دارفور- السودان: علّقت مصادر عليمة في دارفور على مبادرة “أهل السودان” التي أطلقها الرئيس السوداني بأن حزب المؤتمر الوطني يحاور نفسه!
وعدّدت هذه المصادر إعتراضاتها على مؤتمر “أهل السودان” على النحو التالي:
أولا : إن خطاب الرئيس غير صادق وتشخيصه السيئ يعبر عن نوايا سيئة تجاه قضية أهل دارفور. لقد ظل الرئيس البشير يردد في الملتقي نفس الشعارات الفارغة من المضمون ولم يقدم جديداً في المرتكزات التي تفضل بها حول مبادرته المزعومة عن قضية دارفور، ولا يخلو خطابه من الأكاذيب والمغالطات حول التنمية المزعومة والمشاريع المقترحة من قبل الجانب الحكومي، وهي في مجملها محاولة لشراء الوقت وإرباك المحكمة الدولية وثنيها عن إصدار قرار بتوقيفه وفقاً للجرائم التي ارتكبها في دارفور .
ثانياً : إن الوفود التي تم إستقدامها من إقليم دارفور جميعها من منسوبي حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وهؤلاء بالضرورة لا يعبرون عن إرادة أهل دارفور بقدر ما يدافعون عن مواقف حزبهم العاجز عن حل قضايا السودان بشكل عام وقضية دارفور بشكل خاص. كان لقادة “الجنجويد” الحضور الفاعل في هذه التظاهرة السياسية بإمتياز، وهم الذين كانوا كمخلب قطٍ في حرق القرى وارتكاب فظائع بحق القرويين العزل. إن ورطة الجنرال وقيادات “الجنجويد” يجعل من الطرفين في مصيرٍ واحد. لذلك لبوا نداء الملتقي للتظاهر.
ثالثاً : إن حل قضية دارفور لا تحتاج إلي مبادرة جديدة وقديمة ووهمية في نفس الوقت، وإنما هنالك حاجة إلى القرار الشجاع والنية الصادقة والعزيمة القوية والرغبة الأكيدة من قبل رئيس الجمهورية في مخاطبة جذور المشكلة بكل وضوح حتي يُصار إلي الحل العادل لمجمل قضايا السودان بدون تسويف.
رابعاً : فيما خص ضبط الأمن وإشاعة الطمأنينة، فإن واقع الحال في دارفور يعكس تماماً نية حكومة السودان وأستراتيجيتها في حل القضية عبر الخيار العسكري، هذا الخيار الذي أثبت فشله خلال الخمسة سنوات الماضية والذي ادى إلي إرتكاب فظائع. إن بسط الأمن وإشاعة الطمأنينة يعني القيام بعمليات عسكرية جديدة في دارفور وقتل المزيد من الأبرياء، وفي هذا السياق فإن هذه المبادرة هي ملتقى للعلاقات العامة قصد منها الإلتفاف علي القضية السياسية، ومحاولة كسب المزيد من الوقت وإيهام المجتمع الدولي والشعب السوداني بأن هنالك حلاً لقضية دارفور.
خامساً : إن هذه المبادرة تضع الوساطة القطرية في مهب الريح. والوسيط القطري قد تم احتواؤه ضمن إطار لعبة الرئيس البشير مما أفقد الوسيط القطري صفة الحياد المطلوب منه. فمنذ إنطلاقها، فشلت الوساطة القطرية في الإلتقاء بالقوي الرئيسية في حركات دافور وخاصة حركة العدل والمساوأة السودانية وحركة تحرير السودان “الوحدة” وكذلك بحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد، ففقدت الوساطة عنصر الحياد والإحتفاظ بمسافة واحدة بين الثورة في دارفور وحزب المؤتمر الحاكم الذي يرئسه البشير. كان علي الوساطة القطرية أن تتبني سياسة التوازي والإتصال بأطراف الصراع بشكل عادل، لذلك تولدت مخاوف لدي الحركات المسلحة في دارفور إبتداءً من أن تتشكل رؤية من طرفٍ واحدٍ وهذا يؤدي إلي تعطيل مسلك التفاوض ويصعب من مهمة الوسيط .