أنا لا أتحدث باعتباري سعودي الجنسية، أتحدث باعتباري إنساناً. أنا حقيقة لا أعتبر نفسي خليجياً. إن هذا الانتماء انتماء آني لا يتجاوز عمره بضع عقود، تجمعا مصلحي جمعه الذهب الأسود الذي فاض على البعض بالذهب الأصفر فأبطرهم ولوث اسم خليجي حتى أصبح ينظر لهذا المسمى بحسد ممتزج بالحقد والاحتقار جره عليه سفهاء تحولوا من رعاة الشاة الى متطاولين في البنيان. أهدرت الأموال التي أمطرت والتي كان من الممكن أن تحول المنطقة بكاملها الى يابان آخر. لا ينفع الندم، لا يفيد البكاء، الأمر لم يعد بأيدي أهلها وما كان من قبل.
هذه قصة شرحها يطول. أنا أتحدث عنها باعتباري أحد أفراد الشعب السعودي ولكن ليس لي الحق في الاعتراض أو حتى إبداء الرأي’ فأنا من الحجاز وبيني وبين الخليج ما يزيد على 2000 كيلومتر. أنا أحسب أن مصر والسودان واليمن أقرب لي من الخليج، ولاة الأمر من نجد. لهذه الأسباب مجتمعة لا أعتبر نفسي خليجيا ولا أشعر مطلقا بالانتماء للخليج من قريب أو بعيد.
هذه مقدمة لتصريح سمعته من نائب في مجلس الأمة الكويتي يحتج وبشدة على تسليح العراق. لو تكلم السيد النائب باسمه أو حتى باسم الكويت التي يمثلها لما كان لي شأن بذلك. إنما يتحدث النائب باسم دول الخليج وأنا محسوب رغما عني منها فذاك ما أزعجني.
يقول السيد النائب أن في تسليح العراق خطرا على دول الخليج. من يسمع السيد النائب يتبادر الى ذهنه أن دول الخليج تستطيع بجيوشها الدفاع عن حدودها دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة. للمرة الثالثة يحاول العراق التهام الكويت. المرة الأولى في زمن الأشراف ووقف الإنجليز حائلا دون ذلك. المرة الثانية كانت في عهد عبد الكريم قاسم، ولولا تنبه الرئيس جمال عبد الناصر ووقفة الملك سعود واستباق الأمر بإرسال جيوش من الجامعة العربية لعاد الإنجليز بعدما خرجوا كما فعلوا في المرة الثالثة عند غزو صدام حسين والذي أعاد قوى الغرب للمنطقة وبأموال أهلها وترحيبهم، وتحرر الكويت وعاد الأسرة الكويتية من الطائف ودخلت الكويت بعد أن كانت أول من غادره.
ما أود أن أوصله للسيد النائب، وأحسب أن لقبه (الدويلة)، دع العراق تتسلح فالغرب لديه مصانع والشرق لديه مصانع تصنع السلاح, لمن تعتقد أنهم يبيعونها؟ يبيعونها يا محترم لمن إذا وقعوا في خطر جاء الغرب والشرق بقضه وقضيضه ليكمل التهام ما بقي. يا أيها السيد النائب، بعد خروج مصر من الدائرة العربية باللعبة الكسنجرية لم يعد لدى جميع الدول العربية من تحاربه إلا بعضها البعض وهي حروب تقوم لمصالح,
إهدأ بالا أيها النائب المحترم.
دع المكارم لا ترحل لبغيتها **** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
allehbi@gmail.com
جده