طهران (رويترز) – صعد رجال الدين المؤيدون للاصلاح في ايران انتقاداتهم للسلطات يوم الاحد بعد التحدي الشعبي الذي لم يسبق له مثيل على مدى ما يزيد على اسبوع للزعامة في الجمهورية الاسلامية.
لكن السلطات وصفت المتظاهرين بانهم “ارهابيين” ومثيري شغب فيما يشير الى تصميمها على قمع المظاهرات بشدة بعد ان أدت الى مقتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص أمس السبت.
وذكر الاعلام الرسمي ان السلطات اعتقلت ايضا ابنة الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني خلال تجمع للمعارضة في طهران أمس السبت.
وفجرت انتخابات 12 يونيو حزيران التي فاز بها الرئيس المتشدد المعادي للغرب محمود احمدي نجاد اعنف اضطرابات في البلاد منذ الثورة الاسلامية عام 1979.
وفي الوقت الذي تحمل فيه السلطات على المتظاهرين المؤيدين للمرشح الخاسر مير حسين موسوي كشف الرئيس الايراني السابق المعتدل محمد خاتمي عن زيادة المعارضة بين رجال الدين المؤيدين للاصلاح للزعامة الايرانية المحافظة.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء عن خاتمي حليف موسوي قوله في بيان “ان منع الناس من التعبير عن مطالبهم بالسبل المدنية ستترتب عليه عواقب وخيمة.”
وتنطوي تصريحاته على انتقاد للزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي الذي أيد حظر المظاهرات ودافع عن نتائج الانتخابات ووجدت هذه التصريحات صداها لدى اية الله العظمى حسين علي منتظري أكبر رجال الدين المعارضين في ايران.
وقال منتظري وهو احد مؤسسي الثورة الاسلامية عام 1979 ثم اختلف مع القيادة الحالية وأودع رهن الاقامة الجبرية في منزله منذ بضع سنوات “ان مقاومة مطلب الشعب حرام.”
ودعا في بيان في موقعه على الانترنت الى الحداد ثلاثة ايام على القتلى.
ويقول موسوي الذي يتصدر مؤيدوه الاحتجاجات ان الانتخابات زورت ويجب الغاؤها.
وقال التلفزيون الحكومي ان عشرة اشخاص قتلوا واصيب اكثر من 100 اخرين في مظاهرات نظمت في طهران يوم السبت في تحد لتحذير خامنئي. وقال تقرير منفصل ان عدد القتلى 13.
وقال التلفزيون الرسمي ان العنف شمل احراق مسجد وانحى باللائمة في ذلك على “مثيري الشغب”.
وقال “خلال الاضطرابات التي قادت للاشتباكات قتل عشرة أشخاص وأصيب أكثر من 100.” وأضاف “كان وجود الارهابيين… ملموسا في أحداث أمس في شارعي انقلاب وأزادي.”
وتشير هذه اللهجة المشددة الى ان السلطات ربما كانت تستعد للقيام بحملة قمع لوضع حد للاحتجاجات التي مضى عليها اكثر من اسبوع.
ومن ناحية أخرى اتهم احمدي نجاد الولايات المتحدة وبريطانيا بالتدخل في الشؤون الداخلية لايران.
ونقلت وكالة انباء الطلبة عنه قوله خلال اجتماع مع مجموعة من رجال الدين والعلماء “أنصحكم (الولايات المتحدة وبريطانيا) بتصحيح مواقفكم التي تتسم بالتدخل.”
وحث الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يقود جهودا دبلوماسية لوقف برنامج ايران النووي الذي يخشي الغرب ان يتمخض عن صنع اسلحة نووية طهران على “وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها”.
وقال اوباما في بيان “يتعين ان تفهم الحكومة الايرانية ان العالم يراقب. نحن نحزن لكل روح بريئة تزهق.”
ورفض ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني اتهامات احمدي نجاد. وقال “ترى المملكة المتحدة بشكل قاطع ان الشعب الايراني هو صاحب الشأن في اختيار حكومته.”
ودعت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل السلطات الايرانية الى اعادة فرز الاصوات والاحجام عن استخدام العنف ضد المتظاهرين واطلاق سراح المعارضين المعتقلين واطلاق حرية وسائل الاعلام في تغطية المظاهرات.
ولم ترد اي أنباء عن وقوع احتجاجات منظمة في طهران يوم الاحد. ومنعت القيود الحكومية مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية من الحضور خلال المظاهرات لتغطيتها.
وفي لندن أكدت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) ان السلطات الايرانية أمرت مراسلها جون لين بمغادرة البلاد.
وانتشرت شرطة مكافحة الشغب باعداد كبيرة يوم السبت واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات ومدافع المياه لتفريق مجموعات من مئات المتظاهرين تجمعت في شتى انحاء المدينة.
وقال تلفزيون (برس تي في) الايراني الذي يبث باللغة الانجليزية ان ابنة رفسنجاني فائزة واربعة من أقاربها اعتقلوا “لمزاعم ضلوعهم في الاحداث التي اعقبت الانتخابات”.
ورفضت السلطات اتهامات تزوير الانتخابات. لكن مجلس صيانة الدستور وهو اعلى هيئة تشريعية قال انه مستعد لاعادة فرز عشرة في المئة من الاصوات تختار بشكل عشوائي.
وعبر خاتمي عن تشككه وقال في بيان نقلته وكالة مهر “احالة النزاع الى هيئة لم تكن محايدة في الانتخابات ليس حلا.”
ونقل حليف لموسوي عنه قوله يوم السبت لمؤيديه انه يجب تطهير ايران مما وصفه بالاكاذيب والخداع وانه “مستعد للاستشهاد” ولكنه قال انه لا يسعى لمواجهة مع السلطات.
وفي باريس قال رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ان التوتر في ايران زاد الخطر الذي يتعرض له الاقتصاد العالمي وشدد على ضرورة تعزيز النظام المالي العالمي.