يمثل كتاب د. مروان المعشر، نائب رئيس البنك الدولي منذ ،٢٠٠٧ حول تجربته السياسية وضرورة بناء وسط عربي جديد يقف بحكمة واتزان بين تطرف الأنظمة العربية المتمسك بالسلطة والحرس القديم من جهة، وبين الغاضبين الراديكاليين الرافضين للسلطة الديكتاتورية، مساهمه قيمة ورؤية جريئة للفكر والممارسة العربية السياسية. صدر الكتاب باللغة الانكليزية ٢٠٠٨ (The Arab Center: The Promise of Moderation) ويمثل وصفا لتجربة المعشر السياسية كونه عمل سابقا كوزير للخارجية والإعلام الأردني وسفيرا في واشنطن، وكان أول سفير للأردن في إسرائيل بعد توقيع اتفاق السلام عام ١٩٩٤. ويمثل الكتاب دعوة للتنمية والانفتاح في الأنظمة العربية التي اعتراها الكثير من الجمود والأزمات. في هذا، بالتحديد، يضيف المعشر الكثير إلى المكتبة العالمية الفقيرة بهذا النوع من المساهمات للسياسيين العرب.
لقد شدني الكتاب في أجزائه العديدة ولكن أكثر ما اثر بي هو تجربة المعشر كسفير للأردن في إسرائيل. وحساسية الموقف تتضاعف لأن نصف عائلة المعشر من جذور فلسطينية في يافا (والدته) وفي القدس (زوجته وعائلة زوجته). لهذا جاءت مذكرات السفير عن تجربته في إسرائيل وكيفية تصرفه في مواقف صعبه وحرجة في غاية الأهمية خاصة لدبلوماسي عربي يكن تقديرا للقضية الفلسطينية ويمثل بلده الأردن بإخلاص. لقد أوضح المعشر في الكتاب مدى صعوبة قرار قبوله بهذه المهمة، كما انه واجه تحديات كبرى في تنفيذها. كان أول ما قام به السفير عندما وصل إلى إسرائيل هو زيارة منزل والدته في يافا حتى عام ١٩٤٨ وقيام دولة إسرائيل، ثم زيارة الزعيم الفلسطيني فيصل الحسيني في القدس والذي كانت تعارضه إسرائيل باستمرار، ثم التفاعل مع الأقلية العربية في إسرائيل التي ظلت على الأرض منذ عام ١٩٤٨ وكان عددها ١٧٠ ألف وهي اليوم أكثر من مليون تمثل ٢٠٪ من عدد سكان إسرائيل ( حملة الجنسية الإسرائيلية).
لقد اكتشف المعشر أهمية هذه الفئة من الفلسطينيين الأصليين والذين تسميهم إسرائيل (الإسرائيليين العرب) ومدى الظم الكبير الذي لحق بها من جراء السياسات الإسرائيلية من جهة ثم من جراء السياسات العربية التي نظرت لهم نظرة سلبية كونهم حملوا جوازات إسرائيلية بحكم الضرورة بعد نكبة عام ١٩٤٨. واعتبر المعشر أن هذه الفئة ستكون جسرا في ظل أي سلام عادل في المستقبل بين العرب وإسرائيل. إذ سينظر العرب لدولة إسرائيل من طريقة تعاملها مع الأقلية العربية فيها. لهذا حمل المعشر قضية عرب ١٩٤٨ معه في تحركاته السياسية من جراء تلك التجربة التي أخذته إلى مدن وقرى عربية في وسط إسرائيل. هكذا رأى أن إسرائيل ليست كتلة واحدة بل كتل عدة. ففيها عرب اقحاح، كما فيها يهود عرب يعيشون في مناطق وأحياء تذكر بالعالم العربي، وفيها غرب وشرق وتنوع، وسياسيون اسرائيلييون يمكن محاورتهم وآخرون يصعب التحدث إليهم. ص ص ٥٢-٥٩
ويصف المعشر كيفية تعامله مع ملف الأردنيين ذوي الجذور الفلسطينية ممن هجروا بالقوة من فلسطين إبان حرب ١٩٤٨ ثم صودرت منهم أراضيهم من قبل إسرائيل (أملاك الغائب) وأصبحوا بعد عام ١٩٤٨ وبعد ضم الأردن للضفة الغربية مواطنين أردنيين. لهذا تساءل المعشر عن حقوقهم وتعويضاتهم عن أراضيهم كونه يمثل كل المواطنين الأردنيين بتنوع خلفياتهم وجذورهم التاريخية. وقد تهربت إسرائيل من إعطاء المعشر أجوبة واضحة في التعامل مع هذه القضية. كان الجواب الإسرائيلي أن هذا الأمر ينتظر المفاوضات النهائية مع الفلسطينيين، وكانت إجابة المعشر المتميزة: انه يمثل كل المواطنين الأردنيين وان وجود سلام بين الأردن وإسرائيل يستوجب حل هذا الموضوع دون انتظار المسار الفلسطيني. كان التهرب الإسرائيلي دائماً، بما في ذلك ادعاء وجود لجان للأمر وإجراءات لم تكن موجودة. وقد تضامن المعشر أثناء وجوده في إسرائيل مع الفلسطينيين ضد سياسة مصادره الأراضي في القدس والضفة الغربية، وعندما طرح أمام الحكومة الإسرائيلية ملف الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية وجد مصاعب كبيرة، ولكنه استطاع تحريكها لصالح إطلاق سراح عدد من الأسرى في المرحلة الأولى.
أن الإحراج الأكبر الذي واجه السفير وقع عندما وجهت إليه دعوة لحضور احتفالات إسرائيل في عيد الاستقلال. إن يوم استقلال إسرائيل هو ذاته يوم النكبة العربية وهزيمة الجيوش العربية عام ١٩٤٨ بما فيها الجيش العربي(الأردني). وبطبيعة الحال، فالسفير الأردني الأول لا يستطيع عدم حضور هذا اليوم وإلا خلق أزمة دبلوماسية في العلاقات. لقد ذهب العشر إلى الاحتفال وهو يتمنى أن يمر مرور الكرام كما يمر عشرات السفراء المهنئين، ولكن عندما رآه رئيس الدولة عزرا وايزمن ناداه وطلب منه الوقوف إلى جانبه وطلب اخذ الصور وأمام عشرات الكاميرات أعلن وايزمن أمام الجميع كم هو سعيد بوجود السفير الأردني. لم يكن هذا امرا سهلا على المعشر، ولكنه واجه موقفا أكثر حراجة عندنا جاءت إليه الصحافة العالمية والمحلية الإسرائيلية تسأله عن شعوره في هذا اليوم من احتفالات إسرائيل. هكذا يصف المعشر رده البليغ: أتمنى أن نصل لليوم الذي تحتفل فيه كل الشعوب المنطقة بيوم استقلالها (وهو اشاره من المعشر لتمنيه أن يعم الاستقلال أيضا الفلسطينيين). لقد قال هذا دون أن يخل باللياقة الدبلوماسية ودون أن يساوم على مبادئ عربية عزيزة على كل العرب. وفي موقف آخر، كان المعشر يجلس قرب رابين قبل اغتياله بدقائق، إذ كان معه والسفير المصري على المنصة التي ألقى منها خطابه حول السلام في حفل خاص للسلام . لقد اغتيل رابين بواسطة متطرف إسرائيلي بعد ذلك الخطاب بدقائق.
والكتاب مؤثر أيضا من خلال وصف كيفية انتقال الحكم في الأردن من الملك حسين إلى الملك عبدالله الثاني بما فيها فترة مرض الملك حسين. وفي هذا البعد تأريخ لمرحلة حساسة بما فيها مرحله المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل في أخر مراحل مرض الملك حسين وتواجده في الولايات المتحدة.
ولكن النصف الثاني من الكتاب فيه جانب فكري وتحليلي وتقيمي يعبر عن خلاصة التجربة السياسية للمعشر للوزير السابق ونائب رئيس البنك الدولي حاليا. ففي معرض تعليقه القيم على أسباب معارضة الكثير من العرب للسلام مع إسرائيل يطرح المعشر ما يلي:
أن الاعتدال العربي التقليدي اخطأ لأنه عندما ركز على ”السلام العربي الإسرائيلي لم يشرح للمواطن العربي كل التفاصيل الضرورية للسلام، كما انه لم يسعى لخلق وعي عام بأهداف السلام والدعم الشعبي المطلوب لتحقيق نجاحه.“ ص ٢٦٠ لهذا دخل العرب طريق السلام بدون دعم شعبي وهذا يعود لنقص الحوار العلني الحقيقي حول الأمر، خاصة ”وان السلام نظر إليه من قبل المواطنين العرب كمسايرة للقوى الغربية الكبرى وليس كعمليه هدفها إنهاء الاحتلال وبناء دوله فلسطينية قادرة على الاستمرار وجلب الاستقرار والتنمية إلى المنطقة.” فمن الصعب أن نمارس السلام في الخارج ولا يكون هناك سلام داخلي أساسه دور المواطن ومشاركته واحترامه. “بل من الصعب أن يقبل المواطن العربي السلام مع إسرائيل، وهي عدو تصارع معها لعقود، بينما ترفض الدولة والحكومة التعامل مع المعارضة في بلدها.“ ص ٢٦٠ ويستنتج المعشر بأن كل ما مارسه العرب من واقعيه وبراغماتيه ومبادرات سياسيه ومرحليه وخارطة طرق في التعامل مع إسرائيل كان بالإمكان تطبيقه في التعامل مع الشعوب العربية في كل دوله عربية. ص ٢٥٩ -٢٦٠
أن غياب كتلة الوسطيين العرب الذين يستطيعون إنصاف المواطنين وإصلاح الأوضاع العربية الداخلية هو جوهر المشكلة في العالم العربي اليوم. فوفق المعشر لقد اتبعت النخب الحاكمة في الدول العربية سياسة داخليه خاطئة حتى الآن مفادها: ”إبقاء الوضع الراهن لحماية مصالحها ومنع أية جماعه مثل الإسلاميين من تحقيق نفوذ في السلطة. وقد أدت هذه السياسة إلى نتيجة معاكسه، إذ ازدادت قوة التيارات السياسية الاسلاميه بما فيها الراديكالية وأصبحت النخبة الحاكمة بنظر الرأي العام العربي لا تبدو معتدلة بل على العكس تبدو غير شفافة في أسلوب حكمها. “ ص ٢٣٤. ثم يؤكد المعشر ” أن الدول العربية تزخر بالفكر والإيديولوجيات الراديكالية التي تأتي من جراء الحرمان وقلة الفرص أمام الشباب والاستضعاف، وغياب دور بسطاء الناس. لهذا فبلا تغير حقيقي سينتج هذا الوضع كارثة.“ ص ٢٦٠
ثم يستطرد قائلا:
” أن قوى الأمر الراهن العربي يجب أن تفهم أنها بمقاومة التغير ،ستجازف ليس فقط بامتيازاتها ومصالحها، بل بالنظام الذي تسعى لحمايته. لهذا فان أراد الوسط العربي وتيار الاعتدال العربي أن يحمي نفسه والقوه والنفوذ الذي يتمتع بها الآن عليه أن يتشارك السلطة مع القوى الأخرى. أن السلطة المطلقة والتي لا تساءل غير ممكنه كخيار، وهي ليست كذلك أصلا. لهذا على الوسط العربي، إضافة إلى مواجهة أسباب الراديكالية في العالم العربي، مواجهة الحرس القديم في أنظمته والمتمترس في كل نظام والذي من خلال سعيه لحماية مصالحه القصيرة الأمد يجازف بإمكانية بناء مستقبل مستقر ومزدهر لدوله. الوسط العربي يجب أن يكون قوة ملتزمة بطريقه حياة شامله تتعامل مع قضايا الإصلاح والتنوع والانفتاح الداخلي كما وتتعامل مع قضايا السلام ، و هذا الوسط ليس نفسه الوسط المعتدل الذي يتعامل مع العملية السلمية في كل من الأردن ومصر والسعودية“(إذ يجب أن يكون أكثر شمولية ولديه خطة انفتاح وإصلاح ذاتي وداخلي). ٢٦٠
ويتحسس المعشر الخطر الأكبر على العالم العربي والذي يلخصه بجمود الوضع الراهن وآفاق أن تستمر الدول العربية في تأجيل الانتخابات إلى أمد غير مسمى. فهناك ضرورة كبيره ” لتطبيق انفتاح تدريجي و جاد للنظام السياسي بينما تتم عملية الانتخابات بنفس الوقت.“ ص ٢٥٦ ولحقيق ذلك هناك مسألتين يجب أن يكون هناك إصرار على تحقيقهما كشرط لأي طرف أو قوه تسعى للمشاركة السياسية:
الشرط الأول: الالتزام من قبل كل القوى بما فيها وعلى رأسها القوى الاسلاميه بالتنوع السياسي والثقافي للمجتمع، بحيث لا يكون هناك فرض لديمقراطيه شعبوية أو ديمقراطيه تنتخب ممثلين لمرة واحده ثم يقوموا بمصادره الحريات والرأي الآخر والتنوع ويقوموا بمنع المسرح أو الغناء أو الاختلاط والتدخل في طرق الحياة للناس. أن بقاء التنوع في طرق الحياة وفي الحريات الشخصية وحق التنظيم والتحضير للانتخابات القادمة وحق النقد أساسي لنجاح الديمقراطية في العالم العربي. فالديمقراطية: ليست حكم الأغلبية ولا قيمة لها على هذا الأساس لأنها تتحول لديكتاتوريه الأغلبية المؤقتة. أن الديمقراطية هي في الجوهر حكم الأغلبية المؤقتة (حسب نتائج الانتخابات) المدعم بحقوق الاقليه أكانت عرقيه أم دينيه أم فكريه أم سياسيه أم اجتماعيه أم فرديه.
الشرط الثاني:: الالتزام، تحت كل الظروف من قبل كل القوى المشاركة بالعملية السياسية بالوسائل السلمية في التغير والتعبير والانتخابات. أن نبذ العنف يجب أن يكون في الجوهر الشرط الأساسي لقبول القوى السياسية المحلية كمشارك وشريك في العملية السياسية. ٢٥٦ص ص -٢٥٧
ويفرق المعشر في كتابه بدقه بين ثلاث قوى إسلامية يزخر بها العالم العربي: ١. الجماعات الرافضة لمظاهر التنوع في المجتمع والتي تناصب الدولة والمجتمع العداء وتستخدم الوسائل المسلحة مثل القاعدة. ٢. الجماعات التي تمثل مقاومه لمحتل وتستخدم الوسائل المسلحة والغير مسلحه (حماس وحزب الله). ٣. الجماعات الاسلاميه التي تمارس العمل السلمي مثل الإخوان المسلمين والاسلامين في البرلمان الأردني والكويتي ودول عربية أخرى. هذا التميز أساسي لكي لا يكون هناك وضع لكل الإسلاميين في بوتقة واحده ومعاملة حماس أو حزب الله ومعاملة الإسلاميين في البرلمانات العربية كما يتم التعامل مع القاعدة التي تمارس العنف والرفض لكل شيء. ص ص ٢٣٤-٢٣٥
ولكن الانفتاح في البلاد العربية الذي يجب أن يسعى إليه الوسطيون العرب يجب أن يعني (وفق المعشر) دور واضح ونام للمجتمع المدني العربي في كل دولة. فعلى المجتمع المدني أن يكون ”جريئا وقادراً على الاجابة على الاسئلة والقضايا الحساسة بما فيها القضايا التي تطرحها التيارات الإسلامية التي تحتكر في الكثير من الأحيان الحقيقة.“ ص ٢٦١ ويجب أن يعني الانفتاح نشوء للأحزاب على مراحل بحيث تلعب دورها في تنظيم الحياة السياسية والبرلمانية، إضافة إلى إعطاء الأولوية للحوكمة (الحكم الصالح) وحقوق الإنسان والحريات الجماعية والفردية والمناخ الايجابي الذي يستوعب كل الأطياف السياسية في المجتمع. ص ٢٥٧ وهو يعني أيضا توجيه طاقات كبيره في المجتمع نحو التنمية التي تفرض نفسها على كل المجتمع: إيجاد ملايين الوظائف لملايين العرب الذين يعانون من البطالة ويتحولون للعنف، وهذا يتطلب إصلاح جذري للتعليم في المجتمعات العربية لكي يقوم بهذه المهمة. ص ٢٥٨
لقد قدم المعشر رؤية لأهمية تيار الوسط والمركز والوسطيين العرب في هذه المرحلة. إن تيار الوسط أو تيار المركز هو التيار الذي قد يميز بين الأبيض والأسود في التجربة العربية، وهو الذي يرى ضرورة تعميق الإصلاح في العالم العربي وهو الذي يرى أهمية للوصول إلى تفاهم مع التيارات الإسلامية على الحياة السياسية والديمقراطية بشرط أن يحترموا التنوع أكان فرديا أم جماعيا في المجتمع وان يلتزموا بالعمل السلمي. أن تيار الوسط تيار مخنوق في الواقع العربي، فالحرس القديم يمسك السلطة في معظم أجزاء العالم العربي، ويمنع التغير، وبنفس الوقت تزداد راديكاليه التيارات المعارضة ذات المنحى الإسلامي. أن الوسط العربي يمثل رؤية لتيار يحترم شعبه ويحترم الصدق والحقيقة تجاه المواطن وحقوقه. انه تيار لا يبحث عن سلام خارجي ليستفرد في السلطة داخليا، بل على العكس يريد تحقيق الاثنين لصالح تنمية عربية مستدامة. ولكن السعي لهذا الوسط لن يكون ممكنا بلا تضحيات وتعامل خلاق مع الحرس القديم في معظم الأنظمة العربية. يبقى أن نتساءل: كيف سيقع التغير في ظل الأوضاع الراهنة الرافضة للتغير بين إسلاميين معارضين بشده وحكوميين متمترسين في مواقعهم؟ سينفجر هذا العالم أن لم يبرز تيار الوسط ويكتسب قوة ونفوذا في قيادة التغير. إنها مرحلة حساسة يتعامل معها كتاب حساس.
أن ما كتبه المعشر عنصر قد يمثل تشجيع للذين لعبوا دورا سياسيا في المؤسسات العربية والحكومات العربية في مراحل تاريخيه مختلفة لكتابة شهاداتهم. أن تقديم شهادات بهذه القيمة تتطلب مسؤولية واحتراما للشعوب ولحقها في المعرفة كما تتطلب وضوحا وجرأة بعد ترك المنصب. كم من رئيس وزراء ووزير خارجية ورئيس مخابرات وسفير ووزير إعلام وقائد حزب وتيار وجيش وسفير كتب مذكرات صادقه عن تجربته ليساعدنا في فهم واقعنا والتعلم من تجاربنا؟ أن شعوبنا تستحق من كل هؤلاء أن تكون تجربتهم ملك للشعب وللرأي العام الذي هو في نهاية المطاف الطرف الذي يتأثر سلبا وإيجابا من جراء كل التجارب العربية وهو فوق كل شيء الطرف الذي سيصيغ مستقبل بلادنا. أن ما كتبه د.المعشر قد يلهم البعض ويحرك لديهم الحافز للنزول من مواقعهم ومشاركة الشعب والرأي العام تجاربهم الهامة.
shafeeqghabra@gmail.com
* أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت
الوسط العربي ومأزق العرب الراهنيا أمّةَ الجهلِ يا أمّةَ العُرْبِ يا أُضحوكةَ الأممِ يا أمّةَ الجهلِ مِنْ رأسٍ إلى القَدَمِ قد عشتِ جهلاً على الأزمانِ ينحرُكِ في عقدة الوهمِ لا زالتْ على قُدُمِ ما كنتِ يوماً لفعلِ الخيرِ قاصدةً بل كنتِ دوماً إلى التخريبِ و الألمِ قوّضتِ حقّاً بحدّ السيفِ مُرهبةً كوّنتِ ديناً على قهرٍ و سفكِ دَمِ يا أمّةَ الخزي هل أبقيتِ سيّئةً في جعبةِ الكونِ لم تأتي و في نَهَمِ؟ ورّثتِ حقداً إلى الأجيال غايتُهُ قتلُ الحقيقةِ والإنسانِ و القيَمِ و الخوفُ أمسى لك الكابوس أرّقَكِ من كلّ نصرٍ لفكرِ العلمِ في عَلَم حاولتِ دهراً و أزمانا مفاخرة… قراءة المزيد ..