كانت “جين نوفاك” بين أوائل الكتّاب غير العرب الذين اتّصلوا بـ”الشفّاف” وأسهموا بمقالاتهم في تطوير الموقع. يمكن مراجعة مقالات “جين نوفاك” عن اليمن على صفحتنا الإنكليزية. “الإزعاج” الذي تسبّبت به هذه السيدة الأميركية، التي تعمل بمفردها، لسلطات اليمن دليل آخر على الدور غير المسبوق الذي يلعبه الإنترنيت في توسيع آفاق الحرية والنقد.
*
كتب :روبرت ورث
بيروت – لبنان: جين نوفاك، 46عاماً، ربة بيت, أم لطفلين في (نيو جرسي), لم تزر اليمن حتى الآن, لا تتحدث العربية, تعترف بشفافية أنها حتى قبل سنوات قليلة ماضية، لا تعرف شيئاً عن تلك الدولة التي مزقها النزاع في جنوب الجزيرة العربية.
ومع ذلك, إلا أن نوفاك قد أصبحت مشهورة جداً في اليمن, لدرجة أن محرري الصحف يقولون إنهم يبيعون نسخاً كثيرة إذا تصدرت صورتها – الشقراء المبتسمة- غلاف أي صحيفة. وقد تم حظرت مدونتها (نشرة إخبارية صريحة عن الشئون اليمنية). يذمها حلفاء الحكومة بشكل متكرر في الصحافة المقروءة باعتبارها عميلة أمريكية, مناصرة للملكية الشيعية، وعضو في (القاعدة), أو نوفاك الصهيونية.
وليس ثمة جريرة ارتكبتها سوى حملتها العتيدة من أجل الصحفي اليمني عبدالكريم الخيواني، الذي حمل حكومته على الغضب جراء كتابته عن تمرد دموي في أقصي شمال البلاد، وهو الآن تحت المحاكمة بتهم التحريض على العصيان، التي يمكن أن تسبب له عقوبة الموت، في قرار من المتوقع أن يصدر الأربعاء .
بادرت نوفاك، التي تعمل من حاسوب نقال في غرفة جلوسها بمقاطعة (مونماوث) “عندما يكون الأطفال في المدرسة”, بعريضة طلب على الانترنت لإطلاق سراح السيد الخيواني, وقد ضمنت فيها السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان اليمنيين, وآخرين من حول العالم. أظهرت مدونتها نجاحا كبيرا لتتجاوز قضية الخيواني وتصبح مخرجا حاسماً لصحفيي المعارضة والشخصيات السياسية، الذين يؤيدون معلوماتها عبر رسائلهم النصية أو البريد الكتروني عن الدسائس السياسية اليمنية.
تقول نوفاك بأن حملتها مسألة مبدأ أساسي. وقالت: “هذا بلد يطلق سراح أعضاء القاعدة ليحاكم عوضاً عنهم صحفي، لا لشيء سوى أنه يمارس مهنته”، “وهو الجنون بعينه”.
لكن نوفاك تعترف فعلاً باهتمامها الشخصي في تلك القضية، لقد أصبحت والخيواني صديقين مقربين، رغم أنهما لم يجتمعا قط, ولا يتكلم أحدهما لغة الآخر. واحدة من التهم الموجهة ضده هي استلامه رسالة نصية عبر تليفون خلوي منها, باعتبار ذلك جزءاً من مؤامرة مزعومة، التي ينكرها بالمقابل، لمساعدة المتمردين الحوثيين في شمال اليمن.
و قال السيد الخيواني خلال مقابلة له في منزله في العاصمة اليمنية صنعاء في كانون الثاني بأن “عقوبة هذه الجريمة عادة ما تكون الموت”. رجل نحيف في الثانية والأربعين, عينان ثاقبتان, وإحساس قاتم بالمرح، وقد سجن لأربع مرات مؤخراً من قبل السلطات جراء عمله في الصحافة. تم اختطافه وضربه السنة الماضية من قبل رجال يقول إنهم كانوا ضباط شرطة يرتدون ملابس مدنية.
وأضاف السيد الخيواني بابتسامة عريضة: “إذا أضفت إلى هذا علاقتي بـ: نوفاك فإن ذلك يعني عقوبة الموت بالتأكيد”.
لا يمكن لـ: نوفاك أن تقبل بتوصيف بسيط عن شخصية قليلة الخبرة في قضايا خارجية، والتي عملت مديرة مبيعات سابقة لشركة منسوجات, تتحدث بلهجة (بروكلينية) مميزة بعد أن تربت في (فلات بوش). في السنة الماضية زار وزير في الحكومة اليمنية الولايات المتحدة ودعا سيئة السمعة “جان”، المعروفة على طول اليمن، لحضور لقاء في واشنطن لكنها رفضته قائلة: ” كان ذلك مكلفاً جداً، من حيث ترك الأطفال، التكاليف، كل ذلك في سبيل رحلة يوم واحد”.
ليس لديها أي خلفية تذكر عن الدراسات الشرق أوسطية، اتهمها أحد معارضيها في اليمن على أنها عضو صهيوني في لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية. نوفاك ردت على ذلك بضحكة خافتة: ” لابد أن أضعها على محرك البحث Google “, “لا أعرف ما حقيقة ذلك”.
لم تجد نوفاك، التي كانت تعمل بالقرب من مركز التجارة العالمي، اهتماماً بالعالم العربي إلا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية. حيث قالت “اعتقدت أنها فكرة جيدة أن أكتب في الصحافة العربية الناطقة بالإنجليزية، حول مواضيع يمكن أن يتفق عليها الجميع كحرية الصحافة ومثل هكذا أشياء”.
في 2004 بدأت نوفاك بإطلاق مدونتها الخاصة www.armiesofliberation.com المزينة بشعار “الأشرطة والنجوم ” وكتبت قريبا مقالة تدافع فيها عن السيد الخيواني الذي كان في السجن, ليكتب إليها رسالة شكر عنونها إلى “جين نوفاك الصحفية والمحللة السياسي الأمريكية”.
ومن ضمن ما كتب: “يتحول الزعماء في منطقتنا إلى آلهة”، “حتى يصلون حد الاعتقاد بقدسيتهم المزيفة، التي نهدف الإطاحة بها، في حين أنهم يدركون بأنهم بشر مثلنا. إن الديمقراطية والحرية لا تمنحان من زعيم في نظام حكم، لكنهما انجازان إنسانيان من قبل كل الناس الأحرار على وجه البسيطة” .
وتفاعلاً مع الرسالة، بدأت نوفاك بحملة عريضتها الأولى لصالح السيد الخيواني وبدأ الاثنان بالمراسلة عبر المترجمين.
وقالت نوفاك : إنه مجرد رجل لطيف جداً “، “يؤمن بالديمقراطية حقا ويدفع الثمن لأجلها”.
ثمة أشهر مضت منذ تبادلا رسائلهما الأولى, قبل أن تقوم نوفاك بنفسها في إخبار الخيواني أنها لم تكن في الحقيقة صحفية ومحللة سياسية بقدر ما هي ربة بيت تعمل على حاسوب نقال في البيت وكتبت إليه: “أنا لم أرد أن أخبرك من قبل، لأنني لم أردك أن تفقد الأمل”. ورد عليها الخيواني قائلا أن تلك الأخبار جعلته يفخر بها وبعملها.
وقد كتبت, منذ ذلك الحين, مقالات عديدة تدافع فيها عنه في الصحافة اليمنية.
وبالنظر إلى قضية السيد الخيواني, فإنه يتضح بأن نوفاك كانت تخوض أحد أكثر النزاعات غموضاً وتعقيداً في العالم العربي. بدأ تمرد الحوثي في 2004م عندما بدأ المتمردون بالحرب مع القوات الحكومية في محافظة صعدة، المنطقة الشمالية الغربية للعاصمة بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية. تتهم الحكومة إيران بمساعدة المتمردين, الأمر الذي تنكره إيران, وقد سقط آلاف من المواطنين في القتال.
وكانت القضية الأساسية في ذلك بالنسبة لـ: نوفاك هي حرية التعبير. حيث قد منعت الحكومة اليمنية الصحفيين من السفر إلى صعدة وحاولت قمع تغطية الصراع.
استطاع السيد الخيواني تقريبا منفرداً بين الصحفيين اليمنيين بالحصول على صور واضحة وحسابات إراقة الدماء في صعدة التي نشرها على موقعه الالكتروني المعطل حالياً. وقد ساعدت تقاريره على توسيع إحساس الغضب تجاه هجمات الحكومة التي ظهرت بأنها قد مددت دائرة القتال عن طريق تنوير سكان صعدة الذين لم يؤيدوا المتمردين الحوثيين في بداية الحرب.
وقال السيد الخيواني خلال مقابلة معه في يناير: “لدي علاقة متينة جداً مع أناس في صعدة”، “أراد العديد من المواطنين في صعدة أن يعرضوا صورة حقيقية لما يجري في الحرب هناك”.
تعد الحكومة اليمنية الحوثيين بأنهم إرهابيون وتتهم السيد الخيواني بدعم قضيتهم. ويحاكم في محكمة أمن الدولة المختصة بقضايا الإرهاب.
وقالت نوفاك, التي تحتوي مدونتها على زاوية قوية بمكافحة الإرهاب، بأن تلك سخرية مرة. لليمن تاريخ طويل باعتباره ملجأً للجهاديين؛ وقد أطلقت الحكومة سراح عدة أشخاص مدانين بتهم الإرهاب، يعتبر جمال البدوي أحدهم، مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي لدوره في قصف (القاعدة) للمدمرة الأمريكية كول في اليمن العام 2000؛ التي قتل فيها 17 بحاراً أمريكياً.
أعيد السيد بدوي، على ما يبدو، إلى السجن الخريف الماضي إثر احتجاج مسئولين أمريكان.
يبدو أن إصرار نوفاك الدائم في تناول هذه المواضيع يغضب السلطات اليمنية، حيث استضافتها قناة الجزيرة في أواخر 2005 في برنامج “ضيف خاص” للحديث حول اليمن مع سفير أمريكي سابق، وقيادي في المعارضة اليمنية، وناطق باسم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وحالما حضي الناطق بالخط، حتى بدأ بالشتيمة؛ متجاهلاً طلب رئيس الجلسة بترك الحديث للآخرين، وصرخ ناطق الرئيس قائلاً: “هي لا تتحدث العربية، ولم تزر اليمن، وليست صحفية حقيقية”. “هي فقط تملك موقع ويب تستخدمه لمهاجمة اليمن!”
يتكلم بعض المهنيين العرب بنوع من الازدراء عن مدونة نوفاك ويبدوا أنهم يعتبرونها هاوية ذات موقف أمريكي قومي متعصب وبلا معرفة حقيقية للعالم العربي.
تعترف نوفاك ببساطة بأنها ليست خبيرة؛ وأنها لا تستطيع أن تنطق الكلمات العربية بشكل صحيح. لكنها تقدر بأن أكثر من 2000 يمني اتصلوا بها منذ أن بدأت كتابة المقالات في 2004 . وتتلقى عشرات الرسائل كل شهر. البعض يكتب إليها بكلمات قليلة فقط، كـ “شكراً نوفاك” “لا تتوقفي”, ويكتب البعض الآخر روايات الحزن والغضب.
وتقول نوفاك إن مؤازرتها أناساً مثل السيد الخيواني، الذي يكافح على بعد آلاف من الأميال، في سبيل إزاحة الفاقة والظلم والفساد في اليمن، وهبها مهنة جديدة.
وقالت: ” يقول البعض بأنه ليس هناك تقدم في الشرق الأوسط”، لكنهم إذا تمكنوا فقط من رؤية هؤلاء الناس فإنهم سيجدونهم في حقيقة الأمر أبطالاً حداثيين جداً”.
نقلاً عن النيويورك تايمز
عبدالله عبدالوهاب ناجي، محمد العريقي- ترجمة خاصة بيمنات
النص الأصلي بالإنكليزية:
“المدوّنة” جين نوفاك تدافع عن الصحفيين اليمنيين من غرفة الجلوس
وهل في اعتقادكم في اليمن نظام غير دكتاتوري متلاحم مع إخوان المسلمين ( عبد الله الأحمر مثلا ) ؟ هل اليمن الآن ليس مهدمة فكريا وسياسيا واقتصاديا؟ عن إي ربع من الديمقراطية يجري الحديث اذكروا على الأقل واحدة من مميزاتكم الديمقراطية – المحاكمة للمناضل ضد النظام الدكتاتوري هو بتعبيركم ديمقراطية, أنها من طراز جديد- تعني( الديمقراطية العسكرية )
“المدوّنة” جين نوفاك تدافع عن الصحفيين اليمنيين من غرفة الجلوس
هل انتهت مشاكل الولايات المتحدة الأمريكية حتى تتجه كاتبتنا الحسناء لليمن؟!
اليمن مقابل دول كثيرة ( سوريا ليبيا ايران .. ) جنة ديمقراطية!!
نعم للديمقراطية بشرط أن لا تحولها تيارات فكرية ( كالشيوعية مثلا ) الى صالح دعوتها الفكرية الهدامة التي ستعيدنا الى الديكتاتورية بأقسى وأفظع أشكالها
نبقى ربع ديمقراطية.. خير من أن نصبح ديكتاتورية قومجية اشتراكية صفوية شيوعية بعثية …………!