في مقابلة مع موقع “روز” الإصلاحي، كشف السينمائي الإيراني المعروف “محسن مخبلباف”، وهو أيضاً الناطق بلسان مير حسين موسوي، تفاصيل جديدة عن “الإنقلاب” الذي وقع في إيران بعد أن أبلغت السلطات مير حسين موسوي أنه فاز في الإنتخابات.
وهذه المقابلة تفسّر لماذا أعلن مير حسين موسوي إنتصاره في الإنتخابات قبل أن تعلن وزارة الداخلية أن المنتصر هو أحمدي نجاد. وكان الإنطباع السائد هو أن موسوي أعلن فوزه لقطع الطريق على التلاعب، ولكن مقابلة “مخبلباف” تكشف أن موسوي أعلن فوزه بعد أن أبلغت وزارة الداخلية رسمياً أنه هو المنتصر، وبعد أن أبلغه السيد خامنئي بضرورة مراعاة أنصار نجاد في إعلان الفوز الرسمي الذي سيصدر عنه!
والمقابلة تلقى ضوءاً جديداً على دور “الباسيج” (وليس “الباسداران”!) في الإنقلاب وعلى تواطؤ “المرشد” مع الإنقلابيين
(أو تخاذله أمامهم؟).
ووفقاً للسيد “مخبلباف”، فبعد ساعات من إنتهاء عمليات التصويت، اتّصلت وزارة داخلية إيران بمقر الحملة الإنتخابية للسيد موسوي لتبلغ الحاضرين بأن السيدّ موسوي سيكون الفائز وأن عليه أن يحضّر بياناً يعلن فوزه. ولكن وزارة الداخلية طلبت من السيد موسوي أن لا يتبجّح كثيراً حول انتصاره حتى لا يزعج أنصار أحمدي نجاد. فالكثير من أنصار الرئيس ينتمون إلى ميليشيا “الباسيج” وهم مسلّحون.
ويضيف “محسن مخبلباف” أنه تم، كذلك، إبلاغ القائد الأعلى، آية الله خامنئي، بالتطوّرات. وبدوره، أوصى خامنئي بـ”حسن إدارة” بيان الإنتصار، بمعنى عدم التبجّح بالإنتصار، وذلك لمصلحة إيران القومية ومن أجل إستقرارها. وقد أعدّت إحدى الصحف الإصلاحية صفحتها الأولى مع “مانشيت” يقول: “الشعب يسترد راية البلاد من أحمدي نجاد”.
ولكن، بعد ساعات قليلة، تعرّض مركز كان السيد موسوي قد أقامه في “غيطارية” (بشمال طهران) من أجل متابعة الإنتخابات وفرز الأصوات، لهجوم قام به عناصر مسلّحون من الأمن. وأقدم هؤلاء على العبث بالمركز، وحطّموا أجهزة الكومبيوتر، وهاجموا العاملين. وقد تدخّل أنصار موسوي واعتقلوا 8 من عناصر الأمن. ثم اتصلوا بالشرطة طالبين اقتياد الثمانية إلى السجن، ولكن الشرطة أطلقت سراح المهاجمين.
ويقول “محسن مخبلباف” أن قوى الأمن طوّقت المقر المركزي لحملة موسوي، كما طوّقت مبنى وزارة الداخلية. وبعد ذلك، بدأت الوزارة تصدر بياناتها التي جاء فيها أن السيد أحمدي نجاد حقّق نصراً حاسماً في الإنتخابات.
ويضيف: “أنا مخوّل من مسؤولي حملة موسوي بأن أعلن بصورة رسمية بأن إنقلاباً سياسياً قد حصل، بغية إعلان أحمد نجاد فائزاً”.
(الصورة: المرشد السيد علي خامنئي في إستعراض لميليشيا “الباسيج”)