المكلف بكتلة القوات اللبنانية في “معراب” وتناوله طعام العشاء الى مائدة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، فهذا الامر ينسجم مع قناعات الحريري من انه يريد ان يكون رئيس لحكومة كل لبنان وليس طرفا. علما ان جعجع لم يبد انزعاجا من استضافة عون للرئيس المكلف ولا جلسات التشاور بينهما اقلقته، خصوصا وان عون حاول ويحاول توظيف هذه اللقاءات من اجل الحصول على المزيد من المكاسب الحكومية من جهة والشعبية المسيحية تحديدا من جهة ثانية.
وفي سياق متصل يبدو ان لعبة توزيع الادوار بين عون وصهره الوزير جبران باسيل كانت مكشوفة ولم تنطلِ على احد، بحيث ان باسيل كان يناقض توجهات عمه ويعلن ان وزارة الاتصالات حق مقدس ومكتسب له وللتيار الوطني من بعده ولتكتل الاصلاح والتغيير من خلفهما.
كما ان لعبة تبادل الادوار في صفوف المعارضة لم تنطل على الرئيس المكلف ايضا، بحيث يخرج حزب الله الى العلن، ومن خلال النائب نواف الموسوي ليشيع اجواء التفاؤل وقرب تشكيل الحكومة، وان على الرئيس المكلف ان لا ينتظر اكثر، ما يوحي بان التشكيلة انجزت وان الحريري ينتظر إشارة خارجية ما لاعلانها او لعرقلتها بعد ان اعلن حمائم المعارضة تسليمها بقضاء الانتخابات وقدرها. خصوصا وان الموسوي كان يختم مطولاته التفاؤلية بتحذير من دخول اميركا على خط التعطيل، ما ادهش السفيرة الاميركية التي كادت تصدق لوهلة ان الحكومة اللبنانية تتشكل في عوكر وليس في دمشق وطهران.
وفي السياق عينه يمكن قراءة موقف النائب سليمان فرنجية الذي اعلن انه زاهد بحقيبة وزارية ويكتفي بحصته على شكل وزارة دولة. مع انه كان اعلن قبل ايام معدودات انه لن يقبل إلا بحقيبة وزارية ليشير، وبما هو معروف عنه بانه رجل سوريا الاول في لبنان ، الى ان سوريا لا تتدخل، او في احسن الاحوال هي تريد تسهيل عملية التشكيل. ولكن هذا الموقف قابله الرفض العوني وصمت من قبل الحزب الالهي واستئناف الصوم في عين التينة، ما يعيد امر تشكيل الحكومة الى مربعها الاول اي وضع الرئيس المكلف في وجه العماد عون في معركة اخلاقية غير متكافئة. إذ ان الحريري معروف عنه اتزان مواقفه تجاه الحلفاء كما المعارضين، في حين ان العماد عون يخرج عن طوره ويبدأ برمي الاتهامات والسباب جزافا.
وبالعودة الى تشكيل الحكومة اللبنانية، يبدو ان الامور عادت الى نصابها الطبيعي. فلا تفاؤل بقرب التشكيل لا تشاؤل بل تشاؤم! ويسود الاعتقاد بان هذه الحكومة لن ترى النور قبل ان تتضح معالم التسوية الدولية مع ايران النووية، وقبل ان تعلن نتائج الانتخابات العراقية ويتقدم الجيش اليمني في “صعده” لينهي التمرد الزيدي، وقبل أن يوقع الفلسطينيون ورقة المصالحة المصرية ويكتشف الايرانيون من فجّر اجتماع سيستان بلوشستان، وتحل الازمة في مقديشو ودارفور والنزاع العربي الاسرائيلي!! عندها يمكن الحديث عن قرب تشكيل الحكومة في لبنان، ما لم تظهر ازمات اخرى تحول دون عودتها الى المربع الاول من جديد.
عاد “مون جنرال” إلى “طبيعته”.. وتشكيل الحكومة إلى المربّع الأول!
الغريب في الجنرال عون أنه ملك التقلبات يلعب الأدوارالتي تناسبه مثلاً1989إفتعل حرب التحرير ضد الجيش السوري وجلب الخراب على لبنان بالأخص على الطائفةالمسحيةالكريمةثم2009 طلب من شعب لبنان الأعتذار من سوريا,سنة 2004 طالب الكونكرس الأمركي بقانون محاسبة سورياثم نفى هذاالموضوع لاحقاً عندما عادالى لبنان,في زيارة له إلى قصر قريتم2005 صرح”عون”أنه يجب محاسبة قتلةالشهيدرفيق الحريري ثم شكك بمصداقيةالمحكمة الدولية,2005عندإستشهادسميرقصير بُلغ “عون” أمام عدسات المرئي والصحفيين وقال مين سميرقصيرهذاثم نفى هذاالأمرثاني يوم, وإلخ إلخ إلخ.
عاد “مون جنرال” إلى “طبيعته”.. وتشكيل الحكومة إلى المربّع الأول!Sorry I cannot write in Arabic. One thing I do not understand is that if Aoun (or anyone) is considered an obstacle to whatever, you have two “peaceful” choices: either make a deal with him or make a deal excluding him. Why keep hammering that person day in and day out to no avail? In Lebanon, people generally have their minds already made up and so all this talk (better classified as bullshit) is just childish if not dumb and not worth re-publishing in different forms, under different names here and… قراءة المزيد ..