طالبت السلطات السورية من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الضغط على اسرائيل من اجل الافراج عن الاسير السوري سيطان الولي نظرا لحالته الصحية الحرجة.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية ان الوزارة استدعت السفراء واطلعتهم على الوضع الصحي للاسير الولي بعد ان تم استئصال كليته في السجن وانه بحاجة الى رعاية طبية خاصة.
واضاف البيان ان سوريا مستعدة لتحمل نفقات علاج الاسير سيطان الولي في حال وافقت اسرائيل على الافراج عنه ونقله الى بلد آخر حسب ما جاء في البيان.
يشار الى ان سيطان معتقل في اسرائيل منذ ثلاثة وعشرين عاما مع اثني عشر اسيرا سوريا من بينهم بشير المقت وصدقي المقت وعاصم الولي وهايل ابو زيد الذي وافته المنية في السجن وسواهم بعد اتهامهم بالمقاومة المسلحة، وحكم عليهم بالسجن سبعة وعشرين عاما.
انهم اثنا عشر اسيرا سوريا. وللوهلة الاولى يخال المرء ان الخبر عار عن الصحة: كيف ان سوريا تتجاهل اسراها مدة ثلاثة وعشرين عاما ولا تقوم بما هو ابعد من الاستجداء لاطلاق سراحهم وتذكرهم بين الحين والآخر، وكيف انها تطالب باحتفاظ حزب الله بسلاحه في لبنان من اجل اطلاق سراح سمير القنطار اللبناني غير المنتمي اصلا الى حزب الله وهو حين تم اعتقاله كان منتميا لجبهة التحرير العريبة التي لم تعد موجودة اصلا وتوفي قائدها ابو العباس في العراق! وكيف انها تطالب باحتفاظ حزب الله بسلاحه حتى تحرير مزارع شبعا الملتبسة هويتها الجغرافية قانونا، وهي لبنانيةعملا بالترسميات الفرنسية وقبل ان تقتطعها سوريا وكأن الجولان السوري ليس محتلا من قبل اسرائيل!
غريب امر النظام السوري يبدو ان الهاجس اللبناني غلب على شؤونه الداخلية. فتحرير شبعا وسمير القنطار مسؤولية سورية ينفذها حزب الله بقوة السلاح والاستكبار الداخلي على مواطنيه اللبنانيين، في حين ان اطلاق سراح اسير سوري يستوجب استدعاء سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن، وتحرير الجولان يتطلب مفاوضات غير مباشرة برعاية تركيا مع العدو الاسرائيلي. اما اذا فاوضت حكومة فؤاد السنيورة اسرائيل بواسطة مجلس الامن والامم المتحدة تحت وطأة القصف وانتهاك السيادة اللبنانية، تطلق في حقها الشتائم وتنعت بأبشع النعوت مع ان الرئيس السنيورة قال مرار وتكرار إن لبنان آخر دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل.
اما حزب الله فهو يمارس الاستكبار على مواطنيه اللبنانيين حتى بعد انكشاف استراتيجيته للهيمنة على لبنان بقوة السلاح الايراني وماله النظيف.
كنا نتمنى على جماعة (شكرا سوريا) ان يقتدوا بأسيادهم في دمشق وطهران، وان يفسحوا في المجال امام المفاوضات لاسترداد مزارع شبعا وأسير لبناني واحد على غرار ما هو حاصل بين سوريا واسرائيل وبين ايران والولايات المتحدة.
اننا نخشى ان نصل الى يوم تصبح معه من بين مهمات الحزب الالهي تحرير الاسرى السوريين على حساب “أشباه الرجال” اللبنانيين بعد ان تطوع لتحرير اسرى نظرائه في حركة حماس فكيف بأسرى أحد داعميه وأولالياء نعمته.
اخيرا لا بد من التوقف عن ما تسرب عن لقاء بأحد قيادات حزب الله حيث قال هذا المسؤول ان الحزب معتدى عليه في بيروت وعلى الطرف الآخر الاعتذار منه. انها حقا صدمة وجدان وضمير ان يطلب القاتل من الضحية الاعتذار.
ملاحظة : التحية للاسرى في السجون الاسرائيلية والحرية لهم اليوم قبل الغد.. كي لا يساء الظن ونتهم بالعمالة لاسرائيل!
kricha@radiosawa.ae
* كاتب لبناني – دبي