كلمة الدكتور فارس سعيد في لقاء بجّه
*
سيداتي سادتي،
أيها الأصدقاء،
كلٌّ يُريدُنا تغريباً وتشريقاً
هذا يُغرِّبُنا وذاك يُعرِّبُنا
هذا يجرُّنا إلى اليمين وذاكَ إلى اليسار
بينما نحن طامحون أن نكونَ نحنُ نحن !!
هذه الكلمات صاغَها أحدُ كبارِ الطائفةِ المارونية وأحدُ أعلامِها في العلم والأدب واللاهوت.
هذا الكبير الكبير هو المونسنيور ميشال حايك، إبنُ بجّه، فسلامٌ على روحِهِ الطاهرة ووعدٌ له إننا سنبقى ملتزمونَ بتعاليمِهِ ونسألُ اللهَ أن يُعطينا جزءاً من صلابَتِه.
أيها الأصدقاء،
إستمعنا البارحة إلى أمين عام حزب الله الذي بصراحتِهِ المعهودة قدَّم لنا عرضاً متكاملاً لنظرة حزبِهِ تجاه لبنان.
تكلّم باسم حزب الله حولَ نظرَتِه إلى لبنان وإلى إدارةِ الشأن السياسي بعد الإنتخابات.
حاول حزب الله إبتزاز رئيس الجمهورية.
أما أن يقبلَ بإتفاق الدوحة، كإتفاقٍ دائم، وهو إتفاق ربطَ، بنظرِ حزب الله، بين الثلث المعطّل وإنتخاب رئيس توافقي وإما أن يرفضَ الإستمرار بالعمل بهذا الإتفاق، فيُطعَن برئاسَتِهِ. أكثر من ذلك حاول الالتفاف على بعض بنود اتفاق الدوحة لجهة عدم استخدام سلاحه في الداخل. وهو الامر الذي أعلن أمينهُ العام أنَّهُ لن يلتزمَ به. وبشًّرنا بمزيدٍ من “شهداء الداخل”.
العماد عون لم يخلف وعده مع حزب الله ومهّد له درب الانقلاب على الوطن بالكلام حول ” تقليص ولاية الرئيس”.
واليوم يحاول حزب الله إبتزازنا ويفرض علينا المقايضة الآتية:
إما الثلث المعطل واستمرار التحكم بالدولة،
وإما تجديد 7 أيّار الذي تحوّل في قاموس الحزب إلى “يومٍ مجيدٍ في تاريخ المقاومة”.
رئيس الجمهورية رفضَ الإبتزاز وطالبَ بممارسةِ صلاحياتِهِ الدستورية.
البطريرك الماروني رفضَ الإبتزاز واصفاً أمس الأول وجود الموالاة والمعارضة ” في منصة الحكم في وقتٍ معاً بالبدعة التي لم يعرِفُها لبنان حتى أيامنا هذه”.
نحنُ نرفُضُ الإبتزاز:
• نرفضُ الثلث المعطِّل لأنهُ يعني عملياً نهايةَ نظامنا الديموقراطي. فلماذا إجراءَ الإنتخابات إذا لم يُؤخَذ بنتائجِها؟
• نرفُضُ الثلث المعطِّل لأنه يعني تحكُّم حزب الله بالدولة، ولأنهُ يعني شرعنة سلاحِهِ الذي هو سلاحٌ طائفي شبيهٍ بسلاحِ الميليشياتِ أثناء الحرب، سلاحٌ يُستخدَم في الداخل لصالح الخارج، وليس كما يدّعي الحزب سلاحٌ يُستَخدَم في الخارجِ لصالح الداخل.
لماذا هذا التوتر في خطاب حزب الله؟
لأنّ حزب الله أدركَ أنّهُ لن يستطيعَ الحصول على الأكثرية بالوسائل الديمقراطية، فهو يريدُ استبدال الأكثرية بالثلث المعطِّل، لأن حزب الله أدركَ أنَّ المسيحيين لن يدلوا بأصواتِهِم لحليفِهِ وأنّهُ سيفقُدَ غطاءَهُ الوطني.
لأنَّ حزب الله أدركَ أنَّ هناكَ مشروعَ تسوية في المنطقة تُشاركُ فيهِ الدولَ العربيةَ ولا تُشاركُ فيهِ إيران.
فهوَ مرةٍ جديدة، يُريدُ التضحيةَ بلبنانَ لمصلحةِ إيران.
إن التحالفَ بينَ ميشال عون وحزب الله يأخُذُ منحىً إنقلابياً من خلال التطاول على القضاء والإعلام ورئاسة الجمهورية التي نحترم كل إحترام.
أيها الأصدقاء،
نوجّهُ اليوم من جبيل رسالةَ تقديرٍ واحترام لشخص رئيس الجمهورية. وبشيبنا وشبابنا، سنُدافعُ عن الجمهورية اللبنانية بكلّ ما أوتينا من قوّة وعزم وقناعة بأن لا خلاصَ إلاّ بسلاحٍ واحد وهو سلاحُ الجيش، لا خلاصَ إلاّ بقرارٍ واحد وهو قرار الدولة اللبنانية، ولن نسمحَ إطلاقاً بتقصير ولاية رئيس الجمهورية التوافقي كما سعى ويسعى حزب الله وعون.
وإلى أهلي في جبيل، أدعوكم من هنا إلى قراءة خطاب حزب الله بتمعّن والى قراءة دعوة عون التحريضية بالأمس الناخبين الى اعتباره ولوائحه قدس الاقداس، ذلك ان مشروع حزب الله لا يقبل اي فريق سياسي لا يأتمر بأمره. وقد حان الوقت لأن يدركوا أن هذه الإنتخابات مصيرية ويتوقف على نتائجها مصير الجمهورية برمتها، ولذلك، أمُدُّ اليدَ إليكم مجدداً من أجلِ العبور الى الدولة. تلك هي رسالة جمهور 14 آذار. رسالته تأمين الحماية المطلوبة لمنطق الدولة والمؤسسات وإعادة الاعتبار إلى شرعية القانون والدستور.
اما المرشحين الوسطيين فنذكرهم بأن الناس يسألون: ما هو موقفكم من سلاح حزب الله!
سيسأل الناس ما هو موقفكم من كلام السيد حسن نصرالله!
هذه المعركة ليست معركة ماء، كهرباء و طريق الكنيسة والشؤون المعيشية على أهميتها. هذه معركة يترتّب على نتائجها مصير أولادنا.
نحن نعرف الاجوبة. نحن تخلّصنا من الخوف وقرّرنا مواجهة تحالف عون – حزب الله.
نحن لم نخضع لضغوط حزب الله، وهو لا ينتظر تحالف المستقلين معنا حتى يشنَّ حرباً عليهم.
للمرّة المئة لا انتصار لأي فريق في مشروع العبور الى الدولة الا بتحالفه مع 14 آذار.
14 آذار فخرٌ لنا ولكل لبناني يسعى الى وطن.
أيها الأصدقاء،
من هي 14 آذار؟
هي هذا الجمهور الهادر الصادق الشُجاع الذي قاوم سنواتٍ وسنوات مشاريعَ الفتنةِ والهيمنة.
هذا الجمهور وحدَهُ قادرٌ على تحقيق النصر.
هذا الجمهور يرفعُ رأسَ جبيل عالياً.