أعلن الدكتور فارس سعيد، الأمين العام لحركة 14 آذار، ترشيحه من “بلاد جبيل”، بالكلمة التالية:
أيها اللبنانيون، على مساحة الوطن وفي بلدان الإنتشار!
يا أهلي في بلاد جبيل!
أيها الأحبّةُ والأصدقاء!
في هذا المكان المشرق بوجوهكم، الدافئ بمحبتكم!
بدايةً، أشكركم جزيل الشكر على تلبية هذه الدعوة وقد أتيتم من كل أنحاء لبنان، ومن بلاد جبيل خصوصاً. فتحيّة لكـم وألف تحيّة لأنكم:
1. رفضتم إلباس جبيل هوية سياسية غير هويتها المتنوعة.
2. رفضتم إستيراد وتغطية المشاريع السياسية الغريبة عن ثقافة أبناء منطقتنا وتاريخهم وتراثهم ونضالاتهم.
3. ولأنكم إعتمدتم البرنامج السياسي لقوى 14 آذار.
4. ولأن خياركم هو حصر السلاح بالجيش والقوى الأمنية الشرعية وحدها دون سواها، وإخضاع المهام الدفاعية والأمنية لقرار السلطة السياسية وحدها.
5. ولأن خياركم هو تحييد لبنان عن الصراعات المسلّحة في المنطقة.
إني أخاطبُ أهلي في بلاد جبيل، لأنني بطبيعة الحال مرشحٌ لأكون نائباً عنهم في البرلمان، ولأنهم عوَّدونا على أن يقدّموا رجالاً ونساءً من بينهم، في مستوى الوطن، كل الوطن، وفي مستوى الدولة، كل الدولة!
من هنا، من مدينة جبيل، أعلنُ ترشيحي!
لأن هذه المدينة العريقة أنتجت نور الحرف، وعبَّدت طريق الإستقلال، وحمت العيش المشترك! لذلك أُسميها مدينةَ الأبجديات الثلاث: من أبجدية الحرف، إلى أبجدية العيش المشترك، إلى أبجدية الإستقلال!
أيها الأخوة،
أحييّ فيكم أرواح شهداء لبنان – شهداء الإنتفاضة وشهداء جبيل، كلّ جبيل دون استثناء، الذين سقطوا خلال الحرب الأخيرة دفاعاً عن كرامة أرضنا في جرودنا العالية وفي سواحلنا العنيدة.
يفصلنا عن الإنتخابات القادمة 69 يوماً وتتحضّرون جميعاً لخوضها بقلوبٍ مرفوعة وعزيمةٍ عالية.
لقد أطلق منذ عشرة أيام نائب أمين عام حزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم الماكينة الإنتخابية لحزبه في مناطق المتن، كسروان، جبيل والبترون، وهذا حقٌ ديموقراطيٌ مقدّس.
ومن جبيل نقول لحزب الله:
أن من صمدَ وإنتصرَ على ماكيناتٍ خارجةٍ عن سلطة الدولة في بداية السبعينات،
ومن صمَدَ وإنتصرَ على ماكينات المخابرات السورية خلال مرحلة الوصاية،
ومن صمَدَ وإنتصرَ على ماكينات النظام الأمني اللبناني – السوري في 14 آذار المجيد، لن تُخيفُهُ محاولتكم لوضع اليد على القرار السياسي في المنطقة.
إن قرار المنطقة يبقى ملك أبنائها،
فإذا رأيتم أن بعضنا يرتضي إستبدال رجالِهِ برجالِكُم،
فاعرفوا أن في جبيل وفي قلب جبل لبنان هناك رجالٌ رجال،
إذا صادقوا صدَقوا، وإذا تحالفوا، لا يوكِلوا لغيرهم قرارهم.
وإذا قرّروا، ثبتوا وناضلوا وانتصروا.
أيها الإخوة والأصدقاء!
نتائج هذه الإنتخابات ستأخذنا:
• نحو دولة السلام والإستقرار.. أو دولة الحرب المفتوحة والساحة المستباحة!
• نحو دولةٍ للجميع وفوق الجميع.. أو دولةٍ بشروط فئة مسلحة!
• نحو ديمقراطية التداول السلمي للسلطة.. أو ديمقراطية الثلث المعطّل بالسلاح المعطّل!
• نحو العودة إلى وثيقة الوفاق الوطني في الطائف.. أو الإنحباس في تدبير أتفاق الدوحة المؤقت!
• نحو المناصفة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين.. أو نحو “مثالثةٍ” تجعل المسيحيين ثلثَ الوطن!
• نحو دورٍ طليعي للمسيحيين في الحفاظ على معاني السلام والإستقرار والدولة والديمقراطية والشراكة المتكافئة.. أو دورٍ يبحث عن ضمانةٍ في وثيقة “تفاهم حزبي” وسلاحٍ مستعار!
• نحو وطنٍ يمثل فيه المسيحيون ضمانةَ المسلمين، والمسلمون ضمانةَ المسيحيين، فيشكلون معاً أكثرية متكافلة متضامنة آمنة .. أو وطنٍ لمشاريع مغامرة في رؤوس مجنونة!
• نحو تحييد لبنان عن الصراعات المسلحة في المنطقة بالتطبيق الكامل والصارم للقرار الدولي 1701.. أو التضحية بلبنان لمصلحة هذا المحور أو ذاك من محاور الحرب الدائمة!
• نحو تحييد الدولة عن صراعات الزعامات الطائفية والمناطقية فتكون في خدمة المواطن أو تركها نهباً للزبائنية السياسية والطائفية والعشائرية، فتكون في خدمة بعض المتنفذين!
باختصار ستكون هذه الإنتخابات مناسبةً للعبور نحو الدولة، الدولة الفعلية.. أو الإستمرار في جحيم الدويلات!
أيها الإخوة والأصدقاء،
لهذه الأسباب نعتبر الإنتخابات النيابية المقبلة حاسمة ومصيرية.
ونظراً للإنقسام المعلوم في البلاد، لا يُخفى على أي مواطن، وعليكم خصوصاً، أن الصوت المسيحي، في المناطق ذات الأغلبية السكانية المسيحية، هو صوت حاسم ومقرر!
هذا الصوت عليه أن يقرر: إما أن يأتي بالمسيحيين إلى قلب الوطن…
او يجعلهم “بنداً” في وثيقة تفاهم حزبي على طريق دمشق – طهران!
أيها الأحبة.. سيداتي سادتي!
تلك هي القيم والمفاهيم التي أترشح على أساسها. وهي تشكل أساس البرنامج الوطني لقوى 14 آذار، البرنامج الذي كان لي شرف المساهمة في صوغه وإعلانه.
باسم هذا البرنامج أترشّح!
واترشّح أيضاً باسم أبجديات جبيل الثلاث: الحرف، العيش المشترك والإستقلال.
وأترشّح باسم تاريخي الشخصي: من بيت نذر نفسه للإستقلال والعيش المشترك، إلى إلتزامي الدائم بالحوار اللبناني، إلى قرنة شهوان.. إلى ثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال!
هذه هي رسالتي إلى اللبنانيين عموماً، وإلى أهل جبيل خصوصاً.
ولي أيضاً أربع رسائل أخرى:
1. إلى الكنيسة:
• نحن معك وخلفك في شهادتك الدائمة لإيمانك بلبنان السيد الحرّ المستقل، الواحد لجميع أبنائه.
• نحن معك في تحييد لبنان عن الصراعات المسلحة في المنطقة.
• نحن معك لبناء دولة مدنية محررة من الزبائنية السياسية والطائفية.
2. إلى رئيس الجمهورية:
• أنتَ هديةُ بلاد جبيل إلى كل لبنان!
• انت رئيس الدولة . وعلى الدولة أن تحكم كما قلت في خطاب القسم بقوة القانون والدستور.
• لا دولة بالتراضي والتسويات المخالفة للسلم الأهلي!
3. إلى إخوتنا الشيعة في بلاد جبيل:
• أنتم جزء أساسي من نسيج منطقتنا، لا غنى عنهُ.
• لستم “أهل ذمة” في جبيل، ولستم “حصان طروادة” فيها!
• نحن وأنتم مؤتمنون على العيش المشترك الذي يميّز منطقتنا ويعلو فوق أي إعتبار!
4. إلى حزب الله خصوصاً:
• أهلاً وسهلاً بك لبنانياً في منطقتنا!
• أهلاً وسهلاً بك سلمياً في منطقتنا!
• لاتحتمل جبيل – وخصوصاً الشيعة فيها – لا سلاحك ولا ارتباطاتك الخارجية!
أيها الأخوة،
موعدنا معكم في 7 حزيران.
فلنجعل هذا التاريخ تاريخ العبور إلى الدولة.
فلنتكاتف جميعاً كل قوى 14 آذار.
المستقلين
الكتلة الوطنية
القوات اللبنانية
الكتائب اللبنانية
الوطنيين الأحرار
لنعبر معاً إلى شاطئ الأمان.
لا تخيفنا إشاعاتهم ولا تجعلنا نتراجع عن تمسّكنا بلبنان وتمسكنا بهذه المنطقة العزيزة التي لم تبخل يوماً بتقديم الشباب قرابينَ حياة على مذبح الإستقلال.