سعد كيوان- “الشفّاف” بيروت
عادت عنتريات أيام زمان!… بشار الأسد يحاول تقمص شخصية جمال عبد الناصر: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”. يهدد ويتوعد من على بعد آلاف الكيلومترات عن الجبهة الحقيقية فيما صمت القبور يخيم على جبهة الجولان السورية المحتلة منذ أكثر من واحد وأربعين سنة. عبد الناصر خاض ثلاثة حروب، الأولى عام 1948 عندما كان لا يزال ضابطا في الجيش وقبل أن يستلم السلطة في مصر. أما بشار فهو في السلطة منذ تسع سنوات تقريبا “يحارب بسيف غيره”، يتغنى بمقاومة غيره ولكن المقاومة ممنوعة عنده، ويطلق الشتائم والاتهامات يمينا وشمالا، ثم يقف في الصفوف الخلفية و”يرمي حجرا” ليقول أنا موجود.
ورغم إنه الرئيس الدوري للقمة العربية، لم يتجرأ الأسد حتى على اتخاذ المبادرة والدعوة الى عقد قمة إستثنائية في دمشق. فضّل الذهاب الى قطر كي “يرمي الحجر” من هناك، راح لينضم الى حلفائه “الممانعين” الذين لا يسمع البعض منهم بفلسطين. عقدْ مؤتمر قمة في دمشق كان يعني بالحد الأدنى إتخاذ قرارات كالتي إتخذت في قطر، وإنما من دمشق. وهذا ليس بفارق بسيط، إذ أن النظام السوري لا يرغب في الذهاب الى المواجهة، ولا يتحمل أن تصدر من عنده مواقف تصعيدية. وهو يريد كذلك حفظ خط الرجعة لأن جلّ ما فعله هو تجميد المفاوضات مع إسرائيل، وليس قطعها. ومبادرة التجميد اتخذتها تركيا التي تستضيف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. فحرب إسرائيل على غزة جاءت في “وقت الحشرة”، غداة إعلان بشار إستعداده للإنتقال الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. كما إن قمة في دمشق لا يكتمل نصابها كانت ستضع الأسد في موقف حرج جدا أمام الأخصام والحلفاء على السواء، وتفقده ما يحاول الإمساك به من أوراق بدعم من “سيد الممانعة” الإيراني، وكسبا لرضا الإدارة الأميركية الجديدة التي ستمسك بزمام الأمور في البيت الأبيض بدءا من الثلاثاء المقبل.
فها هو يسارع الى الإعلان، عبر صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، عن إستعداده للتعاون مع باراك أوباما والمشاركة في عملية التسوية، ثم “يعرض خدماته” كالعادة قائلا أنه طُُلِب منه الضغط على “حماس”، موحيا أن ذلك يحتاج الى مقابل! وإثباتا لحسن نيته أعلنت “حماس” ظهرا من دمشق إلتزامها لمدة إسبوع وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد، بعد أن كانت رفضته في البداية. فعاجله أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بكلمات الشكر والاطراء…
اذن، فلتعقد القمة في الدوحة، وليقف أمير قطر ورئيس وزرائه في الواجهة، لأن “جسمهم لبيس” وجيبتهم تتحمل. كما أنهم مهما إتخذوا من قرارات، فلن يأخذهم أحد على محمل الجد. فهم يقفون “رجل في الفلاحة ورجل في البور”، يلعبون على كل الحبال. يستضيفون ممثلية لإسرائيل منذ فترة طويلة (رئيس الوزراء القطري عرض على أبو مازن أن يستحصل له على ترخيص من أسرائيل يسمح له بالخروج من الضفة)، وعلى أرضهم توجد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم، منها إنطلق بعض السلاح والذخيرة الى إسرائيل في عدوانها على غزة. وفي الوقت نفسه، تقيم قطر علاقات متينة مع إيران، ووثيقة بطبيعة الحال مع سوريا، وحميمة مع “حزب الله” رأس حربة ما يسمى “الممانعة”، ومع حركة “حماس” التي أقام رئيسها خالد مشعل فترة على أراضيها، قبل أن ينتقل الى الإقامة الدائمة في ربوع دمشق… وتفتح هواءها لمحطة “الدعاية الأصولية والتهييج الشعبي”…
بشّار ليس فقط لا يقاتل ولا يقاوم، وإنما لا يدافع عن نفسه، ولا يرد حتى عندما يعتدى عليه، لا في “عين الصاحب” ولا في “دير الزور” أو عندما يقصف مفاعله النووي “الخجول”!… لا يريد أن يطلق طلقة واحدة. يريد أن يفاوض إسرائيل من تحت الطاولة، ويزايد في العلن متهما العرب الآخرين أنهم “أنصاف الرجال”، واللبنانيين أنهم “منتوج إسرائيلي”. أمس، في الدوحة، استرسل في مزايداته متغنيا بمقاومة غيره، التي يريد إستمرارها طبعا بالدم الفلسطيني، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل، وغمز من قناة السعودية مطالبا بوقف التعامل مع “مبادرة السلام العربية” التي أقرت في قمة بيروت 2002، لأنها برأيه باتت بحكم المنتهية و و…
مزايدات جاراه فيها القطري والليبي، “الممانع” من على بعد آلاف الكيلومترات، والذي يكتشف نفسه “إفريقياً” عندما تشتد الأزمة ويشتد العجز العربي، والذي يسعى في الوقت نفسه الى تطبيق “النموذج القطري”. وواضح أن هدف مؤتمر الدوحة كان تطيير “مبادرة السلام العربية” التي ترفضها إسرائيل كما ترفضها إيران. والهدف الثاني تعميق الشرخ الفلسطيني ومحاولة إضفاء شرعية رسمية ما على “حماس” تمهيدا لاسقاط شرعية السلطة الفلسطينية! هدفان هلّل لهما “المناضل” محمود أحمدي نجاد وخوّن باقي العرب، من مقعده كـ”ضيف شرف” في دوحة الأمير حمد.
هذان الهدفان تصدى لهما بكل جرأة وصراحة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي أكد أن “مبادرة السلام العربية” لا تزال قائمة وصالحة، وإذا كان لا بد من تعديلها أو إعادة النظر فيها فهذا يلزمه مؤتمر قمة عربية، مضيفا أن لقاء قطر هو “إجتماع تشاوري لأن عناصر القمة لم تكتمل بحسب ميثاق الجامعة العربية”. وشدد سليمان في كلمته على أن “الشجب والتنديد لم يعد كافيا، وإن أي خطوات تبقى بدون فعالية إن لم تقترن بقرارات عملية وبتوفير مقومات الصمود، من خلال توحيد الموقف العربي والموقف الفلسطيني، وإلا سمحنا لإسرائيل شرذمة الفلسطينيين وتعميق الخلافات العربية”.
هذا الكلام لم يعجب طبعا عرب “الممانعة، ولا أتباعهم في لبنان. فإنطلقت الاتهامات والشتائم ضد سليمان، وعنونت جريدة “الأخبار” اللبنانية، رأس حربة “محور الممانعة الحزبللاوي-الإيراني-القطري-السوري”، قائلة أن “سليمان كان ضعيف الحضور والخطاب”، لأنه خالف بشار الرأي، ولم يتشاور معه مسبقا كما كان يحصل في زمن اميل لحود!
هذا المحور يريد أن يستمر في القتال، طبعا بلحم ودم الفلسطينيين. لماذا لا يرسلون قوات الى غزة؟ لماذا لا يرسل الأسد والقذافي وقائد الانقلاب العسكري في موريتانيا قوات لنصرة إخوتهم الفلسطينيين؟ حتى قيادات “حماس” يريدون الاستمرار في الإستشهاد، ورئيسهم مشعل كرر أكثر من مرة أن “غزة منكوبة ولكن أضرار “حماس” بسيطة” (!). فهل ما زالت بسيطة بعد وقوع 1300 شهيد وضحية، وإكتشاف مئة جثة إضافية هذا الصباح بعد إعلان إسرائيل وقف اطلاق النار؟ القيادي أسامه حمدان يعلن صباحا من بيروت أن “المقاومة مستمرة حتى دحر الإحتلال وغير معنية بأي وقف لاطلاق النار”… وبعد بضع ساعات يعلن موسى أبو مرزوق من دمشق إلتزام “حماس” وقف إطلاق النار!
فهل الهدف كان ان يجتمع كل قادة العالم الكبار، ويجمعوا على منع ومراقبة دخول السلاح الى غزة، وفرض رقابة شديدة على منطقة الشرق الأوسط؟!
s.kiwan@hotmail.com
محور الممانعة “الإيراني-السوري-القطري-الحمساوي-الحزبللاوي” يريد الاستمرار في “الصمود”… بلحم الفلسطينيين!!
ولك ياجماعه بطل مخي يجمع ….. كل هالشي الانسان العربي رخيص …. طبعا اليوم صرح هنيه انو انتصرنا نصرا الهيا … مسكين هال الله شو عم ننسب الو شغلات ما الو علاقه فيها … لم يستفزني شيء في العالم سوى حضور مزعبر ايران نجاد الاجتماع في قطر … هل اصبحنا ذليلين الى هذه الدرجه … بصراحه لم اكن اتمنى زوال النظام رغم كل مساوئه لان معنى ذلك اغراق سوريا في حمام من الفوضى ولكن الآن فعلا اتمنى ذلك وليحصل مايحصل … اثبتنا اننا مجرد بالونات فارغه تطيرها ايران وقتما ترغب ….