علّق امين سر “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ابرهيم كنعان على المبادرة التي اطلقها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري باتجاه النائب العماد ميشال عون، فأكد ان “المشكلة اساساً ليست شكلية بل سياسية”، معتبراً ان “العائق امام اللقاء بين العماد عون والرئيس المكلف ليس شكلياً، رغم اعتبارنا ان الحملات الاعلامية التي استهدفت “التيار الحر” والجنرال غير لائقة”، ومعتبراً ان “وقف هذه الحملات ضروري، اولاً احتراماً لمستوى معين من التخاطب السياسي، وثانياً لايجاد مناخ ايجابي امام نجاح مثل هذه المبادرة اذا كانت جدية واذا كان الهدف فعلاً انقاذ لبنان من ازمة سياسية ودستورية وليس مجرد مبادرة اعلامية”.
واذ اعلن كنعان في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية أن المناخات المواكبة لعملية تشكيل الحكومة يفترض ان تتخذ منحى ايجابياً بعد مبادرة الرئيس الحريري، اكد ان الاتصال الذي تم السبت بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد عون “اتسم بالايجابية”، لافتاً في الوقت نفسه الى “ان من المفترض ان تواكب مبادرة الرئيس المكلف اتصالات للتحضير للقاء”. وقال: “مثل هذا الامر لا يحصل في الاعلام، بل عبر اتصالات لتحديد ظروف اللقاء وحقيقة النيات اي الى اين يمكن الوصول. فآخر ما يريده اللبنانيون لقاءات لا تؤدي، لا سمح الله، الى نتائج ايجابية. واللبنانيون يريدون ان تصل الى نتيجة و”التيار الحر” حريص على بلوغ نتائج ايجابية وان تتألف حكومة في اسرع وقت لان ثمة ملفات اصلاحية مهمة جداً على مستوى الادارة والمؤسسات اعددنا لها ونريد ان نطرحها”.
ورداً على سؤال قال: “كي تخرج المباردة من اطار التداول الاعلامي وتسجيل المواقف ـ وانا لا اقول اطلاقاً ان هذه مبادرة تسجيل مواقف بل اتمنى ان تكون ايجابية ـ يجب ان تترافق مع مضمون واتصالات تحدد ظروف انعقادها وإنجاحها. واكرر ان المشكلة ليست شكلية، والموضوع ليس مكان اللقاء، على اهميته، بل تأمين المناخ السياسي المناسب، ومراعات قاعدة اساسية هي احترام حقوق الاخر ومطالبه. فلا يمكن كلما قدم “التيار الحر” طرحاً اتهامه بالعرقلة”.
وماذا عن قول العماد عون قبل ايام “من يريد ان يفاوض ليأت اليّ”، وهل تراجع عن هذا الشرط؟ اجاب: “هذا حصل وسط حملة اعلامية حادة وغير لائقة كانت مستعرة ضد التيار والجنرال وترافقت مع كلام عن دعوة (للعماد عون) للقاء في منزل النائب المكلف او الرئيس المكلف، واليوم الجنرال معني شخصياً بهذه المبادرة، وسيكون له موقف. والعماد عون ليس سلبياً في اي شكل، انما عنده مبادئ معينة يتعاطى من خلالها مع اي طرح”. اضاف: “هناك مناخ يجب ان يتوافر لانجاح هكذا مبادرات، كما ينبغي ان يكون هناك مضمون يتجاوز الاطار الشكلي، اي وجود نية للوصول الى اتفاق وتفاهم ضمن احترام حقوق الاخرين والشراكة الحقيقية”.
وهل ما زلتم متمسكون بحقيبة الاتصالات وبوزارة الداخلية؟ اجاب: “الرئيس المكلف لم يطرح بعد اي مضمون، فكيف نفعل نحن ذلك؟ ليطرح مضموناً وعندها نقول ما عندنا، وحتى الساعة لم يتحدث احد معنا عن مطالبنا في شكل ايجابي”.
وقيل له هناك جو اليوم يقول بامكان قبول الرئيس المكلف بتوزير الراسبين في الانتخابات (الوزير جبران باسيل) مقابل الحصول على حقيبة الاتصالات من “التيار الحر”، فأجاب: “دعينا لا نخوض في مثل هذا النقاش في الاعلام، فمثل هذه الامور لا يمكن مناقشتها اعلامياً. واذا كانت هناك نية جدية لتحريك ملف تأليف الحكومة، فهناك مطالب لتكتل التغيير والاصلاح لم تتغير، بمعنى انه لم يحصل اي تطور بعد لا في الشكل ولا في المضمون في اتجاه مناقشة هذه المواضيع. والمعني المباشر بهذا الامر هو العماد عون، وهذه مسألة تحتاج، كي تبدأ مساراً جدياً، الى ان تتوافر لها الظروف التي سبق ان اشرتُ اليها”.
وهل العماد عون ما زال متمسكاً بالحصول على اعتذار مسبق “من كل الذين اساؤوا اليّ”؟ قال كنعان: “طُرحت ليل الجمعة مبادرة، وقلنا ان توفير المناخات الايجابية يحتاج الى عناصر عدة تتخذ اشكالاً عدة، ولنرَ ضمن هذا الاطار كيف يمكن الوصول الى مناخات ايجابية والى نتيجة عملية. واكرر ان هذا يتطلب بالتأكيد وقف الحملات الاعلامية”.
وهل يرى ان المناخ الاعلامي في اليومين الاخيرين ايجابي ومساعد؟ قال: “نتمنى ذلك، ولا يمكن الحكم على الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، وهذا سيتوقف على الوضع الذي سيستجد من الان حتى يوم غد وبعده. وسنرى كيف تتجه الامور وهل سيكون التعاطي مع المبادرة اعلامياً ام جدياً. وهل ستترافق المبادرة مع اتصالات، وهل سيكون هناك اعلان نيات بين الاطراف، وليس بالضرورة في الاعلام، وهل ستتوقف الحملات الاعلامية، علماً اننا ما زلنا نقرأ تجنيات على مواقع الكترونية وغيرها”. اضاف: “لا نريد ان نتوقف عند امور شكلية ونحن ضنينون بان تتألف الحكومة وباستقرار لبنان ودستوره وبناء دولة. وهذا مشروعنا، واذا كانت هناك ايجابية حقيقية، فالعماد عون هو آخر من يعرقل. والجنرال الذي تجاوز في السابق اموراً عدة واقتحم باب المصالحة الوطنية في لبنان، مستعد لمصالحات تراعي حقوقاً دستورية”.
وتابع كنعان »:الايجابية والموضوعية تقتضي ان يحصل نقاش جدي في كل الامور التي تثار، وهذا النقاش لم يحصل حتى هذه الساعة«.
وقيل له: اي ان “التيار الحر” مستعد لملاقاة كل ايجابية بايجابية مماثلة؟
فاجاب: “ولكن ضمن احترام حضورنا وتمثيلنا ووجودنا. ومنذ اكثر من 19 عاماً نعاني في لبنان تهميشاً على المستوى السياسي ونوعاً غير مقبول من التعاطي لا على المستوى الدستوري ولا السياسي. والمطلوب اليوم تصحيح هذا المسار، وهذا يحصل من خلال التعاطي بكل جدية واهتمام واحترام للاصول الدستورية والديموقراطية مع ثاني اكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب”.
ورداً على سؤال، اكد كنعان ان اعتذار العماد عون عن عدم المشاركة في الافطار الذي يقيمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان يوم الثلاثاء “له اسباب لوجستية وخاصة ولا تمت الى السياسة، بدليل ان نواب تكتل التغيير والاصلاح سيحضرون”.
وسألناه: ماذا تعني الاسباب اللوجستية، فقال: “غداً تُعرف. وجل ما يمكن قوله ان هناك اسباباً خاصة ولا علاقة لها بالسياسة”.
وهل عدم حضور عون له علاقة بتفادي اي لقاء مع الرئيس المكلف؟ اجاب: “ابداً. واكرر ان الامر مرده لاسباب تتعلق بالجنرال، وليس في الامر اي موقف سياسي”.
وهل في الامر “رسالة” الى رئيس الجمهورية اجاب: “اطلاقاً، وكيف تكون هناك رسالة، اذا كان نواب التكتل سيحضرون”.
وما صحة ما يقال عن ان العماد عون لن يكون في لبنان يوم الافطار؟ اجاب: “لا فكرة لدي عن هذا الموضوع”.
وماذا عن انتقاد وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير العماد عون ومطالبه “التي ليس من السهل دعمها وبينها توزير صهره ومطالبته بحقيبة الداخلية”؟ اجاب كنعان: “في نهاية المطاف هناك موضوع دستوري سياسي ديموقراطي لبناني، يجب ان يكون موضع نقاش جدي بين اللبنانيين والكتل النيابية. وفي رأيي انه كلما تمكنا كلبنانيين من ان نخطو خطوات ايجابية وجدية على المستوى السياسي في اتجاه بعضنا البعض وبما يحترم حقوق بعضنا البعض كلما كنا قادرين على الوصول الى نتيجة. وخارج هذا الاطار ارى ان ليس مفيداً اي موقف خارجي يتهم فريقاً لبنانياً، ولا سيما اذا كان الاتهام في غير محله. والموضوع الحكومي شأن لبنان، والمفروض ان فرنسا حريصة على توافق اللبنانيين وعلى المؤسسات في لبنان، واعتقد ان من المفيد جداً ان يكون موقف باريس داعماً للتوافق اللبناني ـ اللبناني”.